الحظ تخلى أخيرا عن الروسي بوبوف «قيصر» سباقات سباحة السرعة

TT

اصبحت سباقات السرعة في رياضة السباحة يتيمة والسبب هو ان القيصر الروسي الكسندر بوبوف الذي خاض سباقي 50 م و100 م حرة منذ بطولة العالم عام 1991 اخفق في المسافتين خلال دورة الالعاب الاولمبية المقامة حاليا في اثينا. ولم يتمكن بوبوف (33 عاما) من المشاركة في سباق 100 م لفشله في بلوغ الدور النهائي، كما فشل في تصفيات سباق 50 م حرة اول من امس.

وقد لمس بوبوف الذي يعتبر من افضل السباحين في تاريخ الرياضة الحائط صباح امس ليتبين له انه حل في المركز الثالث من تصفيات المجموعة العاشرة. ونظر بوبوف الى اللوحة التي تشير الى النتائج فأدرك انه سجل 22.58 ثانية ما يعني عدم بلوغه الدور نصف النهائي، وقد ذكرت مصادر في الوفد الروسي ان بوبوف يعاني من اوجاع في ركبته اثرت على مستواه.

ويبدو ان سيرة بوبوف ستنتهي بنهاية العاب اثينا ولم تعد مشاركته في سباق التتابع 4 مرات 100 م اكيدة بعد نتيجتيه المخيبتين، لكنه سيترك وراءه مسيرة مظفرة تضمنت ثنائيتين اولمبيتين (50 و100 م حرة) في برشلونة عام 1992 واتلانتا عام 1996، وثلاث ثنائيات عالمية اعوام 1994 و1998 و2003 بالاضافة الى العديد من الالقاب الاوروبية وميداليات اولمبية وعالمية من المعادن الاخرى.

لكن بالاضافة الى هذه الالقاب، كان بوبوف يملك اسلوبا رائعا في الحوض ميزه عن سائر اقرانه.

ويحظى بوبوف باحترام كبير لدى منافسيه لانه يتمتع باخلاق عالية وروح رياضية كبيرة ويقول «يجب ان نعرف كيف نفوز لكن يتوجب علينا ان نتقبل الخسارة ايضا».

واشاد به الهولندي بيتر فان دن هوغنباند الذي خرج بدوره من تصفيات سباق 50 م وقال: «انه سباح رائع جدا وكان يستحق مقعدا في السباق النهائي».

اما ايان ثورب قال عنه بعد فشله في بلوغه السباق النهائي لمسافة 100 م: «منذ ان كنت صغيرا اذكر انه عندما يكون هناك سباق 100 م يكون هناك بوبوف. انه احد افضل السباحين في تاريخ الرياضة وسيكون الامر غريبا لانه لا يخوض نهائي هذا السباق».

وكان بوبوف تعرض لحادث كاد يودي بحياته عندما طعنه بائع بطيخ في احد شوارع موسكو في بطنه وابتعد عن الحوض لفترة طويلة واجريت له عملية جراحية وفقد خلال فترة تعافيه 7 كيلوغرامات من كتلته العضلية.

وابتعد بوبوف بعد ذلك عن المنافسة بسبب الحادث الذي تعرض له وولادة طفله والمنافسة الشديدة التي تعرض لها، فاصبح احد اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية وانتقل للسكن في سويسرا عام 1999، قبل ان يعود اليها ليحقق المركز الثاني في سيدني 2000 في سباق 100 م ثم 3 ذهبيات في بطولة العالم العام الماضي في برشلونة قبل ان يتوج بطلا لاوروبا في مدريد في مايو (ايار) الماضي ايضا.

واللقب الاوروبي قد يكون الاخير في مسيرة بوبوف، وقد تحقق بعد 13 عاما من لقبه الاول في اثينا خلال بطولة اوروبا ايضا وكان قدره ان تبدأ مسيرته في العاصمة اليونانية وتنتهي فيها.

وولد بوبوف في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 1971 قرب الاورال من والدين عاملين واكتشف عالم السباحة في فولغوغراد. وحول مدرب المنتخب الروسي غينادي تورتسكي، بوبوف المختص اصلا في سباحة الظهر الى السباحة الحرة وانتقل معه الى استراليا لمدة 10 اعوام للتدرب بافضل طريقة ممكنة.

وشارك بوبوف في اولمبياد برشلونة وهو في العشرين من عمره وتمكن من انهاء السيطرة الاميركية واحراز الثنائية بفوزه بسباقي الـ50 والـ100 م، كما تمكن بعد عامين من تحطيم الرقم القياسي العالمي في مسافة الـ100 والمسجل باسم مات بيوندي.

وتابع بوبوف سيطرته وتمكن من تكرار انجازه باحراز ذهبيتي الـ50 والـ100 م في اولمبياد اتلانتا 1996.