الجزائري إيلاس أسرع سباح عربي لـ«الشرق الأوسط»: بلوغي نهائي سباقي 50 و100م حرة في أولمبياد أثينا أكبر إنجاز في حياتي

TT

في منافسات السباحة لدورة الألعاب الأولمبية الحالية، برز بصفة استثنائية السباح الجزائري العالمي سليم إيلاس الذي رفع شعار المشاركة من أجل المنافسة قبل الشعار التقليدي «المشاركة من أجل المشاركة».

إيلاس وهو أسرع سباح عربي سجل إنجازات لافتة في أثينا متأهبا للسباق النهائي لـ100م حرة حيث حل سابعا وأول في نصف النهائي أمام ثورب الأسترالي وغيره من الأبطال العالميين، وفي السباق النهائي لـ 50م حرة حيث حل ثامنا متقدما نخبة من كبار وأفضل سباحي العالم لم يبلغوا حتى الدور النهائي وسط دهشة المراقبين وإعجابهم بجرأة ومغامرة السباح الجزائري الذي دخل العالمية وأصبح رمزا للسباحة العربية وأحد أشهر سباحي العالم بفضل مئات الميداليات والألقاب التي زينت صدره عربيا، أفريقيا وعالميًا.. «الشرق الأوسط» توجهت إلى سليم إيلاس الذي رحب بنا، ناقلا تحية خاصة لكل الرياضيين العرب المشاركين في أولمبيا أثينا.

قال إيلاس في مستهل حديثه إنه فخور للغاية بلقب أسرع سباح عربي وبما حققه في أولمبياد أثينا، معتبراً هذه المشاركة الأفضل له عبر مسيرته الطويلة الحافلة بالإنجازات والألقاب التي يصعب حصرها كما يقول إيلاس (29 سنة)، وأضاف: «كان لا بد أمامي من مضاعفة جهدي لتحقيق ما أصبو إليها وما يليق بنجاحات سابقة.. ولذلك قدمت كل ما في جعبتي في التصفيات كي أضمن موقعاً في نهائيات أهم سباقين على الإطلاق في عالم السباحة. وبمجرد تأهلي وتنافسي مع أفضل (7) سباحين في العالم وسط خروج وإقصاء بعضهم من التصفيات وأبرزهم البطل العالمي الروسي ألكسندر بوبوف مجرد ذلك أعتبره أكبر إنجاز في حياتي الرياضية». وعندما سألت إيلاس عما إذا كان يملك فرصة للفوز بميدالية أولمبية رد «ثقتي بنفسي كبيرة ولكني في الوقت ذاته واقعي. فقد تنافست مع أقوى سباحي العالم، صحيح أنني أحرزت من قبل برونزية بطولة العالم كأول عربي يحقق ذلك. لكن الألعاب الأولمبية تختلف كثيرا عن بطولة العالم للسباحة... إن الألعاب الأولمبية تبقى في المقدمة دائماً. كان من الصعب إحراز ميدالية لقوة المنافسة لكنني كنت قريبا من المتوجين عند خط النهاية».

وعن رأيه في مستوى السباحة العربية في أولمبياد أثينا، قال إيلاس «كانت مشاركة رمزية بعدد قليل من السباحين وللجنسين. وكان من الصعب المنافسة في هذا المجال لكنني شاهدت بعض السباحين العرب بمستويات حسنة.. والسباحة العربية بصفة عامة تحتاج إلى وقفة حقيقية من أصحاب الشأن في سبيل دعمها وتوسيع قاعدتها وتوفير المسابح النموذجية حتى في الأحياء الشعبية.. والاهتمام بجيل الناشئين منذ الصغر وعلى مقاعد الدراسة، فالقضية في النهاية تدور حول الإمكانات.. وهذا هو حال السباحة العربية.. إمكانات ضعيفة وقاعدة متواضعة.. وطموحات لنيل ميداليات أولمبية.. هذا أمر صعب للغاية». ونوه إيلاس بأنه فخور بمنحه لقب البطل غير المتوج في أولمبياد أثينا، مضيفا أن نتائجه في أولمبياد أثينا أفضل بكثير من نتائجه في دورتي الألعاب الأولمبية السابقتين عامي 96 و2000 في أتلانتا وسيدني، مشيرا إلى أنه لا بد لمن يريد من السباحين العرب وللجنسين النجاح التوجه إلى معسكرات تدريبية في أوروبا. وكان إيلاس قد حل بالمركز 21 في سباق 100م لأولمبياد أتلانتا 96 كما بلغ الدور نصف النهائي لسباق 100م في أولمبياد سدني. وعبر إيلاس عن سعادته لما لمسه من اهتمام الشعب الجزائري بأسره بتأهله إلى نهائي سباقي 50م حرة و100م حرة كاشفا النقاب عن اتصالات هاتفية تلقاها من الجزائر أكدت له أن الجزائريين جميعا تفرغوا لمتابعة سباقاته النهائية في مشهد يعيد إلى الأذهان انشغال الشعب الجزائري بمباراة ألمانيا أمام الجزائر في كأس العالم 82 حينما فازت الجزائر 2/1.

* رد جميل في الدورة العربية

* وختم إيلاس أن هذا الأمر يشجعه كثيرا وأنه سيرد الجميل للشعب الجزائري من خلال ذهبيتي سباقي 50م حرة و100م حرة في الدورة الرياضية العربية العاشرة التي ستقام في الجزائر بالفترة من 24 سبتمبر (أيلول) إلى 8 أكتوبر (تشرين الأول) المقبلين داعيا كل السباحين العرب، إناثا وذكورا، للمشاركة في هذه الدورة الكبيرة.