صاحبة الذهبية الوحيدة للعرب في أولمبياد سيدني الجزائرية نورية لـ«الشرق الأوسط»: الإصابة حرمتني من ذهبية أخرى في أثينا والعرب تخلوا عني

TT

في دورة الألعاب الأولمبية السابقة (أولمبياد سيدني 2000)، توقفت حدود المشاركة العربية الجماعية وفي كل الألعاب عند ميدالية ذهبية واحدة كانت من نصيب البطلة الجزائرية العداءة نورية مراح في سباق 1500م، متفوقة على أفضل بطلات العالم في هذا السباق.

وفي دورة الألعاب الأولمبية الحالية (أولمبياد أثينا 2004) التي أسدل الستار على منافساتها مساء أمس، حضرت نورية ضمن البعثة الجزائرية، وكلها أمل في العودة بذهبية تاريخية أخرى، لتصبح أول فتاة عربية تحرز ميداليتين ذهبيتين في دورتين أولمبيتين متتاليتين، لكن نورية انشغلت منذ وصولها الى القرية الأولمبية في قلب أثينا بمراجعة المركز الطبي المتطور في محاولات جادة لاستكمال علاجها من إصابة بليغة.

«الشرق الأوسط» التي رافقت نورية إلى المركز الطبي حاورتها عن شعورها وتطلعاتها وانطباعاتها، وهي ترافق زوجها ومواطنها عمار بنيدة وهو في الوقت ذاته مدربها الخاص.

تقول نورية: «الله وحده يعلم حقيقة مشاعري وأنا أصل إلى الأولمبياد مرة ثانية من دون التمكن من المشاركة. لقد خاب أملي، كان طموحي مبرراً وثقتي بنفسي كبيرة لأن أحرز لبلادي وللأمة العربية بأسرها ميدالية ذهبية أخرى، لكن لا حول لي ولا قوة بعد هذه الإصابة التي تعرضت لها قبل أربعة أشهر، إذ تضاعفت الآلام قبل 20 يوماً عن موعد الافتتاح، كنت واثقة من فوزي بذهبية جديدة لولا الإصابة. وبعد حضوري منافسات وألعاب القوى هنا في أولمبياد أثينا تأكد لي أن سباقي في سيدني من أقوى وأصعب سباقات 1500م هنا في أثينا، لذلك زاد حزني على ذهبية كانت مضمونة، لكن في كل الأحوال أنا رياضية مسلمة تؤمن بالقضاء والقدر وعليّ أن أتقبل ما جرى من دون اعتراض وشكوى. وذكرت أنها تابعت حفل الافتتاح لأولمبياد أثينا من عيادة طبية في ألمانيا. وعن طموحاتها القادمة، قالت نورية: «بعد العودة إلى الجزائر أطمح للمشاركة في الدورة الرياضية العربية العاشرة التي تستضيفها بلادي وأشعر برغبة كبيرة للمشاركة في تلك الدورة وإحراز ذهبية أخرى أعوض بها غيابي بسبب الإصابة عن الدورة الرياضية العربية التاسعة في عمان عام 99 والظلم الذي وقع معي في الدورة الرياضية العربية الثامنة في بيروت 97 حينما أحرزت الميدالية الذهبية لسباق 800م قبل أن يتم سحبها مني بعدما اتهمت بأنني ارتكبت مخالفة بدفع بعض عداءات المغرب، ويشهد الله أنني كنت مظلومة، فأنا عداءة محترفة ويستحيل عليّ ارتكاب مثل هذه الأخطاء الساذجة.

* تقييم المشاركة العربية

* وعن تقييمها للمشاركة العربية في مسابقات ألعاب القوى لأولمبياد أثينا تقول نورية: «كالعادة جاءت مشاركة الفتاة العربية خجولة كماً ونوعاً بدليل ميدالية واحدة فقط بعد أسبوعين على الأولمبياد وخطفتها المغربية حسناء بن حسي في سباق 800م ولكن في المقابل أعجبت بحماس وجرأة وشجاعة بعض العداءات العربيات الجديدات مثل البحرينية رقية الغرة بطلة العرب والأردنية بسمة العشوش التي وجدتها شجاعة ومقدامة والكويتية دانا النصري والعراقية آلاء حكمت والفلسطينية زينب أبو بخيت وغيرهن. وبالنسبة لمشاركة الرجل العربي، فإن العداء المغربي هشام الكروج يستحق تحية خاصة على مجهوده الوافر وذهبيتيه التاريخيتين (1500م و5000م)، حيث أثبت أنه أسطورة عالمية، كما أحيي باقي المشاركين العرب وأخص بالتهنئة المصارع المصري كرم جابر صاحب ذهبية تاريخية مع الرامي الإماراتي محمد بن حشر والملاكمين المصريين محمد علي وأحمد اسماعيل ومحمد سيد البان والملاكم السوري ناصر الشامي وبطل التايكوندو المصري تامر بيومي وكل من سجل نتيجة إيجابية في هذه الدورة الأولمبية.

* بطلة وزوجة وأم

* وعما إذا كان زواجها وتحولها قبل عامين إلى أم لـ«نورازان» قد أثر سلباً على حياتها الرياضية، قالت نورية: «على العكس من ذلك، لقد شجعني هذا الأمر على أن أكون مصدر فخر لابنتي، وكذلك لزوجي عمار بنيدة مدربي الذي وقف إلى جانبي مشكوراً ولم يتخل عني إطلاقاً وفي كل الظروف».

وتنهي نورية حديثها لـ«الشرق الأوسط» بالتعبير عن أسفها لعدم تقديرها عربياً على إنجازها التاريخي، مضيفة: «سارعت بعد فوزي وتتويجي إلى إهداء ميداليتي الذهبية إلى العرب جميعاً وليس إلى الجزائريين وحدهم.. نعم تلقيت تكريما لائقاً في بلادي الجزائر، لكني شعرت بخيبة أمل شديدة من موقف باقي الدول العربية، ويكفي القول إن المكافأة العربية الوحيدة كانت ساعة يد من اللجنة الأولمبية الأردنية لحظة توقفي في مطار الملكة علياء في الأردن في طريق العودة من سيدني إلى الجزائر عبر سنغافورة والدوحة وعمان. كنت أتوقع تكريماً أفضل من قادة الرياضة العربية، لكن شيئاً من هذا لم يحدث إطلاقاً وهذا أمر مؤسف ومحزن».

نورية تعمل حالياً في شركة بترول جزائرية، ومتفرغة أيضا للتدريب; وقد توجت قبل أولمبياد سيدني عام 2000 بذهبية دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 97 وبعدة ألقاب عربية وأفريقية.