2780 رياضيا يمثلون 22 دولة يشاركون في دورة الألعاب العربية بالجزائر

للمرة الأولى يلتئم الشمل بحضور الكويت والعراق وفلسطين.. وكرتا القدم واليد تغيبان عن المنافسات

TT

يلتئم الشمل الرياضي العربي في الجزائر من اليوم الى 8 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، من خلال المشاركة في الدورة الرياضية العربية العاشرة. وهي المرة الاولى التي تستضيف فيها الجزائر الدورة العربية. وكانت الدورة مقررة اصلا في اغسطس (اب) من العام الماضي، لكنها تأجلت لمدة عام واحد بسبب الزلزال الذي ضرب الجزائر العاصمة في مايو (ايار) 2003 وأدى الى مقتل 2300 شخص.

وينتظر أن يحتشد جمهور كبير في ملعب 5 يوليو لحضور حفل الافتتاح الذي سيرعاه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ويشارك في الالعاب 2780 رياضيا من 22 دولة، بينها العراق والكويت وفلسطين التي يتوقع ان تحظى بتحية خاصة في حفل الافتتاح، على اعتبار أن الوفد الفلسطيني وصل إلى الجزائر من خلال بوابة عمان من دون أن تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلية بدخول رياضيي قطاع غزة إلى القاهرة ومنها إلى الجزائر، في حين تعود الكويت للمشاركة اليوم جنبا إلى جنب مع العراق بعدما زالت الأسباب التي حالت دون مشاركة رياضيي البلدين الجارين معاً منذ 20 عاما، أي منذ الدورة السادسة في المغرب عام 1985.

وكان العراق قد حرم من المشاركة في الدورة السابعة عام 1992 بسورية، ومن الدورة الثامنة عام 1997 بلبنان، على خلفية غزوه للكويت صيف 1990. ولكن عودة العراق للمشاركة في الدورة التاسعة بعمان 1999، قوبلت بغياب رياضيي الكويت حيث لم تنجح كل المحاولات العربية والأردنية إلا بإقناع الكويت بالمشاركة بوفد إداري سار خلف علم الكويت في حفل الافتتاح. وكانت تلك المرة الوحيدة التي غاب فيها رياضيو الكويت عن دورة رياضية عربية. وتجدد الجزائر الوصل مع تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى بعد غيابها منذ عام 1975 عندما استضافت دورة المتوسط وذلك بسبب اعمال العنف التي شهدتها البلاد.

ويقول مدير الدورة جعفر يفصح لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده وفرت كل مقومات إنجاح هذه البطولة بما في ذلك إنفاق قرابة 120 مليون دولار لترميم المنشآت الرياضية وتشييد منشآت جديدة في أربع مدن، هي الجزائر العاصمة وعنابة ووهران والبليدة. ونوه يفصح بأن عدد الرياضيين الذين تسلمت اللجنة المنظمة استمارات مشاركاتهم ارتفع قبل 48 ساعة من حفل الافتتاح إلى 2780 رياضيا من الجنسين. فضلا عن مئات من رجال الصحافة والإعلام يمثلون كل الدول العربية يواكبون منافسات 28 لعبة، بما في ذلك ولأول مرة مسابقات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة ونشاطات علمية وثقافية واجتماعية. واكد يفصح ان الدورة العربية ستشكل محطة مسلسل جديد طويل الامد لبرنامج اعادة انطلاقة الرياضة الوطنية التي لم تحصد اي ميدالية في دورة الالعاب الاولمبية الاخيرة في أثينا، فضلا عن خيبة الامل الكبيرة بعد النتائج السلبية للمنتخب الجزائري لكرة القدم في تصفيات كأس العالم المقررة في المانيا 2006 والمؤهلة الى كأس امم افريقيا في العام ذاته في مصر. تقام 80 في المائة من المنافسات في الجزائر العاصمة على ان تقام باقي المنافسات في مدن البليدة وعنابة (شرق) ووهران (غرب).

وتكتسي الدورة اهمية كبيرة للبلدان العربية التي تعتبرها محطة بارزة لتفريخ النجوم والاستعداد للبطولات العالمية الكبرى، بالاضافة الى كونها فرصة ذهبية للعديد من الرياضيين والرياضيات الذين لم يتمكنوا من المشاركة في دورة الالعاب الاولمبية التي اختتمت في 29 اغسطس الماضي في أثينا لإظهار قدراتهم.

وطرأت تعديلات عدة على برنامج بعض المسابقات بعد أن تعذر تنظيمها لعدم اكتمال النصاب القانوني، وفق اللوائح الفنية لمختلف الرياضات واللائحة الأساسية للألعاب. ومن أبرز الالعاب الغائبة في الدورة العربية لعبة كرة القدم التي يحمل لقبها المنتخب الاردني في الدورتين الاخيرتين في بيروت 1998 وعمان 1999.

واعتذرت الدول العربية عن عدم المشاركة في مسابقة كرة القدم لتزامنها مع تصفيات كأس العالم، على الرغم من أن اللجنة المنظمة حددت المشاركة بالمنتخبات الاولمبية على اعتبار ان المشاركة بالمنتخب الاول مستحيلة. وثبتت 12 دولة مشاركتها في البداية في كرة القدم لكن العدد تقلص الى 11 ثم 9 وبعد ذلك الى 7 واستقر اخيرا على 4 منتخبات هي الجزائر وفلسطين والعراق واليمن، لكن الاخير فاجأ اللجنة المنظمة بمشاركة مشروطة ابرزها المشاركة بالمنتخب الاول وانتهاء المسابقة في 4 اكتوبر لكي تتاح الفرصة لمنتخبه بالمشاركة في تصفيات اسيا المؤهلة الى نهائيات مونديال 2006 في المانيا، قبل ان يقرر الانسحاب.

كما تغيب رياضة كرة اليد للرجال والسيدات والالواح الشراعية (سيدات) والكيك بوكسينغ (سيدات) والكرة الطائرة (سيدات). وتتزامن دورة الجزائر اليوم مع مرور نصف قرن على انطلاق دورات الألعاب الرياضية العربية بعدما كانت 5 دول عربية فقط تناوبت على استضافة الدورات التسع السابقة مصر (53 و65)، والمغرب (61 و85) ولبنان (57 و97) وسورية (76و92) والأردن (99).

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الاتحاد العربي للألعاب الرياضية سيطرح على هامش دورة الجزائر مقترحات قد تحدث تغييرات جذرية في شكل الدورات الرياضية العربية، كأن تقام على سبيل المثال مرة كل عامين أو أن تقام تحت مسمى (أولمبياد العرب).