الرباعة المصرية نهلة رمضان تكشف أسرار ضياع ذهبية أولمبياد أثينا 2004 لم أجد في مطار القاهرة سوى والدي وسأعمل كل ما في وسعي من أجل ذهبية بكين 2008

تحدثت لـ«الشرق الاوسط» في الجزائر بعد تتويجها بـ 3 ذهبيات في الدورة العربية

TT

ينظر الى الرباعة المصرية نهلة رمضان، 17 عاما، على انها اشهر رباعة عربية، بل واحدى اشهر رباعات العالم.. وفوق كل هذا او ذاك اشهر رياضية مصرية. شعبيتها اصبحت تنافس شعبية نجوم الاهلي والزمالك في كرة القدم واشهر نجوم الكرة المصرية، وكل هذا لم يأت من فراغ، بل لانجازاتها اللافتة والمشرفة كونها ارتقت للقب بطلة العالم للشابات، ما أهلها لأن تكون حاضرة في اولمبياد اثنيا 2004 .

قبل اولمبياد اثينا كانت آمال الشعب المصري بأسره معقودة على نهلة رمضان، لتحقق ميدالية تاريخية ولتصبح اول فتاة مصرية تتوج بميدالية اولمبية، لكن لعنة الاصابة حالت دون تحقيق هذا الحلم الاولمبي المصري، لتصبح نهلة رمضان مادة دسمة للصحافة المصرية التي شنت حملة واسعة عليها.

لكن الدورة الرياضية العربية العاشرة المقامة حاليا في الجزائر شكلت فرصة مثالية لنهلة رمضان لاستعادة ثقتها بنفسها ووضع حد لأزمة كادت تعصف بمستقبل هذه البطلة العالمية التي حصدت في الجزائر 3 ميداليات ذهبية لوزن 75 كغم مسجلة 115 كغم في الخطف و140كغم في النتر و255 كغم في المجموع العام.

بعد اول ظهور لها بعد خيبة الامل في اولمبياد اثينا وقبيل عودتها الى القاهرة متوجة بـ 3 ذهبيات في الدورة العربية فتحت نهلة رمضان قلبها لقراء «الشرق الأوسط» كاشفة النقاب عن اسرار تنشر لأول مرة، حيث اعلنت انها عانت بعد الاولمبياد من حالة احباط عام وانها عندما عادت الى مطار القاهرة ولم تجد في استقبالها سوى والدها، وبعد الحملة الصحافية التي شنت ضدها، اتخذت قرار الابتعاد عن ممارسة رفع الاثقال لفترة لا تقل عن عامين لتتخلص من الآثار النفسية التي خلفها اخفاق اولمبياد اثينا. وتضيف نهلة رمضان انها وجدت ان فكرتها تلك كانت خاطئة وان عليها مواجهة التحديات والصعوبات والعودة بأسرع وقت ممكن لواجهة البطولات، وبناء على ذلك كان قرار المشاركة في الدورة الرياضية العربية العاشرة في الجزائر وكان اصرارها كبيرا لحصد 3 ذهبيات دفعة واحدة لترد على كل الذين شككوا بقدرتها ومكانتها وكالوا لها الاتهامات الظالمة.

وترى نهلة رمضان ان الحملة الصحافية ضدها كانت مفيدة جدا بالنسبة لها وحافزا كبيرا لها، وانها اعتادت منذ صغرها على قبول التحدي وتحمل المسؤوليات الجسام، مشيرة الى انها فخورة كونها أمل 70 مليون مصري، وفخورة اكثر لكونها اصبحت رمزا للفتاة المصرية رياضيا.

وعن سر اخفاقها في اولمبياد اثينا، تقول نهلة رمضان: «قبل 20 يوما من موعد الاولمبياد تعرضت لإصابة في الركبة حرمتني من الظهور بالمستوى المطلوب وتسجيل ارقامي الشخصية التي كانت تؤهلني للحصول على ميدالية ذهبية اولمبية..

وللذين يسألون لماذا أخفيت خبر إصابتي هذه، اقول لهم: انني لم اشأ ان اتسبب بحالة احباط اضافية للشارع المصري، وكنت آمل ان اتخلص من عناء الاصابة عندما يحين موعد المنافسة، لكن ذلك لم يتحقق مع كل اسف ولهذا كانت خيبة الامل شديدة، بل ومريرة لي وللشعب المصري بأسره، لم يخفف عناءها سوى تتويج خمسة من زملائي المصريين بذهبية و3 ميداليات فضية وميدالية برونزية، وقد كان ذلك مبعث فخر واعتزاز لي، وانا اتابع هذه الانتصارات المصرية في اولمبياد اثينا بعد العودة الى القاهرة».

* 3 ذهبيات في وقت مناسب

* وتحدثت نهلة رمضان باعتزاز عن 3 ذهبيات في الجزائر بقولها: «انها كانت في امس الحاجة لمثل هذا التتويج في هذا الوقت والى انها لم تواجه أي صعوبات بالفوز، حيث ضمنت الميداليات الثلاث من اول محاولة، مشيرة الى ان الفتيات العربيات اللواتي شاركن في هذه المنافسة كن في مستويات جيدة، ما يبرهن على رغبة وحماس الفتاة العربية بصفة عامة للتوجه نحو هذا اللون من الرياضة لتأكيد قدرة الفتاة العربية على منافسة الرجل في كل المجالات والألعاب».

وعن سر اقبالها على ممارسة رياضة رفع الاثقال تقول نهلة رمضان: «بدأت حياتي الرياضية في ميادين ألعاب القوى ونلت اكثر من لقب على مستوى الجمهورية في سباقي 100م و200م، لكن اهتمام والدي برفع الاثقال كونه بطلا ومدربا في هذا الاتجاه وانجازات شقيقتي الكبرى نغم التي توجت ببرونزية بطولة العالم للناشئين، شجعتني كثيرا على الانخراط برياضة رفع الاثقال كونها رياضة غريبة على العنصر النسائي، لكنها بالمناسبة ليست رياضة ضارة كما يشاع على التكوين البدني للفتاة، لذلك فإنني، وبعد تجربتي هذه، أشجع الفتاة المصرية والعربية لأن تقدم من دون خوف على ممارسة رفع الاثقال».

وعن طموحاتها المقبلة، تقول نهلة رمضان: «ذهبية اولمبياد بكين عام 2008 تشكل قمة طموحي، وحتى ذلك الموعد سأبذل قصارى جهدي لأسعد بلادي وأمتي وأعوض إخفاقي في اثينا.. انا لا أعد بذهبية بكين كما وعدت بذهبية اثينا، لكنني أؤكد للجميع انني سأعتمد على تجربة غنية ولن افرط مجددا بفرصة تاريخية».

* الجانب الآخر في حياة نهلة رمضان

* وعن الجانب الآخر في حياتها تقول نهلة رمضان: «انا متفرغة تماما لرفع الاثقال.. ومنذ عام 2000 توقفت حتى عن الدراسة التي قد أعود لها لاحقا، هواياتي الاخرى الغناء وانا من اشد المعجبات بأصالة نصري وكاظم الساهر وعمرو دياب. وبالنسبة للجيل القديم فأنا مستمعة جيدة لأغاني ام كلثوم وعبد الحليم حافظ».