الأوساط الرياضية اليمنية تصاب بحالة إحباط إثر النتائج المخيبة لمنتخب الشباب في كأس آسيا بماليزيا

TT

أصيبت الأوساط الرياضية اليمنية الشعبية والرسمية بخيبة أمل كبيرة من المستوى الهزيل والمتواضع والنتائج المخزية التي قدمها منتخب بلادهم للشباب في نهائيات كأس آسيا للشباب المقامة حالياً بماليزيا.

وصدمت جماهير الكرة اليمنية بالنكسة الكبيرة التي منيت بها بضياع حلم منتخب الأمل كما يحلو للجماهير تسميته اثر الهزيمة الثقيلة الثلاثاء الماضي وغير المتوقعة التي تجرعها المنتخب في ثاني مبارياته أمام نظيره الكوري الجنوبي بأربعة أهداف نظيفة وقبلها في مباراة الافتتاح أمام تايلاند 1 /2 وآخرها في ختام مشواره أمام العراقيين 0 / 2. وأثارت هذه الهزائم التي لم تكن بالحسبان على الإطلاق على اعتبار ان هذا الجيل من اللاعبين قد سبق له ان ادخل البسمة والفرحة على شفاه جماهيره وأوصل الكرة اليمنية إلى العالمية لأول مرة في تاريخها من أوسع أبوابها بتأهله لمونديال فنلندا للناشئين في أغسطس (اب) الماضي ولم يهزم هذا المنتخب بهذه الطريقة منذ عامين على الأقل. وأثارت هذه النتائج السيئة ردة فعل قوية في الشارع والأوساط الرياضية بالبلاد واعتبرت هذه النتائج بمثابة فاجعة على المستوى الرسمي والشعبي في اليمن بالإضافة الى انها زعزعت الثقة والآمال الكبيرة التي كانت معقودة على هذا المنتخب بمواصلة انتصاراته وتحقيق الإنجازات الفريدة للبلد، كما انها شوشت على ان السمعة الكروية التي قدمها ضد المنتخب بصورة جيدة ابهر فيه العالم في مونديال فنلندا.

وارجع نقاد ومحللون رياضيون باليمن تلك الحالة المخجلة التي لم تكن متوقعة إلى الشحن الزائد للاعبي المنتخب الذي فاق الحد المعقول وكأن لليمن منتخبا ليس كمثله منتخب وتم تناسي وتجاهل منتخبات الدول المنافسة الأكثر من اليمن تقدما واستعدادا وتجهيزا إلى جانب شعور لاعبي المنتخب بالغرور والتعالي من المنتخبات الأخرى برغم ان المجموعة التي وضع فيها المنتخب تعتبر الأقوى بالبطولة، وسبق لكوريا الجنوبية ان أحرزت كأس آسيا تسع مرات والعراق 4 مرات، مما عاد بالسلب على المنتخب وخرج بتلك الهزائم المخزية، ووصفها النقاد بالكارثة التي ستكون أبعادها عنيفة على الكرة اليمنية.

وانتقد المحلل الرياضي حسن عياش الطريقة التي قدم من خلالها مدرب المنتخب امين السنيني استقالته بعد الهزيمة الثقيلة من كوريا واعتبرها ان جاءت في الوقت الخطأ لأنه كان سيتوجب على السنيني الوقوف مع لاعبيه الشباب حتى نهاية المشوار وتحمله قبلهم ومعهم كل ما يمكن ان يستجد من ضغوط نفسية وظروف في صفوف اي منتخب سواء كان صاحب تقاليد كروية عريقة او مجرد باحث عن هويته كما هو الحال مع منتخب البلاد. وأشار عياش إلى انه بغض النظر كما إذا كان السنيني موجودا مع اللاعبين مشجعاً في لقائه الأخير مع العراق او عاد الى اليمن على أول طائرة فان الأمر سيان مادام هذا والذي قيل عنه من قبل اللاعبين أنفسهم انه بمثابة الأب الروحي للفريق، كل قد اثر الانسحاب وفضل انتهاج أسلوب آخر للشجاعة منطلقا من الحجة اخطأ وفي مكان غير ملائم وتوقيت غير مناسب لذلك.

وكان امين السنيني قد اعلن في المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب الهزيمة المدوية من كوريا تقديم استقالته وقال انه مقتنع بما قدمه خلال فترة وجوده مع المنتخب سواء في الناشئين او الشباب، واعتبر السنيني ان النتائج التي حققها منتخب بلاده طبيعية وليست إخفاقا لفارق المستوى والخبرة والعمر وأيضا الأجواء الممطرة التي لم تساعد المنتخب أبدا بالإضافة إلى وقوع المنتخب في أقوى المجموعات في النهائيات الآسيوية، وقال السنيني اذا كان هناك شخص يتحمل المسؤولية فهو انا واعتذر نيابة عن الجميع عن النتائج غير المرضية التي ظهر بها المنتخب. فيما حمل الشيخ حسين عبدالله الأحمر رئيس اتحاد الكرة اليمني المؤقت الاتحاد مسؤولية النتائج التي مني بها المنتخب في كأس آسيا للشباب بماليزيا. وأوضح الأحمر ان المدرب واللاعبين قدموا ما عليهم ولا يجب أبدا ان نحملهم المسؤولية. ورأى الأحمر ان السبب في حدوث تلك الخسائر يعود إلى العمل الحاصل في أروقة الاتحاد ولجانه المختلفة وكيفية عملها بجدية في إعداد منتخبات يمنية مستقبلاً وفق رؤى وأفكار فنية وبناء على استراتيجية عمل هادفة ومثمرة، واعتبر ان الخسارة في نهائيات آسيا للشباب ليست نهاية العالم او نهاية كرة القدم ولا يجب ان يرافق ذلك فقدان الأمل بمنتخب الأمل لأنهم لاعبو الغد ومن الضروري احاطتهم بالاهتمام والرعاية ورفع معنوياتهم وتحفيزهم للمستقبل وإزالة أية آثار او سلبيات قد تولدها المشاركة الأخيرة في ماليزيا بنفسياتهم ومعنوياتهم . في حين رأى قطاع واسع من الشارع الرياضي اليمني ان الأمل في ماليزيا ضاع قياساًَ بالنتائج التي تحققت على يدي هذا المنتخب كإنجاز في بطولة آسيا عندما حل وصيفاً للبطل والظهور المشرف في نهائيات كأس العالم بفنلندا للناشئين في أغسطس (آب) العام الماضي .. وحمل رياضيون مدرب المنتخب امين السنيني مسؤولية هزائم المنتخب بماليزيا كونه اظهر المنتخب ضعيفاً بما قدمه في المشاركات السابقة، وان ضياع منتخب الأمل الشاب جاء نتيجة تهاونه في خطط وأساليب السنيني التي ورطت المنتخب بهذه الخسائر الثقيلة، مضيفين بأن هذه النتائج المخزية جاءت لتؤكد مرة أخرى وجود أزمة فنية كبيرة يعاني منها المنتخب الشاب، منوهين بأن المشكلة تكمن في الجهاز الفني الذي توقف عطاؤه عند حدود تصفيات الصعود لهذه النهائيات، فيما اثبت السنيني انه لا يفقه شيئاً في الشوط الثاني لكل مباراة يخوضها المنتخب على الرغم من الإمكانيات التي توفرت لهذا المنتخب كما لم تتوفر لأي منتخب يمني من قبل.