عصفورة: أحمل 4 جوازات سفر وأتكلم 4 لغات وتشرفت برفع علم فلسطين بالدورة العربية

بطلة السباحة الفلسطينية ولدت في كولومبيا وتقيم في بيت لحم وتحمل جنسية السلفادور وعمرها 13 عاما فقط

TT

من بين قرابة 4 آلاف رياضي مثلوا 22 دولة عربية في الدورة الرياضية العاشرة التي اختتمت في الجزائر امس تشكل السباحة الفلسطينية ماريا عصفورة, 13 سنة, حالة نادرة وقصة تثير الدهشة والإعجاب معا، لذلك لم يكن غريبا أن تمنح ماريا شرف رفع علم فلسطين في مقدمة وفد بلادها في حفل الافتتاح وسط تصفيق 70 ألف مشجع.

ماريا عصفورة، الطالبة الفلسطينية المقيمة في بيت لحم بجوار القدس والخليل قالت لـ«الشرق الأوسط» في حوار خاص إنها فخورة كونها رفعت علم بلادها في حفل الافتتاح وإن ذلك الحدث شكل لحظة تاريخية في مسيرتها الرياضية بل وفي مسيرة الفتاة الفلسطينية كونها أول فتاة تنال هذا الشرف على صعيد الدورات الرياضية العربية التي انطلقت قبل خمسين عاما، مشيرة إلى أن هذه اللفتة تعكس حرص القيادة الفلسطينية على منح الفتاة الفلسطينية مكانة مرموقة تقديرا لتضحياتها الجسام في مسيرة النضال الفلسطيني جنبا إلى جنب مع الرجل سعيا نحو الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها فلسطين.

وتابعت ماريا عصفورة حديثها لـ«الشرق الأوسط» قائلة: قصتي مع الرياضة والحياة غريبة من نوعها، فقد ولدت في كولومبيا، وأحمل جنسية السلفادور إضافة لجواز فلسطيني وجواز غربي آخر بمعنى أنني احمل 4 جوازات سفر فضلا عن اتقاني لـ 4 لغات هي الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والعربية، وهذا ما يساعدني كثيرا في تنقلاتي وتحركاتي ويخفف عني أعباء التحرك بحرية داخل فلسطين وخارجها، لكن تلك الجوازات الأربعة لم تمنع حاجتي لـ 9 ساعات متواصلة لكي أصل من بيت لحم إلى عمان في الطريق إلى الجزائر... وفي العادة يمكن قطع المسافة بين بيت لحم وعمان في غضون ساعتين أو ثلاث ولكن إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرضت علي التحرك عبر وادي النار المتعرج بين بيت لحم وأريحا، هذا فضلا عن ساعات من الانتظار قبل السماح بالدخول إلى الجانب الأردني، ومع ذلك اعتبرت محظوظة لكوني وصلت الجزائر على اعتبار أن 60 من رياضيي قطاع غزة لم يسمح لهم بعبور العريش ومنها إلى القاهرة ثم الجزائر، وهذا أمر مؤسف لي ولكل فلسطيني وصل الجزائر أو يقيم فيها وكذلك لكل عربي متعاطف مع القضية الفلسطينية.

* صورة حضارية

* وترى ماريا عصفورة أن مشاركتها في الدورة العربية تعكس صورة حضارية عن الفتاة الفلسطينية المتطلعة لأن تأخذ فرصتها مضيفة أنها لا تستطيع التدرب لأكثر من شهرين في السنة على مسابح مكشوفة في بيت لحم تابعة لجمعية الشبان المسيحيين وأنها تتدرب على مسابح ليست قانونية ما يحول دون تحقيق طموحاتها في مجال المنافسة، حيث تتطلع في الدورة العربية المشاركة من أجل المشاركة قبل المنافسة لاكتساب مزيد من الثقة والخبرة وتأكيد حضور الفتاة الفلسطينية في هذه التظاهرة الرياضية العربية الكبرى.

ماريا عصفورة التي تمارس كرة السلة إلى جانب السباحة تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن طموحها المقبل هو المشاركة في أولمبياد بكين 2008 وإلى أن محطتها المقبل هي بطولة العالم للسباحة في كندا وإلى أنها برزت أخيرا في بطولة العرب لسباحة الزعانف على شواطئ مدينة العقبة أقصى جنوب الأردن حيث نالت خلال أبريل الماضي 3 ميداليات فضية وواحدة برونزية.

* حادث سير

* لكن ماريا تقول إن فرحتها بتلك الميداليات لم تكتمل اذ تعرضت بعد العودة من العقبة إلى العاصمة الأردنية عمان لحادث سير أصابها بجروح متعددة في الوجه ما احتاج عملية جراحية لـ 6 ساعات في أحد مستشفيات عمان وعمليات تجميل في إيطاليا وعمليات أخرى في إيطاليا ستجرى لاحقا هذا فضلا عن أن هذا الحادث منعها من السباحة لمدة شهرين وأعاق برامج تدريبها.

ماريا وهي وحيدة والديها تستذكر لقاءها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عدة مرات في مقره المحاصر آخرها صيف هذا العام عندما شارك عرفات في مراسم الشعلة الأولمبية لأولمبياد أثينا، وعن ذلك تقول «التقيت أبو عمار في مقره المحاصر برام الله، لقد شجعني كثيرا وأوعز لمعاونيه بتسهيل مهمتي ومساعدتي في العلاج، وشدد على أهمية وجود الفتاة الفلسطينية في المحافل الرياضية».

وتختتم ماريا عصفورة حديثها لـ«الشرق الأوسط» بقولها «في الدورة العربية استقبلنا الشعب الجزائري بمحبة إضافية رفعت من معنوياتنا كثيرا ومن كافة الوفود العربية وجدنا ترحيبا خاصا ولذلك نقول شكرا للجزائر وللعرب على موقفهم الداعم للرياضة الفلسطينية».