الأمير طلال بن بدر لـ«الشرق الأوسط»: رغبتي في الاستمرار بمنصبي لا تكفي وعليها أن تتلاقى مع رغبات القيادة الرياضية

رئيس اتحاد السلة السعودي : تحقيق كأس آسيا صعب ولن نجاري العرب في استئجار لاعبين أفارقة ومنحهم جنسيات مؤقتة

TT

أكد الأمير طلال بن بدر رئيس الاتحاد السعودي لكرة السلة، أن رغبته في الاستمرار رئيسا لاتحاد اللعبة لاربعة أعوام أخرى وذلك عقب اقتراب نهاية الفترة الأولى والمحدد لها في فبراير (شباط) المقبل ليست كافية، موضحا أن رغبته لا بد أن تتلاقى مع رغبات المسؤولين عن الرياضة السعودية باستمراره هو أيضا، وذلك بعد النظر والتمعن في وضع اللعبة التي اشرف عليها وما تم تنفيذه من برامج ومشاريع طوال الفترة الماضية. وكشف الأمير طلال بن بدر في حوار مطول، أن فريق أحد لكرة السلة يعيش أسوأ سنواته في الفترة الحالية بسبب صعود فريق كرة القدم بناديه إلى الدرجة الممتازة، مشددا على أن إدارة النادي الأحدي مهتمة بفريق الكرة على حساب فريق السلة رغم أن الأخير هو السبب الرئيسي في شهرة النادي على المستوى الآسيوي والعربي وكذلك الخليجي.

وأشار إلى أن استمرارية إدارة نادي أحد في تجاهل فريق السلة واهتمامها بفريق كرة قدم لا يجلب سوى النتائج السلبية للنادي سيجعله يقوم بخطوات حاسمة تتمثل في رفع طلب للأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الاولمبية السعودية بتغيير مجلس إدارة نادي أحد وإبدالها بأخرى لمواصلة المحافظة على المنجزات التي حققها فريق السلة مع الاهتمام بكل الألعاب.

وأعلن انه لا يفكر إطلاقا برئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة السلة رغم التقصير الكبير الذي تجده اللعبة في غرب القارة بسبب ميل مسؤولي الاتحاد الآسيوي لشرق القارة على حساب نظيرتها في غرب القارة، مشددا على أن وضع البطولات الآسيوية إبان عهد الرئيس الآسيوي الصيني السابق كان أفضل من الوضع الحالي وحتى لو كان الذي يرأس اتحاد آسيا القطري الشيخ سعود بن علي.

رئيس اتحاد السلة السعودي تحدث عن كل شيء يخص اللعبة في بلاده وفي منطقة الخليج والقارة الصفراء فإليكم الحوار التالي:

* هل كانت الفترة التي توليتم من خلالها رئاسة اتحاد السلة السعودي كافية لإظهار برامج اللعبة على المستوى المطلوب أم أن الوقت لم يساعدكم في تقديم كل ما تسعون إليه؟

ـ أولا أحب أن أؤكد أن الفترة الزمنية المحددة للعمل في الاتحادات الرياضية السعودية والبالغة 4 أعوام تبدو كافية رغم أننا نحن في اتحاد السلة لدينا العديد من المشاريع التي هي بحاجة لوقت طويل كي نحقق الهدف المطلوب من إنشائها، واعتقد أن الفترة المحددة ورغم انها تضيق الخناق على من يعمل جيدا إلا انها في رأيي فرصة أيضا لتمييز من يعمل بشكل واضح ومنحه مدة أخرى مماثلة لإظهار برامجه بالشكل الذي يريده في حال استمراره في منصبه في فترة التشكيل المقبلة، في حين أن الاتحادات التي لم تقدم المطلوب وبدت نتائجها وأنشطتها متواضعة فبالإمكان العمل على التعديل وإجراء تغييرات في الهيكلة الإدارية لهذه الاتحادات لمواكبة تطلعات المسؤولين عن الرياضة السعودية.

* هل انتم راضون عن الفترة التي توليت من خلالها رئاسة اتحاد السلة السعودي والتي بدأت في الربع الأول من عام 2001؟

ـ من الصعب حقيقة أن تكون راضيا بشكل كبير أو مستاء بالقدر ذاته من العمل الذي قدمته في السنوات الماضية، لكنني سعيد بما قمنا به حتى الآن لأنني عندما توليت المهمة كان الهدف الأساسي إعادة كرة السلة لتكون اللعبة الشعبية الثانية بعد كرة القدم، كما كانت في السابق كما أن همي الأول والأخير هو التركيز على الأندية السعودية وبمعنى آخر المستوى المحلي، وسعيت منذ الإشراف على الاتحاد البدء في ايجاد قاعدة صلبة للعبة، وذلك من خلال الأندية وايضا من خلال المشاريع التي قمنا بتنفيذها مع وزارة التربية والتعليم تحت مسمى (سلة مدارسنا) أو مشروع ملاعب الأحياء، وكل ذلك كان بهدف خلق اكبر قدر من المحبين والمشجعين والممارسين لهذه اللعبة لتكون في أفضل حالاتها في الأعوام المقبلة، واعتقد أننا نسير في الطريق الذي رسمناه في أول عام تسلمنا فيه مهام إدارة اللعبة على المستوى المحلي.

* هل تعتقد أن هناك فارقا كبيرا بين وضع كرة السلة السعودية الآن وقبل تسلمكم مهام إدارة اللعبة؟

ـ في رأيي أن العمل الآن سهل جدا ويسير بخطوات جادة نحو الأفضل وألحظ أن الجميع بدأ يفهم ما نريده نحن في اتحاد السلة، وأنا لا أستطيع حقيقة أن اعلق على الفترة السابقة التي سبقت إدارتي للعبة لانني مؤمن بان لكل مسؤول أسلوبه ومفهومه في الادارة وطرقه في تنفيذ الاهداف التي يسعى إلى تطبيقها لكنني أستطيع في الوقت ذاته التعليق على المنهج الذي أسير عليه أنا، وأحب أن أوضح أن العمل لا يزال طويلا حتى لو اقتربت فترة الرئاسة من الانتهاء وسنعمل على أن يكون لدينا الوقت لإكمال مشاريعنا التي بدأناها خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

* كيف ترى عمل الطاقم الإداري المكون من أعضاء مجلس اتحاد اللعبة. هل تعتقد انه يقوم بالدور المنوط به؟

بكل تأكيد يقوم بالعمل الموكل به على أحسن وجه ولا أريد أن أميز اسماء عن أخرى لأنهم كلهم يعملون كفريق واحد هدفهم الرئيسي جلب المتعة للمتابع لكرة السلة السعودية، وحقيقة أنا استفدت كثيرا من بعض الخبرات في الاتحاد السعودي للعبة. ولعل في مقدمتهم فايز عياش وطارق ريري وأمين عام الاتحاد عبد الرحمن المسعد والأخير أرى انه المحرك الأساسي لاتحادنا وتحمل المسؤولية بكل اقتدار وهو شخص يعتمد عليه ويتقن عمله بشكل لا يوصف ومثله نادر، أما فايز عياش فقد اكتسبنا منه خبرات فنية في اللعبة بحكم قدمه في كرة السلة وكذلك علاقاته الكبرى مع الأشقاء العرب في الشأن ذاته.

* فيما يخص المردود المالي لاتحاد كرة السلة السعودي هل تعتقد انه يؤدي الغرض ـ المطلوب لأنشطة اللعبة ومنافساتها؟

ـ بلا شك نحن نطمح في ميزانية تحقق تطلعاتنا لأننا نعمل ولا بد من توافر المادة كي نحقق النجاح، وأظن أن الميزانية التي تصرف لنا بشكل سنوي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب مناسبة، كما أن الدعم الذي نجده من شركة كساب التي تدير منافساتنا الرياضية وترعاها يحقق نجاحات كبيرة لنا على المستوى المحلي وتساعدنا في جعل الفرق السعودية تعيش وضعا ماليا جيدا، فنحن نؤمن لها كل شيء من تكاليف الإقامة والإعاشة وهدفنا من ذلك التقليل من الأعباء المالية التي تثقل كاهل الأندية السعودية.

* كيف تؤمنون الإقامة والإعاشة للفرق السعودية المشاركة في الدوري المحلي؟

ـ في الفترة الأخيرة قررنا صرف مبلغ 3 آلاف ريال سعودي لكل ناد عند كل مباراة يشارك فيها في الدوري المحلي لكرة السلة وهدفنا منذ ذلك تقليل الأعباء المالية التي تنهك فرق اللعبة ونحن نقوم بذلك من اجل المساهمة في أن يكون التركيز على العمل والارتقاء بالاداء وتحقيق نتائج ايجابية في المباريات والا يكون التفكير في كيفية دعم الفريق عند السفر إلى مدينة أخرى، كما أننا ندعم الأندية التي تستضيف البطولات المجمعة سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو في حالة استضافة فريق سعودي لبطولات خارجية. وإضافة إلى ذلك قررنا تقديم دعم مالي للاندية المشاركة في البطولات الخارجية ويتراوح الدعم ما بين 50 الفا إلى 150 الف ريال سعودي.

* كم هي الفترة التي ستقوم من خلالها شركة كساب برعاية السلة السعودي وما هي القيمة المالية التي ستنالونها من جراء ذلك؟

ـ وقعنا عقدا طويلا مع مسؤولي شركة كساب مدته 8 أعوام مضى تقريبا منه اكثر من عامين وقيمة العقد الموقع بيننا يتجاوز 23 مليون ريال سعودي أي بواقع 3 ملايين في العام الواحد، واعتقد أن هذا المبلغ كبير ويساعدنا في تطوير أنشطتنا والقيام بكل البرامج التي نطمح إلى تنفيذها في الفترة المقبلة، وأحب أن أوضح للجميع أننا نرغب في التجديد مع هذه الشركة لان التفاهم بيننا كبير جدا وهم يدركون العمل الذي نقوم به من تطوير اللعبة ونشرها على المستوى المحلي ويجب أن يعلم كل المتابعين لكرة السلة السعودية أن شركة كساب شريك أساسي في النجاحات التي نحققها وفيها مصدر كبير لنا في تمويل مسابقاتنا واشكرهم هنا حقيقة للدور الكبير الذي يقومون به وأتمنى حقيقة أن نتواصل في بلوغ النجاحات مستقبلا.

* من خلال عملكم في اتحاد السلة السعودي هل تجدون اهتماما ملموسا من رؤساء الأندية المحلية باللعبة ام ترون العكس؟

ـ من الطبيعي أن يكون الاهتمام متزايدا لأننا نحن نسعى إلى نشر اللعبة في كل أرجاء البلاد وفي كل الأندية، لكن ما يحزنني حقيقة هو أن بعض الأندية تقوم أحيانا بصرف المستحقات المالية المخصصة لفريق السلة في النادي إلى أمور أخرى لا تخص اللعبة وهذا أمر مرفوض بالنسبة لنا ويحزننا كثيرا أن تذهب الأموال التي تحصل عليها الفرق إلى ألعاب أخرى وليت الأمر يتوقف على ذلك بل يمتد إلى أن إهمال اللاعبين المصابين وعدم علاجهم ـ وهذا أمر يعود بالسلب على كرة السلة السعودية خاصة اذا كان اللاعب دوليا فانا لاحظت ذلك في المعسكر الاعدادي للمنتخب الوطني اثناء الإعداد لبطولة كأس الخليج التي ظفرنا بها عندما استضفناها في الدمام قبل شهرين تقريبا وكان بعض اللاعبين يعانون من إصابات سابقة حدثت وهم مع أنديتهم من دون أن يكون للنادي ادنى درجة من الاهتمام بسلامة اللاعب.

* وسط هذا الإهمال الذي تجدونه من الأندية السعودية كيف سيكون رد الفعل الرسمي من اتحاد السلة؟

سأعمل في اجتماع اللجنة الاولمبية السعودية المقبل على طرح المشكلة; وذلك بحضور الأمير سلطان بن فهد وسأحرص على اخذ توصية منه ومن الاعضاء واستصدار قرار موجه للأندية بأهمية رعاية اللاعب المصاب وعلاجه ومتابعته حتى يشفى تماما وأنا هنا أؤكد أن الفائدة ستكون لجميع الألعاب وليس لكرة السلة فقط.

* وماذا عن فريق أحد لكرة السلة الذي بدأ يتراجع من الناحية الفنية كيف ترون وضعه حاليا؟

ـ يؤسفني أن اقول أن فريق أحد يعيش حاليا أسوأ أعوامه، وكل ذلك يعود إلى التجاهل الكبير الذي تجده كرة السلة من قبل إدارة النادي التي وجهت كل اهتماماتها إلى فريق كرة القدم بعد صعوده هذا العام إلى الدرجة الممتازة، وحقيقة أنا استغرب تماما من ذلك لأنه كيف يتم تجاهل فريق السلة الذي اعتبره أنا وكثيرون من المتابعين للعبة الواجهة الحقيقية للنادي فآسيا والعرب والخليج لا يعرفون عن نادي احد إلا فريق كرة السلة الذي حقق إنجازات كبيرة على جميع المستويات. والمثير في هذا الأمر أن اهتمام الادارة الحالية موجه لفريق كرة القدم المثقل بالنتائج السلبية في الدوري وبالخسائر المتتالية، ولم يقتصر على ذلك فقط بل امتد إلى تجاهل الفئات السنية في لعبة السلة. وهذا أمر يجب أن لا يسكت عنه.

* في حال مواصلة إدارة نادي أحد تجاهلها للعبة، ماذا ستفعلون لكي يكون هناك مثلا تدخل منكم لوقف مثل هذه التصرفات التي ربما تقتل فريقا معروفا على المستوى العربي؟

ـ أولا يجب أن يعلم الجميع أننا على علاقة كبيرة مع أنصار نادي أحد وخاصة عشاق اللعبة، ومن المعلوم انه لا يمكننا أن نتدخل في سياسة ناد أي كان اسمه، لكننا سننتظر، وإذا رأينا أن الوضع يتراجع من فترة لأخرى فإننا سنتحرك وسنرفع للامير سلطان بن فهد كل التصرفات التي تقوم بها إدارة نادي أحد لوضع حد لها، وربما نضطر إلى المطالبة بتغيير مجلس إدارة النادي اذا لم تكن على قدر من المسؤولية فالادارة أمانة والملاحظ انهم يسعون إلى خلق تبريرات واهية لا تستند إلى حقائق ثابتة وكلها في رأيي ذرائع غير منطقية ومردود عليها.

*إلا تعتقد أن السبب الرئيسي يعود إلى قيامكم بإقامة المنافسات النهائية في جدة وتجاهل طالبات فريقي أحد والأنصار باستضافة هذه المنافسات، خاصة اذا علمنا أنهما من أبرز فرق السلة في البلاد ومن المهم أن يستضيف أي منهما البطولات المجمعة؟

ـ أظن انه معم حق في هذا التصور، لكنني مقتنع أن السبب في إقامة البطولات الأخيرة في جدة يعود إلى عدم قدرة صالة نادي احد على استضافة مثل هذه البطولات لأنها تتعارض مع رغبات الشركات الراعية والتي هي حريصة على وضع إعلاناتها، وهذا أمر يصعب حله في صالة أحد التي تبدو غير مؤهلة لمثل هذه المنافسات. كما أن هناك سببا آخر وهو أن منطقة المدينة المنورة منطقة لها خصوصيتها وقدسيتها ومن الصعب أن نقيم بطولة تمتد لأكثر من أسبوع في المدينة المنورة وسط وجود لاعبين ومدربين أجانب في هذه المدينة ومحصورين فيها، وهناك أمر آخر مهم جدا وهو أن تكلفة اقامة المنافسات النهائية في المدينة المنورة مكلف جدا من الناحية المالية ويوازي إقامته في جدة 3 أضعاف، وذلك يعود إلى وجود فندق واحد في المدينة المنورة بينما يوجد في جدة فنادق على مستوى كبير ومتعددة والى جانب ذلك تكلفة الإقامة اقل بكثير.

* وسط ذلك هل تخشون أن تفقدون ثقة المشجع الأحدي أو الأنصاري في حال عدم وجود حل لهذه المعضلة؟

ـ أنا أتفهم وجهة نظر المشجع الأحدي أو الأنصاري جيدا، لكن سياستنا لا يمكن أن نغيرها من أجل إدارة ناد معين حتى لو كان ذلك الفريق بطلا وذا شعبية جماهيرية جارفة.. نحن لا نميز فريقا عن آخر ونعمل على تساوي الفرص، لكن ذلك لا يعني أننا سنرضخ لمطالب أندية على حساب المصلحة العامة ورفضنا لمطالب إدارة أحد يعود لرغبتنا في وضع حد للتصرفات التي تحدث، وأقولها بكل صراحة، لن أغير طريقة معاملتي معهم وعليهم أن يقتدوا بالهلال والنصر، فهما يركزان على العمل وتحقيق النتائج الايجابية فيما إدارة أحد غارقة في البحث عن شماعات الإخفاق!

* بعيدا عن هذه المشاكل كيف ترى الفائدة التي حققتها ملاعب السلة السعودية من اللاعب الأجنبي في الآونة الأخيرة؟

ـ اظنه مهم جدا ونحتاجه في الفترات المقبلة لان حضوره سيطور اللعبة وسيساعدها على الارتقاء بنفسها وسيجعل النتائج تتحسن من لقاء لآأخر واعتقد أننا قمنا بتخفيف الأعباء المالية على الأندية بخصوص التعاقد مع اللاعبين الأجانب، فنحن مثلا نجبر الأندية على أن يكون مدة العقد المبرم مع اللاعب الأجنبي لا تزيد على 6 أشهر ولا تقل عن 3 أشهر لأننا حصرنا منافسات اللعبة في نصف عام فقط، وهذا في رأيي يخفف من الأعباء المالية التي ترهق أنديتنا وبإمكان الأندية أن تسرح اللاعبين حال انتهاء المنافسات.

*وماذا عن اللاعب السعودي برأيك ماذا ينقصه كي يرتقي للأفضل ويكون أداؤه مقاربا لأداء أبطال كرة السلة الآسيوية؟

ـ ممارسة اللعب منذ سن صغيرة سيفيد اللاعب السعودي ومشكلتنا الحالية أن اللاعب لا يبدأ الممارسة إلا بعد أن يتجاوز سن السادسة عشرة من عمره وهذا غير مفيد في علم اللعبة، واعتقد أن مشروعي سلة مدارسنا وملاعب الأحياء كفيلان بالتغلب على هذه المشكلة، كما أننا نطمح في ايجاد اللاعب ذي البنية الجسمانية المناسبة للاعب السلة لأننا نعاني من قلة في هذه النوعية التي تعتمد عليها اللعبة كثيرا، فاللاعب غير الطويل في الغالب يواجه مشاكل عندما يواجه عمالقة، لذا نحن سنعمل على ايجاد لاعبين متكاملين وهذا لن يكون إلا بنجاح المشاريع التي نقوم الآن بتنفيذها.

* قرار اتحاد السلة السعودي بوضع مبالغ محددة عند انتقال اللاعب السعودي، هل تعتقد انه قرار صائب؟

ـ قصدنا من ذلك أن تكون المبالغ المطلوبة معقولة ومناسبة للفرق التي ترغب في الحصول على خدمات اللاعب واستصدار مثل هذا القرار كان لا بد منه لإيقاف المطالبات غير المنطقية لإدارات الأندية، حيث كانت تسبب للاعبين احباطات معنوية عندما ترفع سعر انتقاله من اجل إضاعة فرصة انتقاله ونحن نعمل على منحه الفرصة في النجاح مع فريق آخر اذا وجد أن الفرصة في اللعب مع هذا الفريق غير متاحة ليكون أمر انتقاله إلى الفريق الآخر سبيلا لتألقه وارتفاع أدائه.

* كيف تجد فرص المنافسة على بطولات السلة السعودية حاليا؟

ـ يدرك الجميع أن دائرة التنافس باتت مفتوحة ومتسعة لاكثر من فريق، وهذا هدفنا الرئيسي عندما بدأنا في إدارة اتحاد اللعبة لأننا كنا نسعى إلى كسر الاحتكار الموجود بين فريقين في الأعوام التي سبقت تشكيل الاتحادات الرياضية عام 2001 الماضي لأنه من غير المعقول أن يتواصل الاحتكار لأنه سبيل لتغييب الجماهير التي ستعرف أن البطولة لن تخرج عن الفريق الذي تعودت أن يحقق البطولة في كل عام وسنعمل على أن يكون التنافس مثيرا منذ بداية الدوري وحتى آخره حتى يكون طعم اللقب له مذاق خاص لا كما كان في السابق، ونحمد الله أن القاعدة التنافسية اتسعت كثيرا لتشمل أكثر من 4 فرق وهذا هو هدفنا.

* منذ أن توليتم رئاسة اتحاد السلة والنتائج الايجابية للعبة تتواصل متى يأتي اليوم الذي يعتلي فيه المنتخب السعودي الأول زعامة السلة الآسيوية؟

ـ اعتقد أن ذلك اليوم ربما يكون صعبا في ظل أن منتخبا مثل المنتخب الصيني يملك 4 أو 5 من النجوم الذين يلعبون في دوري السلة الاميركي للمحترفين، وهذا يعني أن مثل هذا الفريق الذي دأب على الفوز باللقب الآسيوي يصعب تجاوزه في ظل تطبيقه للاحتراف وسط هواية اللاعب السعودي وفارق البنية الجسمانية، لكننا في الوقت ذاته نعمل على أن نحقق النتائج المعقولة على هذا المستوى ويجب أن يعلم الجميع أن منتخبات آسيوية وعربية وخليجية تقوم باستئجار لاعبين ومنحهم جنسيات مؤقتة للعب في بطولات أمم آسيا بغرض تحقيق مكاسب وقتية من خلال الفوز بكأس أو وصافة، وهذا حقيقة أمر لا نرضاه على أنفسنا ولن نجاري مثل هذه المستويات وهذا هو السبب الذي يجعلنا دائما بعيدين عن اللقب القاري.

* كيف نظرتك للبطولات الخليجية الخاصة بالمنتخبات والأندية؟

ربما تكون شهادتي مجروحة لانني أنا رئيس اللجنة المنظمة لبطولات السلة الخليجية، لكنني واثق من مستواها الفني الجيد، وكل ذلك يعود إلى أن نظام البطولات في الخليج يختلف عن غيره لأنه مرتبط بتصفيات آسيوية ويجب على الفرق الظهور بأفضل أداء وأفضل النتائج، لذا تكون الإثارة موجودة والتألق حاضر في المنافسات الخليجية.

* هل لديكم الرغبة في جعل اللاعب الخليجي مواطنا في المنافسات السعودية لكرة السلة أسوة بالاتفاق المبرم بين اتحادات قطر والبحرين والكويت؟

ـ لا، هذا التوجه مرفوض بالنسبة لنا لأننا نملك الأسماء المتميزة التي تجعلنا أغنياء عن جعل اللاعب الخليجي مواطنا في الدوري السعودي لكرة السلة ولأننا نملك المواهب الشابة واعتقد أن الاتفاق الموقع بين الاتحادات الخليجية المذكورة له أهدافه بحيث تتغلب هذه الاتحادات على مشاكل نقص المواهب في منافساتها بسبب قلة السكان في بلادها بعكسنا نحن في السعودية، فالكثافة السكانية تجعلنا لا نفكر بمثل هذه الأفكار التي ستقتل نجوما سعوديين كثرا في حال تطبيقها، وهذا ضد برامجنا التي تهدف إلى نشر اللعبة في البلاد.

* قبل اشهر قرر مسؤولو كرة السلة في الأردن ولبنان وسورية ايجاد دوري مشترك بين البلدان الثلاثة، هل تفكرون بدوري مشترك خليجي على غرار هذا الدوري؟ ـ نعم لدينا مثل هذه الفكرة وسنعمل على تطبيقها وتوسيعها لتعم الدول العربية الأخرى لأننا في الاتحاد العربي لكرة السلة نعمل على الاهتمام باللعبة في كل الدول ونطمح في مشاركة كل الفرق من جميع الاتحادات لا كما كان يحدث سابقا في البطولات العربية التي لا يشارك فيها سوى 3 أو 4 اتحادات فقط وربما نبدأ في تطبيق هذه الفكرة العام المقبل في حال الانتهاء من دراستها جيدا.

*ل ننتقل إلى الصعيد القاري، كيف ترى وضع البطولات الآسيوية لكرة السلة هل انتم راضون عنها؟

ـ من وجهة نظري أرى أن اتحاد السلة الآسيوي مقصر في حق اللعبة ويميل لشرق القارة على حساب فرق ومنتخبات الغرب، ونستغرب وجود ذلك في ظل أن رئيس الاتحاد الآسيوي هو عربي ومن أبناء منطقة الخليج. والمثير أن الاهتمام السابق بغرب آسيا كان أفضل، وذلك وسط وجود رئيس صيني كان يدير اتحاد آسيا لكرة السلة.

* هل لديكم الرغبة في ترأس الاتحاد الآسيوي لكرة السلة حال انتهاء فترة الرئاسة الحالية؟

ـ انتقادي لعمل الاتحاد الآسيوي لا يعني انني أفكر في ترشيح نفسي بل العكس، فانا لا أفكر في ذلك اطلاقا وليس من أهدافي..ونجاح الاتحاد القاري لن يكون مرهونا بوجودي على رأس إدارته بل بوجود أي شخص خبر هذه اللعبة ويريد النجاح لها.. نحن نتمنى فقط أن تنفذ برامج الاتحاد الآسيوي بالشكل الذي كانت عليه أيام الرئيس الصيني السابق لا كما هي الآن وهي تحت إدارة الرئيس القطري الحالي.

* كلفت أخيرا من قبل الأمير سلطان بن فهد رئيس اللجنة الاولمبية السعودية برئاسة لجنة خاصة للنظر في أسباب إخفاق الاتحادات الرياضية السعودية في تحصيل نتائج ايجابية في دورة الألعاب الاولمبية التي جرت أخيرا في أثينا، كيف ترى أسباب الإخفاق في رأيك؟

ـ أحب أن أؤكد أن اللجنة ستسعى إلى معرفة الأسباب التي أدت إلى عدم الظهور بالصورة المشرفة ومن ثم كتابة التقرير ورفعه إلى اجتماع اللجنة الاولمبية السعودية المقبل والذي سيعقد قبل نهاية شهر فبراير المقبل، ويجب أن يعلم الجميع أن مهمتنا ليست إلقاء اللوم على احد بل معرفة الأسباب وتقديمها في تقرير مفصل إلى المسؤولين في اللجنة الاولمبية لأننا نؤمن بأن التراجع عندما يحصل فإن أسبابه يجب أن تلقى على كل الجهات المسؤولة وليس على جهة معينة.