العداء المغربي الكروج: جاد في اعتزال سباق 1500 متر وأسعى للوجود في أولمبياد 2008 بالصين

رفض الحصول على الجنسية الفرنسية لولائه لبلاده

TT

أكد هشام الكروج العداء المغربي الفائز بميداليتين في سباقي 1500 و5000 متر في دورة الألعاب الاولمبية في أثينا الصيف الماضي« انه جاد في اعتزال سباقات 1500 متر ولن يتراجع عن قراره هذا مهما كان الثمن، وموضحا «ان مشاركاته في الاستحقاقات المقبلة ستقتصر على سباقات 5 آلاف و10 الاف متر وان يملك العزيمة والإصرار من اجل الوجود في اولمبياد الصين المقرر لها ان تجري في صيف 2008 المقبل».

وقال الكروج في حديثه لـ«الشرق الاوسط» بعد زيارته لمكة المكرمة لأداء مناسك العمرة الاسبوع الماضي انه مقتنع تماما بالانسحاب عن المشاركة في سباقات 1500 متر وانه يركز وبشكل كبيرا على السباقات الطويلة ونصف الطويلة.

وكشف العداء المغربي الذي حاز على لقب افضل رياضي في العالم خلال عام 2003 الماضي عن انه رفض الحصول على الجنسية الفرنسية واللعب باسم فرنسا في المحافل الدولية، مشددا على ولائه للمغرب ولأن عروبته تمنعه من ذلك وانه سعيد بالإنجازات التي يحققها لبلاده وانه يفتخر بأنه مسلم يحقق المجد والتألق لكل العرب والمسلمين.

واضاف: «جاءتني عروض كثيرة من اجل اللعب باسم بلدان اخرى لكنني رفضت وقطعت الطريق امام كل الراغبين في ذلك لاسيما الفرنسيين الذين حاولوا منحي الجنسية، وأقولها بكل صراحة لن العب الا باسم المغرب، فهو الذي أوصلني لما أنا فيه حاليا من مجد وشهرة وعزة فكيف أتخلى عنه من اجل ماديات ربما اكون أنا لست بحاجة اليها بقدر حاجتي لوطني ولعروبتي».

واوضح الكروج الذي فاز 3 مرات في سباقات 1500 متر على مستوى العالم انه يستعد حاليا لخوض منافسات بطولة العالم في هلسنكي، مشددا على انه استأذن مدربه الخاص في اجازة لأداء مناسك العمرة وقضاء العيد ثم العودة مجددا لاستئناف التدريبات التي يؤديها بشكل يومي.

وقال: «في مكة ابتعدت وبشكل كبير عن برنامجي اليومي الذي اعتدته منذ عرفت رياضة ألعاب القوى وكان ذلك برغبة مني لأجل ان أعيش أجواء تاريخية ربما يصعب ان أكررها مرة اخرى مستقبلا لمشاغلي الكثيرة، فأنا قدمت ومعي والدي ووالدتي وزوجتي وأبنائي، واستطيع ان أقول ان هذه اللحظات افضل من لحظات فوزي بالميداليات الذهبية في كل الاولمبيادات التي شاركت فيها لاسيما دورة أثينا الاخيرة».

وبسؤاله عن رأيه كيف يرى رياضة ألعاب القوى في السعودية وهل يعتقد انها تسير بشكل جيد، أجاب العداء المغربي الشهير على ان يلاحظ الاهتمام الكبير بألعاب القوى السعودية، «وهو ما جعلها تحقق نتائج ايجابية على المستوى الخليجي والعربي والآسيوي وكذلك الدولي»، وموضحا ان الفوز بميدالية فضية في دورة سيدني التي جرت عام 2000 الماضي في سباق 400 متر حواجز امر يؤكد ان الاهتمام بهذه الرياضة يفوق الوصف.

وقال: «ادرك ان العقلية التي يتميز بها الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى غير موجودة في كثير من البلدان، واظن ان وجوده مستقبلا على رأس اتحاد القوى السعودي سيعزز من مكانة هذه اللعبة قاريا ودوليا». وكشف الكروج عن ان هناك تراجعا في أداء العدائين السعوديين المختصين في السباقات الطويلة ونصف الطويلة، ومشددا على ان اعتزال سعد شداد أوجد غيابا كبيرا للسعودية في مثل هذا النوع من السباقات المهمة، ومطالبا، الامير نواف بن محمد بأهمية ايجاد البديل لسد فراغ شداد مستقبلا.

واضاف: «لا بد من البحث عن نوعية تشابه سعد شداد، فالأخير اعرفه جيدا وهو نجم عربي بلغ مكانة كبيرة في مثل هذه السباقات واعتقد ان المواهب لن توجد إلا في المدارس فهي السبيل للتنقيب والبحث».

وطالب العداء المغربي بأهمية الاهتمام بالرياضة المدرسية لانها الداعم الرئيسي لمثل هذه الالعاب، موضحا ان مثل هذه السباقات تحتاج الى دعم مالي كبير ورعاية منذ الصغر حتى تصقل الموهبة ويعتني بها بشكل جيد لتحقق الهدف المطلوب منها.

وأبدى الكروج استعداده لوضع كل خبراته في تطوير ألعاب القوى العربية بما فيها السعودية، مؤكدا على ان ذلك يشرفه لأنه يخدم أمته العربية وانه مستعد لفتح حوار مع الرياضيين العرب لأجل إيضاح أمور كثيرة ربما تخفى عليهم لأنه يملك خلفية واسعة عن ألعاب القوى وكيفية تحقيق النتائج الايجابية.