كأس الخليج تنطلق اليوم بلقاء قطر والإمارات والعراق مع عمان

TT

تنطلق اليوم في الدوحة منافسات كأس الخليج السابعة عشرة لكرة القدم التي تستمر حتى 24 الحالي بمشاركة ثمانية منتخبات للمرة الاولى في تاريخها موزعة على مجموعتين.

وتقام اليوم مباراتان ضمن المجموعة الاولى على استاد جاسم بن حمد في نادي السد، فتستهل قطر مشوارها نحو احراز لقبها الثاني بعد عام 1992 على ارضها بالذات بلقاء الامارات التي يخلو رصيدها من الالقاب، ويلتقي العراق، العائد بقوة الى البطولة الخليجية والمتسلح بثلاثة القاب احرزها قبل ابعاده بسبب غزو الكويت عام 1990، مع عمان المتطورة والباحثة عن لقب طال انتظاره.

وتنطلق منافسات المجموعة الثانية غدا على استاد احمد بن علي في نادي الريان حيث تلتقي البحرين مع اليمن، والسعودية حاملة اللقب مع الكويت.

والى جانب كرة القدم، تشهد الدوحة ايضا اقامة بطولات في ثلاث العاب مصاحبة هي كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة في مواعيد متفاوتة، ما يجعل الدوحة عاصمة للرياضة الخليجية لاكثر من اسبوعين، على ان تتحول لاحقا وفي غضون عامين بالتحديد الى عاصمة للرياضة الاسيوية من خلال استضافتها دورة الالعاب الاسيوية (اسياد 2006).

ويختلف كل شيء في «خليجي 17»، ففضلا عن الالعاب المصاحبة الثلاث، وعودة العراق، فان نظام الدورة تغير وتحول من الدوري من مرحلة واحدة الى نظام المجموعتين بواقع اربعة منتخبات في كل واحدة على ان يتأهل الاول والثاني الى الدور نصف النهائي ثم يكمل الفائزان طريقهما الى المباراة النهائية. كما رصدت اللجنة المنظمة للدورة جوائز مالية لاصحاب المراكز الثلاثة الاولى في الالعاب الاربع. ويذكر ان نظام المجموعتين طبق سابقا وتحديدا عام 1974 لدى انضمام العراق الى الدورة.

ونظرا لخصوصية دورات كأس الخليج، ولاتساع دائرة المنافسة على اللقب خصوصا بعد عودة المنتخب العراقي الى منافساتها، فانه من الصعب اطلاق ترشيحات فوق العادة تتعلق بأي منتخب، لكن الواقع يضع المنتخبات الاربعة التي ستبدأ المنافسة اليوم في خانة المرشحين ولو بنسب متفاوتة. واكد الشيخ جاسم بن ثامر آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة لـ«خليجي 17» ان «نظام المجموعتين في مسابقة كرة القدم سيرضي الجميع وسيزيد المنافسة بين المنتخبات التي ستحرص على الفوز منذ البداية»، مضيفا «المستوى الفني للبطولة سيكون عاليا جدا لان اغلب المنتخبات المشاركة خاضت الدور الاول للتصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال المانيا 2006».

وتابع «البحرين احتلت المركز الرابع في كأس امم اسيا الاخيرة في الصين، في حين حل العراق رابعا في اولمبياد اثينا، وتأهلت السعودية والكويت مع البحرين الى الدور الاسيوي الحاسم من تصفيات المونديال، فضلا عن ان منتخب قطر يطمح للفوز بالكأس للمرة الثانية واستثمار اللعب على ارضه ووسط جماهيره، وكل هذه المعطيات تشير الى ان المنافسة ستكون قوية».

* قطر ـ الامارات:

* يقف التاريخ مع المنتخب القطري في مواجهاته مع نظيره الاماراتي منذ انطلاق كأس الخليج بواقع ثمانية انتصارات مقابل اربع هزائم، فيما تعادلا ثلاث مرات.

ولو كانت الدورة تقام خارج الاراضي القطرية لكانت اوجه الشبه بين المنتخبين متقاربة الى حد بعيد لانهما يتشاركان في العديد من الاخفاقات في السنوات الاخيرة، وايضا في التغييرات المستمرة في الاجهزة الفنية حيث لم يعد يمكث أي مدرب لاحدهما اكثر من عام واحد ما يؤدي الى عدم الاستقرار ايضا في التشكيلة وبالاداء الفني للاعبين.

فمنذ عام بالتحديد، كان مدربان «عالميان» يقودان المنتخبين، حيث اشرف الفرنسي فيليب تروسييه (وقع عقدا لتدريب مرسيليا الفرنسي قبل نحو عشرة ايام) على المنتخب القطري، والانجليزي روي هودجسون (مدرب انترناسيونالي السابق) على المنتخب الاماراتي، والنتيجة كانت انهما قدما عروضا سيئة في معظم المباريات في «خليجي 16» في الكويت، فانهى الفريق القطري الدورة في المركز الثالث برصيد تسع نقاط، والاماراتي في المركز الخامس بسبع نقاط. ولكن استضافة قطر لـ«خليجي 17» تفرض منتخبها مرشحا بارزا لانه يحظى بعاملي الارض والجمهور، ويقوده هذه المرة البوسني جمال الدين موسوفيتش الذي حقق نجاحات لافتة مع فريق نادي قطر في الموسم الماضي والذي يعرف تماما امكانات اللاعبين القطريين لانه يعمل منذ سنوات عدة في الدوحة. ونجح موسوفيتش في اظهار القدرات الحقيقية للمنتخب القطري واعاد اليه التوازن بعد الهبوط الملحوظ في مستواه تحت اشراف تروسييه الذي اقيل بعد المباراة الاولى في كأس امم اسيا التي خسرها امام اندونيسيا 1ـ3، واجرى تغييرات كثيرة في التشكيلة فاعاد بعض اصحاب الخبرة امثال مبارك مصطفى هداف «خليجي 11» واستدعى العديد من اللاعبين الشباب الذين ابلوا بلاء حسنا في المباريات الاخيرة. وبدت لمسات موسوفيتش واضحة على المنتخب وانعكس ذلك على عروضه في المباريات الاخيرة حيث فاز على الاردن ولبنان واليمن، وارتفعت معنويات اللاعبين القطريين ما يشير الى ان الصورة «المهزوزة» التي ظهروا عليها في تصفيات كأس العالم وبطولة امم اسيا تغيرت تماما وانهم جاهزون للمنافسة في البطولة الخليجية على ارضهم.

ومن اوجه الشبه بين المنتخبين، ان مدربا جديدا يشرف على الاماراتي هو الهولندي آد ديموس الذي تولى مهمته قبل بدء كأس اسيا بنحو ثلاثة اسابيع ووعد ان يبني منتخبا للمستقبل، ولذلك عمد الى استدعاء العديد من اللاعبين الشباب للاستفادة من حماستهم وتحسين قدراتهم وتنمية مواهبهم بغية تكوين منتخب قادر على المنافسة في البطولات المقبلة. وان كان اد ديموس قد اعلن بوضوح ان هدفه ليس المنافسة على لقب «خليجي 17» فانه اعتبر ان كل الاحتمالات واردة، متحدثا عن مباراة الافتتاح مع قطر بقوله «ستكون سلاحا ذا حدين وستحدد بشكل قاطع مسار فريقه في البطولة».

* العراق ـ عمان: يعود المنتخب العراقي الى دورات كأس الخليج بذكريات امجاده السابقة التي توجته بطلا ثلاث مرات في الدورات الخامسة (1979) والسابعة (84) والتاسعة (88)، ويحضر الى الدوحة بعد انجاز لافت له بتأهله الى نصف نهائي دورة الالعاب الاولمبية في اثينا الصيف الماضي وذلك في افضل انجاز عربي حتى الان. وشاءت القرعة ان تضع العراق في مواجهة قوية مع المنتخب العماني في الجولة الاولى، ولكن شتان بين عمان اليوم وعمان في الماضي عندما كان العراق يشارك في هذه الدورة. ويتعين على العراقيين ان يضعوا التاريخ خلفهم في مواجهة العمانيين لان انتصاراتهم الكبيرة عليهم في الماضي ليست مضمونة الان بعد ان تحول المنتخب العماني من جسر عبور للمنتخبات الاخرى الى منافس جدي والى صاحب افضل وارقى العروض الفنية في المنطقة الخليجية، وخير دليل على ذلك ما قدمه في نهائيات كأس اسيا الاخيرة.

والتقى المنتخبان في دورات الخليج خمس مرات، ففاز العراق 4 ـ صفر في الدورة الرابعة عام 1976، و7 ـ صفر في الخامسة (79) وكان نصيب رئيس الاتحاد العراقي الحالي للعبة حسين سعيد اربعة اهداف منها، و2 ـ1 في السابعة (84) و3 ـ 2 في الثامنة (86)، وتعادلا 1ـ1 في التاسعة (88)، فيما شطبت نتائج العراق في السادسة (82) وانسحب من الدورة العاشرة عام 90 احتجاجا على التحكيم.

ويقود المنتخبين مدربان يعرفان قدرات اللاعبين جيدا، التشيكي ميلان ماتشالا مع المنتخب العماني الذي اشرف عليه في «خليجي 16» في الكويت، والذي سبق له ان احرز مع الكويت لقب البطولة في الدورتين الثالثة عشرة في عمان عام 1996 والرابعة عشرة في البحرين عام 98، وعدنان حمد مع العراقي الذي حقق اكثر من انجاز معه في الفترة الاخيرة اخرها نصف نهائي اولمبياد اثينا.