«خليجي 17»: ثلاثة منتخبات تتنافس على بطاقة والقطري الأقرب لانتزاعها

TT

الدوحة ـ أ.ف.ب: تتنافس منتخبات قطر والإمارات والعراق على حجز البطاقة الثانية للمجموعة الثانية لمرافقة عمان الى نصف نهائي دورة كأس الخليج السابعة عشرة لكرة القدم المقامة في الدوحة حتى 24 ديسمبر (كانون الاول) الحالي.

وتلعب اليوم في إطار الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الاولى ضمن الدور الاول، قطر مع عمان، والإمارات مع العراق، وتقام المباراتان في توقيت واحد، الاولى على ملعب جاسم بن حمد في نادي السد، والثانية على ملعب احمد بن علي في نادي الريان. وتتصدر عمان التي ضمنت تأهلها الى نصف النهائي الترتيب برصيد ست نقاط امام قطر (2) والإمارات (1) والعراق (1). وستبقى عمان في صدارة المجموعة حتى في حال خسارتها وستقابل ثاني المجموعة الثانية التي تضم السعودية حاملة اللقب والكويت والبحرين واليمن، وستلحق قطر بها الى دور الاربعة في حال فوزها عليها بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية. اما في حال خسارة قطر ستكون البطاقة الثانية من نصيب الفائز في المباراة الثانية، واذا سيطر التعادل على المباراتين فان قطر سترفع رصيدها الى ثلاث نقاط وستكون كافية لها لاحتلال المركز الثاني في المجموعة لمواجهة متصدر المجموعة الثانية.

واتجهت الانظار الى الجولة الثالثة مباشرة فور انتهاء الثانية، ولم ينتظر مدرب عمان التشيكي ميلان ماتشالا كثيرا حيث اعلن في المؤتمر الصحافي عقب الفوز على الإمارات 2ـ1 انه سيشرك عددا كبيرا من اللاعبين الاحتياطيين لإراحة الأساسيين لنصف النهائي، خصوصا انه ضمن التأهل وصدارة المجموعة ايضا، وأعقبه مدرب العراق عدنان حمد فور انتهاء المباراة مع قطر (3ـ3) بالقول: «اتمنى على المنتخب العماني ان يقدم مستواه ويدافع عن هيبته في المباراة الاخيرة ضد قطر». وكان المنتخب القطري في طريقه الى تحقيق الفوز على نظيره العراقي عندما تقدم عليه 3ـ2 حتى الثواني الأخيرة لكن شباكه منيت بهدف التعادل الذي حرمه من طرق باب نصف النهائي منذ الجولة الثانية واجل معرفة مصيره الى الجولة الثالثة. ولكن «العنابي» يأخذ الأمور على محمل الجد فتعامل مع مجريات مباراته الاولى مع الإمارات بواقعية تامة وحوّل تأخره بهدفين الى تعادل في الوقت القاتل ايضا، ثم كان عليه ان يتحمل «عبء» الدقائق الاخيرة أمام العراق وخرج متعادلا معه 3ـ3. لكن صورة المنتخب القطري اختلفت كثيرا أمام العراق، وبالتحديد في الشوط الثاني الذي قدم فيه مستوى مغايرا تماما من حيث تمركز اللاعبين وانتشارهم وتحركاتهم وتمريراتهم وتنويعهم في الهجمات والسيطرة على منطقة العمليات، حتى انه يمكن القول انه من ابرز الاشواط التي لعبها منذ سنوات عدة يمكن ان يمنحه دفعة كبيرة ويزيد من ثقة لاعبيه لان الاداء الراقي الذي قدموه يعوض فقدان النقطتين. وترافق اختلاف الاسلوب مع تبديلات في التشكيلة اجراها المدرب البوسني جمال الدين موسوفيتش الذي اعتمد على المهاجم الواعد وليد جاسم منذ البداية، وعلى بلال محمد النشيط، ومن المتوقع ان يحدث مفاجأة اخرى بتكثيف الناحية الهجومية امام عمان باشراك المشاكس ناصر كميل سعيا الى التسجيل مبكرا. ويتصدر وليد جاسم ترتيب الهدافين حاليا برصيد ثلاثة اهداف. وما قد يساعد القطريين على انتزاع النقاط الثلاث اراحة ماتشالا لمعظم لاعبيه الاساسيين، وخصوصا الذين حصلوا على انذارات.

وقال مساعد المدرب القطري سعيد المسند «المنتخب قادر على الفوز في مباراته المقبلة مع عمان والتأهل الى نصف النهائي»، مضيفا «لو استغل العنابي الفرصة التي سنحت له بعد تقدمه على العراق 3ـ2 لتغير الموقف». واكد المسند «ثقته بلاعبي المنتخب القطري»، معتبرا ان «فرص التأهل الى الدور المقبل قوية وان المنتخب سيقدم عرضا قويا كما فعل في المباراتين السابقتين».

وكان المسند قد تولى المهمة مؤقتا خلفا للفرنسي فيليب تروسييه (مدرب مرسيليا الفرنسي حاليا) عقب خسارة قطر المفاجئة امام اندونيسيا 1ـ3 في الدور الاول من كأس أمم آسيا الصيف الماضي في الصين.

** الإمارات ـ العراق: يواجه مدربا العراق عدنان حمد والإمارات الهولندي آد ديموس انتقادات عنيفة قد تطيح بهما او بأحدهما بعد مباراة المنتخبين اليوم بعد خسارة العراق امام عمان 1ـ3 وتعادله مع قطر 3ـ3، وتعادل الإمارات مع قطر 2ـ2 وخسارتها امام عمان 1ـ2. وما يزال المستوى المتواضع للمنتخب العراقي محيرا لان معظم العناصر الاساسية تأهلت الى ربع نهائي كأس آسيا والى نصف نهائي اولمبياد اثينا في افضل انجاز عربي في الالعاب الاولمبية بقيادة عدنان حمد بالذات. وكان التبرير العراقي الابرز الظروف الصعبة التي يمر بها العراق حاليا التي حالت دون تأمين اعداد جيد للمنتخب، لكن هذا العذر قد لا يكون كافيا لان المنتخب شارك في العديد من المناسبات في الاشهر الاربعة الماضية، كان آخرها تصفيات كأس العالم. وبدا الدفاع العراقي مهزوزا بشكل واضح حيث ارتكب اخطاء عدة في المراقبة وتأمين منطقته مما كلف مرمى الحارس نور صبري ستة اهداف في مباراتين، وهي نسبة مرتفعة، واللافت ايضا ان عدنان حمد لم يحدث تغييرات في اداء خطوطه الخلفية في المباراة الثانية بعد ان ظهرت الثغرات في الاولى. ويعترف المهاجم العراقي رزاق فرحان المحترف في قطر بحرج الموقف بقوله: «ان وضع المنتخب العراقي في المجموعة بات صعبا، فالمنتخب القطري يملك حظا أوفر لمرافقة العماني الى نصف النهائي لكننا سنحاول تقدم مباراة جيدة امام الإمارات تليق بمستوى الكرة العراقية». وعزا فرحان المستوى الذي ظهر به المنتخب العراقي في المباراتين الاوليين «الى قصر فترة الاعداد التي استغرقت اسبوعا واحدا».

وفي الجهة المقابلة، برز وجهان للمنتخب الإماراتي، الاول يشكل منتخبا يجيد صناعة الفرص والتسجيل والسيطرة على وسط الملعب، والثاني يفتقد الى الخبرة في التعامل مع المجريات والحفاظ على النتيجة مما كلفه تعادلا مرا مع قطر 2ـ2 وخسارة متأخرة امام عمان 1ـ2 بعد ان تقدم في المباراة الاولى 2ـ صفر وفي الثانية 1ـ صفر. وبين وجهي المنتخب الإماراتي في هذه البطولة، يكثر الحديث عن تبديلات غير منطقية للمدرب آد ديموس الذي تحاشى الظهور امام رجال الاعلام بعد المباراتين بغيابه وارسل مساعده لحضور المؤتمرين الصحافيين. وكان ديموس تولى مهمة الاشراف على المنتخب الإماراتي قبل انطلاق كأس آسيا بنحو ثلاثة اسابيع، واعلن بعد خروج «الابيض» من الدور الاول للبطولة الاسيوية انه يعد منتخبا للمستقبل وان ذلك يحتاج الى الوقت، فأجرى تغييرات واسعة في تشكيلة المنتخب بضمه عناصر عدة شابة تفتقد الى الخبرة المطلوبة في دورات الخليج.