«الشرق الأوسط» تقدم قراءة للمشاركة السعودية في «خليجي17»

المطلوب العودة سريعا إلى أجواء الاستعداد لتصفيات المونديال

TT

اتفق المراقبون وكل أوساط النسخة السابعة عشرة من دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم المقامة في الدوحة، على أن الخروج المبكر والحزين للمنتخب السعودي حامل لقب الدورتين السابقتين في الرياض والكويت، يشكل المفاجأة الأبرز في «خليجي 17»، وعلى أنه ينبغي أن يدق ناقوس الخطر لحاجة المنتخب السعودي للتخلص بأسرع وقت ممكن من الآثار النفسية لهذا الخروج، والعودة سريعا إلى أجواء الاستعداد لما هو أهم، حيث تصفيات الدور الثاني والحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم (مونديال ألمانيا 2006)، التي تنطلق خلال فبراير (شباط) المقبل، حيث سيلعب «الأخضر» في مجموعة الكويت، كوريا الجنوبية وأوزبكستان ذهابا وإيابا.

وأجمع المراقبون كذلك وكل من التقتهم «الشرق الأوسط» في «خليجي 17»، ومن بينهم كوكبة من الإعلاميين والمدربين، على أن سوء طالع غريب وعجيب لازم المنتخب السعودي في الدوحة، وأن سوء تقدير وقع خلال مراحل المباراة الحاسمة أمام البحرين الليلة قبل الماضية، تمثل بشعور الاطمئنان الذي وصل حد الثقة المفرطة بالنفس على اعتبار أن التعادل كان كافيا لتأهل الأخضر، مما دفع منتخب البحرين للضغط المبكر واللعب للفوز، ولا بديل. ولكن الاعتقاد السائد هنا أن التحول المركزي والمفاجئ في مجرى مباراة السعودية مع البحرين وقع فور اضطرار المنتخب السعودي للعب مرة أخرى بعشرة لاعبين ولفترة زادت عن نصف ساعة بعد بطاقة حمراء ثانية في «خليجي 17» للنجم محمد نور الذي كان طرد أواخر الشوط الأول أمام الكويت، ليصبح أول لاعب في تاريخ دورات كأس الخليج على امتداد (34) عاما يحصل على (4) بطاقات صفراء في مباراتين، مما دفع بعض الصحافيين السعوديين لسؤال الأرجنتيني كالديرون المدير الفني للمنتخب السعودي عما إذا كان محمد نور تعمد الحصول على بطاقة حمراء!! ولكن كالديرون نفى ذلك بشدة بقوله «لا اعتقد أن ثمة لاعبا في الدنيا يبحث عن بطاقة حمراء في مباراة مصيرية».

في كل الأحوال فقدت «خليجي 17» منتخبا كبيرا قويا كان مرشحا بقوة للقب ثالث على التوالي، ولكن هذا التوقع يعزز حظوظ منتخبات الدور نصف النهائي للمنافسة على اللقب، بل أن يجعل منتخبي البحرين وسلطنة عمان يتطلعان بثقة لأول لقب خليجي، ولكن احدهما سيضمن على الأقل لقب الوصيف، حيث يلتقيان غداً في مواجهة الدور نصف النهائي (الفائز يصعد للقمة والخاسر يلعب على الثالث والرابع).

* استحقاق منتخب البحرين

* في المقابل أجمعت أوساط «خليجي 17» على أن منتخب البحرين قدم أمام السعودية ما يترجم على أرض الواقع استحقاقه ترشيحات المراقبين، ليكون فارس البطولة وحامل لقبها، كما كان توقع القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وكما يقول الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة في مملكة البحرين، فإن الفوز على السعودية 3/صفر جاء تأكيدا آخر على القفزة النوعية التي حققها منتخب البحرين مؤخراً، وعلى أن سقوطه بفخ التعادل أمام اليمن والكويت 1/1 كان مفاجأة غير منتظرة.

كانت فرحة البحرين بالفوز على السعودية كبيرة إذ بقي آلاف من مشجعي منتخب البحرين فترة طويلة على مدرجات ستاد أحمد بن علي بنادي الريان بل أن عشرات منهم اندفعوا إلى أرض الملعب لحمل اللاعبين على الأعناق قبل أن تطوف سيارات وحافلات مشجعي البحرين شوارع الدوحة في مسيرة فرح تزامنت مع مسيرات مشابهة في شوارع المنامة.

واعتبرت أوساط منتخب البحرين هنا في الدوحة أن الفوز على السعودية والتأهل للدور نصف النهائي يشكل أكبر حافز للاعبين وهم يتأهبون لمواجهة منتخبات اليابان، إيران وكوريا الشمالية في الدور الثاني والحاسم من تصفيات كأس العالم.

بقي القول إن المفاجأة الأبرز لم تكن في فوز البحرين على السعودية وإنما بالفوز وبثلاثة أهداف نظيفة، وهي أكبر خسارة لمنتخب السعودية أمام البحرين عبر تاريخ لقاءات المنتخبين، كما أنها أقسى خسارة سعودية أمام منتخب عربي منذ أكثر من 20 عاماً.

من جهته أكد منتخب الكويت، حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس الخليج 9 مرات، صدارته بالتأهل للدور نصف النهائي... بفوز صريح على اليمن وبثلاثة أهداف نظيفة، مما وضع حدا للمغامرة اليمنية في «خليجي 17» التي بدأت بالتعادل 1/1 مع البحرين. ولكن أوساط «خليجي 17» أجمعت هنا على أن منتخب اليمن أظهر في حضوره الثاني على التوالي بدورات كأس الخليج صورة أفضل من الظهور الأول في الكويت مطلع العام الجاري، وأكد أنه منتخب قابل للتطور بعد اكتساب المزيد من الخبرة في البطولات المجمعة، حيث لم يسعفه ضعف لياقته البدنية هذه المرة بخوض 3 مباريات متتالية في ظرف أسبوع.