«خليجي 17»: الدوحة سهرت حتى الصباح ومسقط استقبلت منتخبها الخاسر استقبال الأبطال

TT

سهرت الدوحة وكافة أنحاء قطر حتى الساعات الأولى من فجر أمس وعمت شوارع الدوحة مسيرات الفرح بمشاركة آلاف السيارات والحافلات. وأطلقت الأبواق في كل مكان واضاءت الألعاب النارية سماء الدوحة في مشهد احتفال طال الانتظار لتحقيقه، وذلك ابتهاجا بأكبر انجاز لكرة القدم القطرية في القرن الجديد تمثل بتتويج مستحق لمنتخب قطر بلقب النسخة السابعة عشرة من دورة كأس الخليج العربي التي استضافتها الدوحة منذ العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الجاري وحتى قرب منتصف الليلة قبل الماضية. وتضمنـت (16) مباراة بين (8) منتخبات وزعت على مجموعتين شهدت (50) هدفا على ملعبين.

وعاشت «الشرق الأوسط» الفرحة القطرية الغارمة باللقب الخليجي الثاني الذي أعاد سيناريو اللقب الأول في الدوحة أيضا (خليجي 11 عام 92)، كما عاشت لحظات خيبة الأمل المريرة التي عمت قرابة (4) آلاف مشجع عماني شغلوا حيزا جيدا من ملعب جاسم بن حمد بنادي السد الذي احتشد فيه قرابة (20) الف مشجع بينما لم يتمكن آلاف المشجعين من الدخول بعد نفاد بطاقات الدخول مبكراً واضطرار الجهات الأمنية والمعنية إغلاق أبواب الملعب قبل قرابة ساعتين من موعد المباراة التي بدأ الجمهور بالتوافد عليها قبل عدة ساعات من موعد بدء المباراة.

وفي ركلات الترجيح، سجل لقطر سعد سطام الشمري ووليد حمزة ووسام رزق وعلي المري ومشعل مبارك، وسدد حسين ياسر بالعارضة وابعد الحارس العماني علي الحبسي كرتي ناصر كميل وسعود فتح، وسجل لعمان بدر المحروقي وحسين يوسف وفوزي بشير واحمد مبارك وصد الحارس القطري محمد صقر كرات هاني الضابط ويوسف شعبان ورد القائم تسديدتي الحبسي وعماد الحوسني.

جاء النهائي مثيرا من بدايته الى نهايته فامتع المنتخبان الجمهور في عرضهما قبل ان ينخفض الاداء نسبيا في الوقت الاضافي، لكن الاثارة بقيت عنوانا لركلات الترجيح التي تناوب ثمانية لاعبين من كل منتخب على تنفيذها حتى حسمتها قطر 5-4.

وكانت قطر خسرت المباراة النهائية للدورة التاسعة في عمان عام 1984 امام العراق بركلات الترجيح بالذات.

كانت بداية المباراة ملتهبة شهدت دقائقها الاولى هدفا قطريا هو الاسرع في البطولة اعقبها هجوم عماني ضاغط وفرص ضائعة بالجملة مقابل تراجع قطري لتأمين الناحية الدفاعية. احتياطات أمنية مشددة شهدها محيط الملعب لكنها كانت تقابل بابتسامة من الجماهير الحاشدة..

وآلاف المشجعين اضطروا لمتابعة المباراة خارج أسوار الملعب عبر شاشات تلفزيونية ضخمة انتشرت في عدة أماكن من محيط الملعب وأرجاء الدوحة، وهو المشهد الذي تكرر لذلك في مسقط وعدة انحاء من الولايات العمانية التي نظمت أمس استقبال الأبطال لمنتخب بلادها رغم خسارته التي أجمع المراقبون هنا في الدوحة وهناك في السلطنة وكل أنحاء الخليج العربي وخارجه على أنها كانت مشرفة وبطريقة درامية كان بطلها حارس مرمى قطر محمد الصقر الذي تعملق في صد آخر (4) ركلات ترجيحية عمانية تناوب عليها هاني الضابط وحارس المرمى علي الحبسي ويوسف بن شعبان وهداف البطولة عماد الحوسني، ولكن هذا الإنجاز التاريخي للحارس القطري محمد الصقر لم يشفع له بحمل كأس أحسن حارس مرمى في كأس الخليج الذي كان من نصيب الحارس العماني علي الحبسي الذي قال لـ «الشرق الأوسط» إنه لم يتوقع إهدار ركلة ترجيحية كان تسجيلها كافيا لإحراز كأس الخليج بعدما كان الحبسي نفسه صد ركلتي ناصر كميل وسعود فتح (الأولى والسادسة) بينما نابت العارضة عن الحبسي في صد ركلة حسين ياسر وهي السابعة قبل الأخيرة.

وقال مشعل مبارك الذي سجل الركلة الحاسمة لقطر إنه فخور بهذا الإنجاز الذي يهديه لشعب قطر بأسره وأنه شعر لحظة التنفيذ أنه أمام مسؤولية وطنية بل وتاريخية، أما عماد الحوسني الذي توج بلقب الهداف بـ (4) أهداف فقد كان حزينا كئيباً لحظة تسلم كأس الهداف وقد فضل عدم الحديث رغم كل محاولات «الشرق الأوسط» لاستطلاع انطباعه عن اهداره الركلة الثامنة ما منح اللقب الخليجي لقطر.

أما حارس المرمى القطري الذي دخل تاريخ دورات كأس الخليج من أوسع أبوابه كونه أول من يتصدى لـ (4) ركلات ترجيحية دفعة واحدة، فقد قال لـ «الشرق الأوسط» إنه ينظر إلى ما حققه على أنه رد جميل لكل جماهير قطر التي وقفت مساندة لفريقها في كل الظروف ورغم تعثره في أول مباراتين بالتعادل أمام الإمارات 2/2 والعراق 3/3. هذا وقد هللت صحف قطر الصادرة أمس بالإنجاز الخليجي الذي تصدر الصفحات الأولى لكافة الصحف واستحوذ على مساحات واسعة وملونة من الملاحق الرياضية. بينما واصلت إذاعة وتلفزيون قطر وإذاعة وتلفزيون خليجي 17 بث الأغاني الوطنية والرياضية الحماسية وسط مشاركة مئات المتصلين من كل أنحاء قطر.

وينتظر ان يحصل نجوم منتخب قطر على مكافآت مجزية لانجازهم الكبير بعدما نال المنتخب جائزة المركز الأول وقدرها نصف مليون ريال قطري ما يعادل نحو (175) الف دولار.