الأردن 2004: الارتقاء إلى المركز 37 على لائحة الفيفا دليل تقدم وتطور

TT

أقل ما يمكن أن يقال عن عام 2004 إنه عام الكرة الأردنية بفضل النتائج المشرفة التي سجلها منتخب الأردن في معظم مشاركاته الخارجية، ما وضع الأردن في المركز السابع والثلاثين في لائحة التصنيف التي يصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم شهريا قبل أن يتراجع الأردن في آخر ثلاثة أشهر إلى المركز الأربعين (الخامس عربيا بعد السعودية، مصر، المغرب وتونس) و(الخامس آسيويا بعد إيران، اليابان، كوريا الجنوبية والسعودية).

منتخب الأردن الوطني سجل حضورا لافتا واستطاع في هذا العام 2004 أن يعرف طعم التأهل ولأول مرة إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية في الصين الشعبية خلال يوليو (تموز) الماضي. تأهل الأردن جاء بعدما حل ثانيا في مجموعته بفارق الأهداف بعد إيران بعدما تبادل الفوز مع إيران. خسر أمامه 1/4 في طهران وفاز عليه 3/2 بعمان بـ (4) انتصارات على لبنان وكوريا الشمالية.

ولم يكتف المنتخب الأردني في نهائيات كأس آسيا بشعار المشاركة من أجل المشاركة بل رفع شعار المشاركة من أجل المنافسة في أول ظهور له. سجل تعادلا سلبيا لافتا مع كوريا الجنوبية (رابعة مونديال 2002) وبذات النتيجة تعادل مع الإمارات بعدما فاز على الكويت بهدفين في الوقت بدل الضائع ليتأهل لدور الثمانية، وفيه كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق فوز تاريخي على اليابان (حاملة اللقب). بعد هدف أردني مبكرة بإمضاء محمود شلباية أمام قرابة (70) ألف مشجع صيني شجعوا منتخب الأردن بحماس كبير.. أدرك اليابان التعادل الذي استمر مع نهاية الشوطين الإضافيين. منتخب الأردن الذي حظي في الصين الشعبية بمؤازرة ميدانية من قبل الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل الأردن الذي حضر تدريبا للمنتخب ومباراتين أمام الإمارات واليابان في بكين وتشاو تشنج في خطوة عكست حماس واهتمام عاهل الأردن بشؤون الكرة.

وكان الظهور الأول في نهائيات كأس آسيا قد تخلل مشاركة الأردن في تصفيات كأس العالم عن القارة الآسيوية (مونديال ألمانيا 2006) عن المجموعة الآسيوية الأولى التي ضمته مع منتخبات إيران، لبنان ولاوس .. وفي أول المشوار سجل الأردن فوزا متوقعا على لاوس في عمان 5 ـ صفر، وفاز على إيران في قلب طهران بهدف متأخر لهيثم الشبول.. وبعد الفوز على قطر 1 ـ صفر في عمان تصدر الأردن مرحلة الذهاب وبات عشاق الكرة الأردنية يحلمون ولأول مرة ببلوغ نهائيات كأس العالم. لكن الآمال الأردنية هذه تعرضت لضربة قوية بل وقاتلة بعد الخسارة في قلب عمان أمام ايران بهدفين متأخرين بعدما كان التعادل السلبي يلبي طموح الأردن.. وأدت هذه الخسارة إلى بدء العد العكسي للكرة الأردنية بعد عامين ونصف من الإنجازات والانتصارات.. فقد فاز الأردن بشق الأنفس على مستضيفه لاوس 3/2 بعدما كان خاسرا 1/2 .. ثم خسر في الدوحة أمام قطر صفر/2 ليتراجع ثانيا بعد إيران ويفقد بالتالي فرصة المنافسة على التأهل للدور الثاني والحاسم من تصفيات المونديال... ويصبح قدر الكرة الأردنية أن تنتظر 4 سنوات أخرى حتى تعاود الحلم من جديد باتجاه كأس العالم. إلى جانب تصفيات ونهائيات كأس آسيا وتصفيات كأس العالم.. سجل منتخب الأردن حضورا في النسخة الثالثة من بطولة غرب آسيا بطهران. بعد التعادل مع فلسطين 1 ـ 1 والفوز على العراق 2 ـ صفر خسر منتخب الأردن مباراة الدور نصف النهائي أمام سوريا بركلات الترجيح 3ـ4 بعد التعادل 1ـ1 في الوقت الأصلي.. وقد تردد أن المنتخب الأردني تعمد الخسارة في تلك المباراة لتجنب مواجهة أخرى مع إيران قبل مواجهتهما التي كانت منتظرة في عمان.. وعاد الأردن من طهران بالمركز الثالث بعد الفوز على العراق 3 ـ 1 .

وبعد مشوار كأس آسيا وكأس العالم وغرب آسيا شارك الأردن في بطولة L.G. الدولية في طرابلس.. ومنها عاد بلقب الوصيف بعد خسارته المباراة النهائية أمام ليبيا صفرـ 1 بعدما كان فاز على الأكوادور 3 ـ صفر.

ودياً خاض منتخب الأردن (11) مباراة تجريبية تعادل في أبرزها 1 ـ 1 مع الجزائر في عنابة وصفر ـ صفر مع قبرص في نيقوسيا ومع البحرين وتايلند في المنامة وبانكوك ومع أذربيجان 1 ـ 1 بعمان.. ومع لبنان 2 ـ 2 ، كما فاز على تايلند 3 ـ 2 في بانكوك وعلى اندونيسيا 2 ـ 1 بعمان وعلى البحرين 2 ـ صفر في المنامة، قبل أن يخسر بقسوة أمام الإمارات صفر ـ 4 بدبي، كما أقام منتخب الردن (5) معسكرات تدريبية خارجية في كل من تايلند (مرتين)، والإسماعيلية، المنامة وأبو ظبي.

وإذا كان منتخب الأردن قد لفت الأنظار إليه على ما أنجزه في عام 2004 فإن التحية استحقها من الشعب الأردني بأسره المصري محمود الجوهري المدير الفني لمنتخب الأردن الذي أثبت أنه مدرب من طراز نادر وأنه يستحق المكانة المرموقة التي بات يتمتع بها في كل أرجاء الشارع الأردني.

في المقابل تحقق الأندية الأردنية ما كانت تصبو إليه عربيا بعد غيابها عن بطولات الأندية الآسيوية.. قطبا الكرة الأردنية الفيصلي والوحدات، ولم يتجاوزا حدود الدور الثاني من دوري أبطال العرب في نسخته الأولى، حيث تأهل الفيصلي على حساب النصر العماني بينما تأهل الوحدات على حساب أولمبيك بيروت اللبناني لكن الفيصلي تراجع في مجموعته بالدور الثاني خلف فرق اتحاد جدة السعودي، الطلبة العراقي، الكويت الكويتي، بينما تراجع الوحدات في مجموعته خلف الهلال والأهلي السعوديين والزوراء العراقي.

وفي النسخة الثانية من دوري أبطال العرب تأهل الفيصلي للدور الثاني بتعادلين 1 ـ 1 وصفر ـ صفر مع القادسية الكويتي بينما ودع نادي الحسين الدور الأول بخسارتين في إربد والدوحة أمام أهلي قطر، وفي الدور الثاني بدأ الفيصلي المشوار بخسارة أمام ضيفه الإسماعيلي المصري 1 ـ 2 ضمن مجموعة يلعب خلالها 5 مباريات في مطلع العام 2005 أمام الهلال السعودي والإفريقي التونسي، ودقاق الإسماعيلي.