الفيديو وكرة القدم

هاني عبد السلام

TT

الخطأ الفادح للحكام في مباريات كرة القدم قد يكلف ضياع بطولة او هبوط فريق لدرجة اقل لمصلحة اخر لا يستحق, وتنقلب الدنيا مع كل خطأ اذا كان يتعلق بمنتخب عريق او فريق شهير، وتبدأ صرخات الاستنجاد باستخدام الفيديو، خاصة اننا في عصر التكنولوجيا القادرة على حسم الاخطاء في ثوان.

في مباراة مانشستر يونايتد وتوتنهام بالدوري الانجليزي مساء اول من امس لم ير الحكم ولا حامل الراية الكرة وهي تفلت من بين يدي حارس الاول وتتجاوز الخط بحوالي نصف متر على الاقل داخل الشباك، لكن شاشة العرض الكبيرة في الملعب اظهرت الهدف الصحيح للجمهور، واقتنع الجميع وبخاصة المنافس بصحة الهدف، لكن الفيفا يصر على ان قرار الحكم ولو كان خطأ هو الامر الذي لا بد ان يسود الملاعب, معللا بأن ذلك هو جزء من طبيعة البشر وبدونه تضيع روح اللعبة. لقد اقتنع مسؤولو اللعبة في بريطانيا بضرورة الاستعانة بتكنولوجيا جديدة بالملاعب، وقد تكون مباراة نهائي كأس المحترفين الشهر المقبل بداية لذلك، حيث ستتم تجربة الكرة ذات الشريحة الكهرومغناطيسية التي ستحدد اذا كانت الكرة عبرت خط المرمى ام لا. لكن يظل الفيديو هو الوسيلة التي يمكن ان تحل جميع المشاكل لان الكرة ذات الشريحة لن ترى اللاعب الذي يضرب زميله او من يسجل هدفا بيده, وعلى الفيفا ان يقوم بتجربة الفكرة التي تم اقتراحها قبل مونديال 2002 بتزويد الحكام بجهاز اتصال مع مراقبين خارج الملعب يتابعون الاخطاء من خلال الفيديو ويقومون بتبليغها للحكام فورا، وهو الشيء الذي سيزيد الاحترام للعبة ولن يأخذ منها شيئا. على الفيفا ان يستفيد من تجربة اتحادات الرجبي التي اعتمدت على الفيديو الفوري لدعم قرارات الحكام وتصويبها وكانت ناجحة بشكل لافت, لان الاصرار على الافكار القديمة قد يدمر اللعبة وينال من سمعة التحكيم الذي فضح امام مهارة المصورين، ولعل ما حدث في مونديال كوريا واليابان مثال لذلك.

[email protected]