العراقيون يبدأون تعلم لعبة البيسبول الأميركية رغم رفضهم للاحتلال

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: لم يتوقع احد من قبل ان تصبح لعبة البيسبول واحدة من الألعاب الرياضية التي تجد لها ملاعب ومتحمسين في العراق، خصوصا وأنها لعبة أميركية خالصة وان الأميركيين غير مرحب بهم كثيرا في العراق.

فقبل حوالي عام لم يكن مألوفا ان تشاهد مجموعة من اللاعبين الشباب في احد ملاعب التدريب العراقية وهم يرتدون الخوذ ويمسكون بالعصي الخشبية ويجرون بسرعة ليتلاقفوا كرة البيسبول وهم يمسكون بالقفازات الجلدية.

في يوليو من العام الماضي وجدت لعبة البيسبول طريقها الى الملاعب العراقية على يد مجموعة من الشباب المهتمين بها والمتابعين لها عن طريق مواقع الإنترنت.

رئيس الاتحاد العراقي للبيسبول إسماعيل خليل صاحب فكرة انبثاق اللعبة قال: «في الحادي عشر من يوليو الماضي تشكل أول اتحاد رياضي للعبة في العراق وكانت الخطوة الاولى بمساعدة عدد من الجامعات الاميركية التي أرسلت لنا معدات وتجهيزات وتمكنا من تأسيس فريقين أحدهما للرجال والآخر للنساء وكانت هذه هي البداية. وأشار خليل الى ان «هذه المعدات رغم أهميتها كانت حلا نسبة لمشاكلنا التي نعاني منها فنحن نفتقد الى الأموال اللازمة ولا نملك واسطة نقل تنقل اللاعبين واللاعبات الى الملعب الذي نجري عليه تدريباتنا الاسبوعية». وتابع رئيس اول اتحاد عراقي للبيسبول «عرضت علينا القوات الاميركية خمسة آلاف دولار اميركي مقابل إجراء مباراة مع فريقها وكان بإمكان هذا المبلغ ان يسهم في تقليل معاناتنا، لكننا رفضنا العرض لان الجانب الاميركي رغب باجراء تلك المباراة على احد الملاعب في المنطقة الخضراء واعتذرنا لاسباب أمنية». وقال «نحن مستعدون لإجراء أية مباراة مهما كان طرفها شرط ان تجري على ملعبنا».

عن خطوات تنامي اللعبة خلال الفترة التي أعقبت ظهورها أول مرة أوضح المسؤول الرياضي العراقي «بدأ عدد من الشباب يقبلون على مزاولة اللعبة بشغف ونملك الان فريقا للرجال فيه 18 لاعبا واخر للنساء فيه نفس العدد واخذ المهتمون بها يترددون على الملعب لمشاهدتها ونتطلع الى مشاركات خارجية ونتمنى ان نتخطى المشاكل التي تعترضنا».

رامي وائل شهيد احد لاعبي المنتخب العراقي، 24 عاما، الذي يواصل دراسته الجامعية في جامعة بغداد كلية العلوم والحاسبات قال «اتجهت الى ممارسة اللعبة حال ظهورها اول مرة وكنت اتابعها من قبل ومولعا بها، فهي لعبة تتطلب السرعة والمهارة والقوة في وقت واحد وتمكنت من ان اكون احد لاعبي الفريق بعد شهرين من تشكيله». واضاف «نعاني الان من صعوبة الوصول الى الملعب لاجراء التدريبات بسبب الظروف الأمنية لكننا نتحدى مثل هذه الظروف بنفس القوة التي تتطلبها لعبة البيسبول».

وقال رئيس الاتحاد انه خاطب الاندية العراقية الاخرى لاحتضان هذه اللعبة في فرقها وجعلها لعبة رسمية بالاضافة الى بقية الالعاب. لكن طلبه هذا لم يلق اذانا صاغية الا من قبل ناد واحد وهو نادي الصيد الذي بدأ بتشكيل نواة يمكن ان تكون عناصر منتخب العراق المقبل. اما الفريق النسائي للعبة يضم عددا من طالبات الجامعة الى جانب طالبات من المرحلة الثانوية وتتراوح اعمار اللاعبات بين ال17 والعشرين وتحظى تدريباتهن باجراءات تضمن سلامة حضورهن الى الملعب وإجراء الوحدات التدريبية بانتظام ومن ثم عودتهن الى اماكن سكنهن. ويبدو ان مشاعر الخوف تنتاب الفريق النسائي اكثر من الفريق الرجالي بسبب الوضع الأمني. وتقول احدى اللاعبات التي تفضل عدم البوح باسمها «اتمنى ان نغادر الملعب بأمان بعد الانتهاء من الوحدات التدريبية» متوقعا «ان يقدم الاتحاد العراقي للعبة على ايقاف تدريبات الفريق النسائي الى ان يجد الظروف المناسبة».

ولكون اللعبة تحمل هوية أميركية قد تسبب مضايقات للاعبيها ومدى احتواء هذا الأمر قال مدرب الفريق «لم نتعرض الى أية مضايقات من الشارع العراقي واعتقد ان الجميع يدرك أن هدفنا الأساس هو التشجيع على ممارسة اللعبة».