العويران: الاحتراف السعودي يعاني كثيرا من الثغرات واللاعبون الأجانب أقل مستوى من اللاعبين المحليين

TT

حمل لاعب فريق الشباب السعودي (الدولي السابق) سعيد العويران (35 سنة)، الأمانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم، مسؤولية تراجع مستوى الدوري هذا الموسم. وقال العويران الذي يصنف كأكثر اللاعبين شهرة عبر تاريخ الكرة السعودية في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: ان جدولة الدوري غير متوافقة مع استعدادات الفرق وقدرات اللاعبين، هذا إذا ما علمنا بارتباطات كثير منهم مع المنتخب غير المشاركات الخارجية مع الفرق وضغط المباريات المرهق جدا، الذي يجبر الفرق على لعب 3 مباريات في أسبوع واحد، وهذا ما جعل الجماهير تبتعد عن حضور المباريات، مع تراجع مستويات الفرق.

وانتقد العويران نظام الاحتراف السعودي، مشيرا إلى أنه ما زال يعاني من ثغرات كثير أهمها تحديد السقف الأعلى للرواتب، والخصم من مرتبات اللاعبين بطريقة تضر بهم، حيث انها تتجاوز أحيانا مرتبهم الشهري. وقال إن راتب المحترف عندما يكون من فرق الدرجة الممتازة يعتبر جيدا، لكن في الدرجة الأولى يقل كثيرا، مما يدفع اللاعب للبحث عن الأفضل.

كما طالب العويران بالاعتماد على اللاعب السعودي فقط، وصرف النظر عن اللاعب الأجنبي، مؤكدا أن التعاقدات مع الأجانب في السنوات الأخيرة لم تكن موفقة، وان اللاعب المحلي أفضل في أدائه وعطائه من الأجنبي الذي يحصل على مبالغ طائلة.

وأضاف قائلا: إن الاعتماد على اللاعب المحلي يساعد كثيرا في تطوير مستواه، ويرفع أداء لاعبي المنتخبات الوطنية في درجتي الناشئين والشباب، وهذا ما يجعله الأحق بالمراكز الثلاثة التي يأخذها الأجانب من دون وجه حق.

واستطرد العويران: لست ضد الاستعانة بالأجانب، لكن عندما يكون هؤلاء على هذه الدرجة من التواضع، فإنهم يشكلون عبئا كبيرا على فرقهم، والمتابع لهم في الدوري السعودي يدرك ذلك بالتأكيد، فالمميزون قليلون جدا ويمكن حصرهم هذا الموسم في مهاجم الاتفاق (الأنجولي) باولو ديسيلفا هداف المسابقة حتى الآن، و(التونسي) رياض الجلاصي لاعب الشباب، بالإضافة إلى (السنغالي) داين فاييه لاعب الأهلي، وهذا أمر مؤسف بالفعل.

وحث صاحب أجمل أهداف كأس العالم 1994 في أميركا، اللاعبين الشباب على الانضباط، وبذل الجهد من أجل تطوير مستوياتهم، حيث قال: يجب على اللاعب دوماً السعي إلى رفع مستوى أدائه والابتعاد عن السهر، فاللاعب عندما يتحصل على النجومية والمال، فجأة يبدأ مستواه بالتراجع.

وفي ما يخص فريق الشباب والتراجع الواضح الذي يعيشه هذا الموسم، أشار العويران إلى أن ذلك يعود للأسلوب الذي كان يعتمده المدرب السابق (الفرنسي) تودور افيكا، مؤكدا أن الروح عادت حاليا مع المدرب الجديد (البرازيلي) لويس كارلوس، العارف بإمكانيات اللاعبين، لا سيما انه سبق له الإشراف على الفريق في بطولة النخبة العربية مطلع العام الماضي وحقق معه الكأس، وقال: لقد عانى فريقنا في السنوات الأخيرة من انتقال عدد من نجومه المميزين، وآخرهم كان صالح الداود، الذي تأثر خط الدفاع بغيابه. كما أن الشباب فقد لفترة طويلة شخصيته المعروفة في الأداء بسبب التغيير الدائم للأجهزة الفنية، حيث توالى عليه قرابة الـ 6 مدربين خلال عامين.

وأكد العويران أنه يتعرض منذ عام 1998 لحرب من بعض الأشخاص، لكنه لن يتأثر بذلك ولن يهتم إلا بخدمة الفريق.

وعما إذا كان ينوي اعتزال كرة القدم في الوقت الحالي، أشار إلى أن القرار بيده وأن تاريخه المميز يشفع له بالاعتزال في أي وقت، شأنه شأن نجم فريق النصر المعتزل ماجد عبد الله ونجم الهلال الحالي يوسف الثنيان، اللذين يراهما قدوة. وأنه ما دام قادرا على العطاء، فسيزاول كرة القدم إلى أن يشعر بعدم القدرة على اللعب.

وعن غيابه المتكرر عن الفريق وسفره الدائم تحدث قائلا: لدي ارتباطات وأعمال تجعلني بعيدا لفترات قصيرة جدا، وأنا لا أغيب إلا بعد الاستئذان من رئيس النادي الأمير خالد بن سعد مباشرة.

ورأى النجم الدولي السابق أن نتيجة المنتخب في التصفيات الأولية لكأس العالم، التي أقيمت في الدمام الشهر الماضي، والتي أهلته للتصفيات النهائية إيجابية جدا، لكنها ستكون سلبية إذا لم يستعد المنتخب بشكل أفضل من خلال اللقاءات الودية القوية ونسيان هذه التصفيات، التي كانت تجمع فرقا ذات مستويات متواضعة للغاية. وقال: لقد كان أحد أسباب تأهلنا لكأس العالم 1994، هو وجودنا ضمن مجموعة قوية ساعدتنا كثيرا على رفع مستوى الأداء في التصفيات النهائية، بالإضافة إلى المباريات الودية القوية، كما أن فرص الفريق السعودي حاليا هي أكبر من أي وقت سابق كون منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية متأهلين تلقائيا إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، في الوقت الذي يعيش فيه المنتخب عصراً جديداً وتدخل في قائمته أسماء كروية مميزة وشابة ويتوفر لديه عدد كبير من اللاعبين أصحاب المستويات الممتازة والمتقاربة.

ووصف العويران حارس نادي الهلال والمنتخب السعودي محمد الدعيع بأبرز نجوم الكرة السعودية في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه لاعب مميز وصاحب حضور ممتاز منذ انضمامه إلى صفوف المنتخب وهو يقدم عطاء ممتازا ولم يحدث ان ظهر بمستوى غير جيد، وأن غيره من لاعبي المنتخب هم في مستويات متقاربة.

وتطرق هداف العالم في عام 1993، إلى تراجع مستوى زميله السابق ولاعب فريق الشباب الحالي مرزوق العتيبي، حيث أكد أن مشكلته الأولى مع الاتحاد نفسية للغاية وأن سببها انتقاله إلى مدينة جدة وهو الذي لم يتعود الخروج والعيش بعيداً عن الرياض.

وفي نهاية الحديث أكد العويران أن فريقه الشباب سيعود قويا من خلال تصفيات كأس الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس، التي سيواجه في إطارها فريق الوحدات الأردني يوم الجمعة المقبل، وأنه سيكون حاضرا بقوة في الكأس السعودية وتعويض اخفاق الفريق في الدوري وفي كأس الأمير فيصل بن فهد.