اتحاد الكرة الأوروبي يجتمع اليوم للوقوف ضد عولمة اللعبة وسيطرة الأندية الكبيرة على النجوم

بعد 10 سنوات من إصدار قانون بوسمان الذي أحدث انقلابا في كرة القدم الأوروبية

TT

بعد حوالي عشر سنوات من اصدار قانون بوسمان الذي أحدث انقلابا في عالم كرة القدم الاوروبية حيث فتح الباب امام لاعبي الدول المشاركة في الاتحاد الاوروبي للتنقل من دون أي قيود، عاد الحديث عن سلبيات هذا القانون الذي قلص بنسبة 30 في المائة عدد اللاعبين الذين يلعبون من دولة واحدة في أندية بلادهم في أعلى درجات الدوري واضعف بالتالي منتخبات دول عريقة للعبة.

ويعقد الاتحاد الاوروبي اجتماعا هاما اليوم في مدينة تالين باستونيا، لبحث حلول جذرية للمشكلة التي تفجرت على الساحة في السنوات العشر الاخيرة، وتفعيل التوصيات التي خرج بها خبراء اللعبة في اجتماعهم الشهر الماضي في فرنسا. والقى كثيرون في انجلترا واسبانيا والمانيا باللوم على هذا القانون في قتل فرص اللاعبين المحليين للتواجد بين اندية الصفوة الشهيرة، وبالتالي ضعفت الخبرات وقلت المواهب في صفوف المنتخبات.

وكانت اندية مثل تشيلسي وآرسنال وليفربول الانجليزية وريال مدريد وبرشونة الاسبانيين وبايرن ميونيخ الالماني قد وجدت في قانون بوسمان فرصة لخطف افضل اللاعبين في العالم طالما انها تملك القدرات المالية.

وفي تحرك حثيث له من اجل وقف سيطرة اندية بعينها على نجوم اللعبة، وفتح المجال للاندية للاهتمام بناشئيها قرر الاتحاد الاوروبي لكرة القدم بدءا من الموسم 2006 ـ 2007 ان تضم قائمة أي ناد يشارك في دوري الابطال الاوروبي وكأس الاتحاد الاوروبي أربعة لاعبين على الاقل تتراوح أعمارهم بين 15 و21 عاما ممن ترعرعوا ضمن صفوف النادي أو أندية أخرى من الدولة نفسها لمدة لا تقل عن ثلاثة أعوام. وسيزيد العدد الى ستة لاعبين في الموسم التالي ثم الى ثمانية على الأكثر بحلول موسم 2008 ـ 2009 بمقتضى اتفاق بعد مؤتمر استضافته مدينة ليون الفرنسية لمسؤولي 51 اتحادا أعضاء الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الشهر الماضي.

وكان سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد اتهم الاندية الكبرى بالتجارة البشرية من خلال محاولاتها المحمومة لاستكشاف مواهب من الدول الأقل تقدما والتعاقد معها. وهذه «العولمة» المتزايدة تزيد مخاوف من تراجع قوة العلاقة بين الاندية وبين المشجعين المحليين. وكانت مباراة آرسنال مع كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الشهر الماضي قد اثارت القضية وطالب القائمون على كرة القدم من الاتحاد الاوروبي بسرعة تنفيذ برنامجه، إذ خاض آرسنال هذه المباراة من دون مشاركة اي لاعب بريطاني في صفوفه في سابقة في تاريخ الكرة الانجليزية، كما انها كانت المرة الاولى في تاريخ النادي اللندني وتحديدا منذ 119 عاما التي لم تتضمن قائمته الاساسية او من اللاعبين الاحتياطيين أي لاعب بريطاني. وسجل مدرب ارسنال الفرنسي ارسين فينغر 16 لاعبا، منهم 6 فرنسيين و3 إسبان وهولنديان ولاعب من كل من الكاميرون وساحل العاج والمانيا والبرازيل وسويسرا. كما يضم نادي تشيلسي متصدر الدوري الانجليزي ثلاثة لاعبين انجليز فقط في تشكيلته الاساسية، في حين لا يزيد الإسبان الاساسيين عن اربعة في صفوف ريال مدريد، كما ان ليفربول خاض آخر مبارياته بثلاثة لاعبين انجليز فقط في صفوفه. ويرى كريستر أولسن، الرئيس التنفيذي للاتحاد الأوروبي، ان البرنامج الذي وضع للمسابقات الاوروبية بهدف دفع الاندية للاعتماد على ابنائها قد يتسع ليشمل البطولات المحلية خلال المؤتمر السنوي للاتحادات المقرر اليوم. ويمثل الاتفاق أساسا محاولة من الاتحاد الاوروبي لايجاد طريقة للتحايل على قرار بوسمان لعام 1995 الذي ألغى القيود على عدد اللاعبين الاجانب (من دول الاتحاد الاوروبي) في كل فريق. ومنذ ذلك القرار والاندية الكبرى، تستعين بأعداد متناقصة من اللاعبين المحليين في تشكيل الفريق الاول.

وهذه «العولمة» المتزايدة تزيد مخاوف من تراجع قوة العلاقة بين الاندية وبين المشجعين المحليين، وهو ما سيضر بالمنتخبات الوطنية. وكانت إحصاءات لمباريات الدوري الالماني قد اظهرت في أحد الاسابيع ان أكثر من 60 في المائة من اللاعبين كانوا من الأجانب. ويرى ديفيد ديفيز المدير التنفيذي للاتحاد الاوروبي ان البرنامج المقترح للتقليص من الأجانب سيواجه معارضة من الاندية الكبيرة، وعلى الاجتماع السنوي للاتحاد الاوروبي اليوم حسم ذلك لصالح اللعبة.