ليفربول يقصي تشيلسي ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا بعد غياب 20 عاما

مورينهو يعرب عن حزنه ويرى أن الفريق الأفضل هو الذي خسر

TT

استعاد ليفربول أيام مجده بفوزه على تشيلسي 1ـ صفر على ملعب «انفيلد» في ليفربول وأمام 41 الف متفرج ليضمن مكانا له في المباراة النهائية لدوري ابطال اوروبا لكرة القدم التي ستقام في مدينة اسطنبول التركية يوم 25 مايو الحالي. وكان لقاء الذهاب بين الفريقين على ملعب تشيلسي قد انتهى بالتعادل السلبي. وهذا هو أول فوز يحققه ليفربول على تشيلسي في خمس مباريات تقابل فيها الفريقان الانجليزيان الموسم الحالي.

وعم الاحتفال مدينة ليفربول لانها المرة الاولى التي يبلغ فيها الفريق المباراة النهائية منذ 20 عاما. وبالتحديد بعد خسارته نهائي 1985 امام يوفنتوس الايطالي صفرـ1 على ملعب هيسل في بروكسل في 29 مايو عام 1985 والذي شهد مجزرة قبيل انطلاقها ذهب ضحيتها 39 شخصا معظمهم ايطاليون. كما هي المرة العاشرة التي يبلغ فيها ليفربول المباراة النهائية للمسابقة التي أحرز لقبها 4 مرات اعوام 1977 و1978 و1981 و1984 . وتابع ليفربول مشواره الناجح في المسابقة هذا الموسم في طريقه الى استعادة مجده القاري اواخر السبعينات ومطلع الثمانينات، وأضاف تشيلسي الى قائمة ضحاياه بعد باير ليفركوزن الالماني ويوفنتوس الايطالي وبات على بعد خطوة واحدة من إحراز اللقب للمرة الأولى منذ عام 1984 . في المقابل، خرج جوزيه مورينهو مدرب تشيلسي حزينا وقال «لقد خسر الفريق الافضل».

اما جيمي كاراغار قلب دفاع ليفربول الذي كان صخرة عنيدة أمام مهاجمي تشيلسي فقال «ان نجاحات الفريق السابقة وبينها الفوز بالبطولة الاوروبية أربع مرات تحققت في مناسبات شبيهة بهذه المباراة، ونأمل بحق استعادة الامجاد القديمة. نحن أمامنا مباراة اخرى علينا ان نستعد لها جيدا».

أما ستيفن جيرارد، قائد ليفربول، الذي مرر الكرة للاعب خط الوسط لويس غارسيا ليحرز هدف الفوز المثير للجدل في الدقيقة الرابعة، فقال «وصلنا للنهائي، وهذا أهم شيء سواء كان هدفا واضحا أم لا». ولم توضح الإعادة التلفزيونية ما اذا كانت كرة غارسيا تجاوزت خط المرمى أم لا قبل أن يبعدها المدافع وليام غالاس. وقال جيرارد «نشيد بتشيلسي فقد لعب بشكل جيد بحق ووضعنا تحت ضغط، فزنا على الأبطال لاول مرة من خمسة لقاءات». وأشاد الإسباني رافائيل بنيتيز، المدير الفني لليفربول، بأداء فريقه وبمساندة المشجعين، وقال انه فخور بالطريقة السريعة التي لعب بها اللاعبون لمدة 90 دقيقة في مباراة العودة في انفيلد بعد التعادل من دون أهداف في مباراة الذهاب بلندن.

وتابع «مع مساندة مشجعينا وسرعة اللاعبين تحقق الفوز. كانت المباراة صعبة وتشيلسي فريق رائع. فزنا لاننا لعبنا بجد حتى النهاية.. قلت ان جمهور ليفربول من أفضل المشجعين في انجلترا وبعد هذه المباراة أقول انهم الافضل في اوروبا». وقال مورينهو ان مشجعي ليفربول الذين كانوا يهتفون من البداية وحتى النهاية كانوا رائعين ولكن ربما أثروا على مراقب الخطوط الذي أشار باحتساب الهدف رغم أن لاعبيه شعروا بأن الكرة لم تتجاوز خط المرمى. واستطرد «شعرت بأن التشجيع كان رائعا. لم يؤثر على فريقي ولكن ربما أثر على آخرين وربما تدخل في النتيجة. لقد ارتكب حامل الراية خطأ (في اشارة الى السلوفاكي رومان سليسكو)». ومضى يقول «احضروا مراقب الخط واسألوه لماذا احتسب الهدف. لكي يحتسب الهدف يجب أن تكون الكرة داخل المرمى بنسبة مائة في المائة ويجب أن تكون متأكدا بنسبة مائة في المائة أنها هدف». وتابع «لقد خسر الفريق الأفضل وهذا أمر مؤكد. لم نكن نستحق الهزيمة ولكن كرة القدم تكون قاسية أحيانا. انا حزين للغاية لأننا هزمنا ولكن علينا أن نفهم أن هذه هي كرة القدم». واكد على انه فخور للغاية بلاعبيه. وقال «أتمنى من كل قلبي أن يفوز ليفربول بالبطولة».

وكان ليفربول قد ضرب أكثر من عصفور بحجر في هذا اللقاء فهو ثأر لخسارته امام تشيلسي 3 مرات من أصل 5 مباريات جمعت بينهما هذا الموسم (مرتان في الدوري بنتيجة واحدة صفرـ1 ومرة في نهائي كأس رابطة المحترفين 3ـ2 بعد وقت إضافي)، وحرمه من مواصلة مشواره نحو تحقيق الثلاثية بعد الدوري المحلي وكأس رابطة الاندية المحترفة.

كما عكر ليفربول احتفالات تشيلسي بلقب بطل الدوري المحلي الذي احرزه السبت الماضي للمرة الاولى في تاريخه منذ عام 1955، وحرمه من بلوغ اول نهائي في المسابقة الاوروبية حيث أخرجه من دور الاربعة للعام الثاني على التوالي بعد الاولى الموسم الماضي على يد موناكو الفرنسي، وحرم مدرب الأخير مورينهو من الاحتفاظ بالكأس الاوروبية بعدما قاد بورتو البرتغالي الموسم الماضي الى منصة التتويج. يذكر انها المرة الاولى التي يلتقي فيها فريقان انجليزيان في نصف نهائي البطولة الاوروبية.

وخاض تشيلسي المباراة في غياب مهاجمه الايرلندي داميان داف بسبب الاصابة، فيما لعب ليفربول من دون لاعبه الاسباني خابي الونسو بسبب الايقاف. وقدم ليفربول أحد أفضل مبارياته مؤكدا بالتالي عودته القوية الى الساحة الاوروبية وتعويض ما فاته في الدوري المحلي حيث يحتل المركز الخامس ويصارع جاره ايفرتون على المركز الرابع. وجاءت المباراة قوية بين الفريقين وكان ليفربول الطرف الافضل في بدايتها مستغلا تراجع لاعبي تشيلسي الى الدفاع، ومنح لويس غارسيا التقدم لليفربول في الدقيقة الرابعة بعد لعبة مشتركة رائعة بين النرويجي يون ارن ريسه والقائد ستيفن جيرارد الذي هيأ الكرة للتشيكي ميلان باروش فكسر مصيدة التسلل على حافة المنطقة ورفع الكرة فوق مواطنه بيتر تشيك حارس تشلسي فتهيأت امام لويس غارسيا الذي غمزها داخل المرمى برغم محاولة الفرنسي وليام غالاس إبعادها، بيد ان الحكم السلوفاكي لوبوس ميتشل احتسب الهدف.

وأشعل الهدف حماس لاعبي ليفربول الذين قاتلوا بشراسة ووقفوا سدا منيعا امام اندفاع لاعبي تشيلسي الذين سعوا للتعادل لكن من دون جدوى رغم التبديلات الهجومية التي اجراها مورينهو في الشوط الثاني. حتى الفرصة المثالية التي سنحت للايسلندي ايدور غودينسن عندما تهيأت أمامه الكرة على بعد 5 امتار من مرمى ليفربول فسددها بقوة بجوار القائم الأيمن في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع.