ممادو ندجاي نجم فريق كليبرس الأميركي لكرة السلة: سعيد باعتناقي الإسلام وأدين بالفضل لزميلي حكيم علوان

TT

في زيارة سريعة للسعودية، قام نجم كرة السلة الأميركي ولاعب نادي لوس انجليس كليبرس، ممادو ندجاي، بأداء فريضة العمرة وزيارة المدينة المنورة، وقبيل مغادرته خص «الشرق الأوسط» بحديث في جدة تطرق خلاله لبدايته مع كرة السلة حتى اصبح احد المع المشاهير على المستوى العالمي. كما تطرق لاعتناقه الإسلام واعتزازه بهذا الدين الحنيف، رغم انه تعرضه لبعض المضايقات وتم وصفه بالأسود في بداية اسلامه لكن بعد ان اصبح نجما لكرة السلة تغيرت طريقة التعامل. واعترف ندجاي بالخدمات الكبيرة التي تلقاها من زميله النجم العالمي حكيم علوان في تعليمه لأصول الإسلام وتحدث عن العديد من المفاجآت التي تعرض لها في اللعبة الشهيرة.

* كيف كانت بدايتك مع كرة السلة؟

ـ كانت بدايتي مع اللعبة قبل عشرة اعوام تقريباً، وبالتحديد في شهر سبتمبر عام 1995، وأرادت القدرة الالهية ان يشاهدني المستشار الفني للمنتخب القومي الأميركي، وانا في سن مبكرة، وتحديداً وانا في المرحلة الابتدائية، ولقامتي الطويلة اختارني أنا وأحد اصدقائي وتم منحنا ما يسمى بالانتداب التمهيدي للعبة كرة السلة في إحدى الولايات الأميركية المشهورة بتعليم اصول اللعبة بجانب الدراسة الى ان حصلت على درجة البكالوريوس في التجارة الدولية من جامعة اوفون.

* ما هو هدفك من ممارسة لعبة كرة السلة؟

ـ في البداية كان الهدف جني المال بطريقة آمنة وشرعية لأنني كنت اعيش في وضع صعب ووجدت ضالتي في اللعبة التي كنت أهواها وهي كرة السلة وفيما بعد اصبحت وظيفتي الرسمية.

* كيف ترى المنافسة في كرة السلة؟

ـ صعبة وقوية جداً وتحيط بها عدة أمور بطرق محببة، وانا ادعو الله ان يوفقني في النجاح في المهام المناطة بي في ميدان الكرة، وان اكون من الاوائل.

* ما هو أول فريق التحقت به؟

ـ التحقت بفريق دنفر ناجتس في ولاية كولورادو في موسم 1999 ـ 2000 ولعبت مباشرة في دوري رابطة كرة السلة الأميركية للمحترفين.

* بحكم شهرتك الكبيرة في الولايات المتحدة، من هم اللاعبون الذين زاملتهم في فرق أميركا؟

ـ لاعبو السلة جميعهم يتعارفون بحكم التنقلات بين الاندية في المواسم المخصصة لذلك. ومن اصدقائي شاكيل أونيل وكذلك حكيم علوان، بالاضافة الى بقية لاعبي الرابطة الأميركية لكرة السلة.

* كيف تجد علاقتك بحكيم علوان؟

ـ علاقتي به وطيدة كثيراً وقد قدم لي المزيد من الخدمات والمساعدات كونه مسلما مثلي، وهذا امر جميل للغاية.

* هل تقصد بالخدمات التي قدمها لك حكيم ما يتعلق بلعبة كرة السلة؟

ـ لا لم اقصد ما رميت له في سؤالك بل فيما يتعلق بأمور الاسلام، وهذا سر سعادتي الكبيرة والحمد لله.

* هل هناك لاعبون آخرون دخلوا الاسلام؟

ـ نعم، وأذكر منهم لاعبا من المشاهير، وهو من اصل فرنسي اعتنق الاسلام، وحدث ذلك في بداية التحاقي بفريق دنفر ناجتس وحول اسمه الى طارق عبد الواحد وهو يلعب في الوقت الحالي لفريق دالاس. وقد ساعدني ايضاً فيما يتعلق بالأمور الدينية، ووجود اسماء شهيرة على المستوى العالمي على غرار رابطة السلة الأميركية للمحترفين من اللاعبين المسلمين امر يدخل السعادة بالنسبة لي.

* ما هو شعورك عندما تعلم ان لك جماهير في البلدان الاسلامية تتابعك وتشجعك وهم يرون لاعبا بحجم شهرتك العالمية يعتنق دين الاسلام ويهتم به؟

ـ انا سعيد جداً لأجل ذلك، واتمنى ان اقدم شيئا يذكرني به المسلمون.

* ماذا تعني لك هذه الشهرة التي تمتد على مستوى العالم؟

ـ دعني اقول لك شيئا في داخلي اشعر به دوماً، وهو ان اكبر نعمة على الانسان عموماً هي ان يعتنق الاسلام، سواء كان عاملاً في مصنع او موظفا في مكتب او لاعبا مشهورا او خلافه، فليست الوظيفة ذات اهمية في الدين الاسلامي، فالأهم نعمة دخولنا في دين الحق الاسلام. وأتمنى ألا تعطوني مكانة أكبر من حجمي، فهناك الكثير ممن خدموا الاسلام بشكل اكبر مما اقوم به.

* هل تدعو للاسلام في أميركا بحكم شهرتك؟

ـ الاسلام يهتم بالأخلاق ويكفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدين المعاملة»، ولذلك انا اهتم كثيراً بمعاملتي مع الجميع لأنني مسلم واخلاقيات المسلم تجبر الجميع على احترامه وكذلك احترام ديانته. كذلك اسلوب حياتي الاسلامي له جانب خاص ويفرض على الجميع احترامه والإعجاب به وربما اعتناق الاسلام.

* هل يعني ذلك انك لا تجتهد للدعوة له؟

ـ أنا لا أضيع فرصة اجد فيها انني استطيع الدعوة للإسلام بكافة آدابه وبالتعامل الطيب او الكلمة الحسنة، أرى ان ذلك يدخل في الإخلاص بين المسلم وخالقه.

* تحدثت عن دعوتك للاسلام في أميركا بشكل عام فهلا تحدثت بشكلِ أدق؟

ـ انا لست تابعا لأي جمعية او هيئة خاصة بالدعوة للاسلام، ولكنني على يقين ان الفرد المسلم من الواجب عليه ان يقدم خدماته للدين بكل ما يستطيع. وحسب ما أعلم، فان المسلم إن صدر منه اي خطأ فيجب ان يحتفظ به لنفسه بعيدا عن اعين الناس بقدر ما يستطيع، وانا اقيس ذلك على افعال الخير وارى انه من الافضل ان لا يعلم بها احد سوى الله، وأرى ان ذلك من الاخلاص.

* ولكن قصدنا ان يتعظ بفعلك جميع المنتمين للدين الاسلامي؟

ـ لا أحبذ الحديث عن شخصي بهذه الطريقة وأفضل الحديث بشكل عام، ولن اضيع اي فرصة للدعوة للاسلام بكلمة طيبة او نصيحة او من خلال المطويات او اي وسيلة أرى انها مناسبة للدعوة للاسلام، سواء في الجامعة او في المجتمعات الرياضية، فهذا واجبي الطبيعي.

* هل تواجه مضايقات في بلدك لكونك مسلما؟

ـ وجدت بعض المضايقات في بداية مسيرتي الرياضية وفي الجامعة ايضاً حيث كانوا ينعتوني بالأسود لأنني مسلم، ولكن هذه المشكلة قديمة ولست المقصود بها تحديداً، ولكن بعد ان اصبحت لي رتبة كبيرة بين النجوم العالميين في كرة السلة، اللعبة صاحبة الشعبية الكبيرة في العالم والولايات المتحدة على وجه الخصوص، تبدلت الحال كثيراً وأصبحت من اللاعبين الأكثر جماهيرية عند الشعب الأميركي بكافة دياناته.

* هل تصاب بالضجر كونك قد تضايق من قبل بعض مواطنيك الأميركان لأنك مسلم؟

ـ لا اشعر بذلك اطلاقاً، فحتى وإن كانت هناك فئة قليلة تكره اسلامي فإن ذريتها بمن فيها من ابناء وأحفاد سيحبونني كثيراً وانا اثق بان الله سيقف معي وهو ما حصل بالفعل، فأنا في رتبة مميزة بين اللاعبين المحترفين وسأواصل مسيرتي في الاسلام.

* إذن انت تعاني من متاعب في أميركا؟

ـ انا وصفت لك بعض المشاكل البسيطة التي واجهتها في بداياتي، ولكن هذا لا يعني انها الصورة العامة، فهناك الكثير من الشعب الأميركي الذين يتعاملون معي بكل حب ولدي علاقات كبيرة جداً حتى مع غير المسلمين.

* الرياضيون في السعودية فوجئوا بزيارتك الهادئة فهل كنت متعمدا هذا؟

ـ زيارتي للأماكن المقدسة هي الثانية لي، وقد اتيت هنا لهدف معين، وهو ان ازور مكة والمدينة فقط ولم آت لغير ذلك.

* ألا تساورك فكرة ممارسة كرة السلة في السعودية؟

ـ سيكون ذلك في المستقبل والوقت المناسب بإذن الله ولن أضيعها.

* ولو تم ذلك فما هو الشيء الذي يجذبك لفعله؟

ـ لدي صديق في السعودية أخبرني عن برنامجه اليومي في شهر رمضان في السنة الماضية، فشرح لي كيف ان الحياة تتجه لديكم نحو الأعمال الاسلامية فمثلاً تدريب لاعبي كرة السلة يكون عقب اداء صلاة التراويح، وتكون بقية الفروض في وقتها، اضافة الى قرب مكة والمدينة، وهذا جانب جميل جداً وأسعى للتوجه للسعودية في الوقت المناسب.

* وكيف تمارس حياتك الدينية في بلدك أميركا؟

ـ لا توجد مشكلة لأي مسلم تجاه عبادته مع الله سواء في أميركا او غيرها. وفي أميركا أؤدي فريضتي الفجر والعشاء خارج المنزل من دون ان أجد اي إزعاج او مضايقة من اي شخص، كذلك الصلوات التي تصادف فترة العمل كالظهر والعصر والمغرب، فأنا أؤديها في عملي من دون اي مضايقة، كذلك الصيام والزكاة، والحج ايضاً، إذ تتوجه للبلاد المقدسة بكل راحة. وقد تعلمت ان الله يسهل امور الاسلام لمن يرغب فيه بكل إخلاص.

* ما هو آخر ناد تلعب له في الوقت الحالي؟

ـ فريق لوس انجليس كليبرس وأحمل القميص رقم 34، وقد انضممت له الصيف الماضي.