احتفالات سعودية بالتأهل للمونديال وبرنامج مكثف لإعداد المنتخب لنهائيات ألمانيا

أفراح إيرانية وهدايا للاعبي المنتخب لوصولهم لكأس العالم وحسرة كويتية ومطالب بإقالة اتحاد الكرة

TT

حجزت خمس دول بطاقاتها الى نهائيات كأس العالم المقبلة لكرة القدم التي تستضيفها المانيا عام 2006 وهي السعودية واليابان وايران وكوريا الجنوبية والارجنتين قبل عام تقريبا من انطلاق النهائيات.

وتنضم المانيا مستضيفة البطولة الى هؤلاء الخمسة بعد تأهلها تلقائيا للنهائيات التي تقام على ارضها.

وكانت القارة الاسيوية هي الاولى التي حسمت فرقها الاربعة المتأهلة مباشرة للنهائيات، وبقي مكان اخر سيتنافس عليه الفائز من اصحاب المراكز الثالثة مع رابع الكونكاكاف.

في السعودية انطلقت الجماهير للاحتفال بانجاز منتخبها الذي حجز مكانه بالنهائيات للمرة الرابعة على التوالي بعد الفوز الكبير على اوزبكستان 3 ـ صفر امام نحو سبعين الف متفرج في الجولة الخامسة قبل الاخيرة منافسات المجموعة الاسيوية الاولى، وجابت الجماهيرالشوارع الرئيسية بالسيارات حاملة الاعلام في مختلف المدن حتى منتصف ليلة اول من امس.

ورفعت السعودية رصيدها الى 11 نقطة بفارق نقطة واحدة امام كوريا الجنوبية التي كانت حجزت بطاقتها بفوزها على مضيفتها الكويت 4 ـ صفر ضمن نفس المجموعة.

وعقب الفوز الكبير اشاد الامير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بمدرب المنتخب السعودي الارجنتيني كالديرون واصفا إياه بأفضل المدربين الذين مروا على الكرة السعودية ومشيرا الى ان اتحاد الكرة سيعقد اجتماعا قريبا لوضع تصورات جديدة لشكل البرنامج الاعدادي للمونديال المقبل.

واوضح الامير سلطان بن فهد أنه ان الأوان للإعلام الرياضي السعودي ان يعترف بتعجله في إصدار آرائه بشان المدرب كالديرون في اعاقب التعاقد معه والخسارة في كأس الخليج، مشيرا الى انه طالب بمنح كالديرون المساحة الكافية للعمل حتى يحقق ما يريد.

وقال: اعتقد اننا وفقنا كثيرا في التعاقد مع هذا المدرب لقد نجح في بناء منتخب قوي تهابه كل منتخبات اسيا وسنكون في وضع فني قوي قبل ان ندخل معترك المنافسات العالمية.

واشار الامير سلطان بن فهد الى ان المنتخب السعودي سيخوض نحو 10 مباريات ودية دولية مع منتخبات كبرى للاعداد للمونديال المقبل.

من جانبه: اكد الامير عبد الله بن مساعد عضو شرف نادي الهلال ورئيسه السابق بان المنتخب السعودي مطالب بان يعيد اعتباره في المونديال المقبل ومتمنيا ان يقع في المجموعة التي تضم المنتخب الالماني ليرد الدين بعد الخسارة الشهيرة في مونديال 2002 الماضي (8 ـ صفر) ويكون الرد على ارضه وبين جماهيره الالمانية.

واشار الامير عبد الله بن مساعد الى ان التأهل يعتبر انجازا كبيرا للكرة السعودية لكن الاختبار الحقيقي هو الظهور بشكل قوي في نهائيات كأس العالم المقبلة وأهمية اعداد منتخب جيد لهذه المهمة.

وقال: نعم تأهلنا للمونديال ونحن نستحق ذلك وما قدمه اللاعبون يستحقون عليه الثناء، لكنني اتمنى ان يكون اعداد المنتخب السعودي بشكل ممتاز قبل ان تبدأ النهائيات.

ورأى مدرب المنتخب السعودي الارجنتيني كالديرون ان الاحتفال بالتأهل السعودي الى المونديال للمرة الرابعة على التوالي اهم في الوقت الحاضر من الحديث عن البرنامج الاعدادي الذي سيقدمه الى المسؤولين تأهبا لكأس العالم المقبلة.

وقال: أريد ان افرح بهذا الانجاز واستمتع معهم بتحقيق التأهل، وبعد ذلك سنفكر في البرنامج الزمني للاعداد فما زال امامنا عام كامل.

واكد ان المنتخب السعودي سيطر بشكل كامل على المباراة وكان افضل حالا من نظيره الاوزبكستاني مقدما شكره لكل اللاعبين على ما قدموه من امكانيات وقدرات.

من جهته قال سامي الجابر قائد المنتخب السعودي الذي سيحقق انجازا فريدا بالظهور للمرة الرابعة في المونديال اذا شارك مع الفريق بالمانيا «المشاركة في المونديال شرف كبير لكن الاهم هو انجاز المنتخب ومحاولة ان تكون مشاركته جديرة بالاحترام بين المنتخبات الابرز في المونديال».

واكد الجابر ان الفوز السعودي كان مستحقا لان الفريق كان الابرز والأفضل والأحق بالظفر ببطاقة التأهل الى كأس العالم مقدما شكره وتقديره للأمير عبد العزيز بن فهد الداعم الكبير للمنتخب السعودي.

وقال الجابر الذي حصل على جائزة افضل لاعب وحاز على سيارة هدية: الانجاز السعودي كبير جدا ونحمد الله عليه ونتمنى ان نظهر بالشكل اللائق في كأس العالم المقبلة.

وبعد الفوز السعودي على اوزبكستان اصبح رصيد الفريق 11 نقطة بفارق نقطة واحدة امام كوريا الجنوبية التي كانت حجزت بطاقتها بفوزها على مضيفتها الكويت 4 ـ صفر. وتنتظر الكويت مباراة مهمة في الجولة الاخيرة مع اوزبكستان لتحديد صاحب المركز الثالث وستخوض بالتالي مباراتي الملحق ضد البحرين ثالثة المجموعة الثانية لتحديد من سيتأهل منهما لمقابلة رابع تصفيات الكونكاكاف ذهابا وايابا ايضا.

غضب كويتي واحتفالات إيرانية وعلى النقيض خيم الحزن على الشارع الكروي الكويتي بعد الخسارة الثقيلة للمنتخب على ارضه امام كوريا الجنوبية باربعة اهداف نظيفة، وطالبت الجماهير اتحاد الكرة الكويتى بالاستقالة بعد الخسارة التي وصفتها بالفضيحة. وقال الشيخ احمد الفهد وزير الطاقة الرئيس السابق لاتحاد الكرة «ظروف المباراة كانت صعبة على الفريق الكويتي لانها جاءت بعد 4 ايام فقط من الخسارة امام المنتخب السعودي، ولم تكن هناك فرصة امام الجهاز الفني الجديد لتصحيح الاخطاء او لاخراج اللاعبين من الحالة النفسية السيئة». واضاف: حاول لاعبو الكويت مجاراة الفريق الكوري ولكن تسجيل الاخير لهدفين قتلت الروح لدى اللاعبين فاستسلموا للهزيمة في الشوط الثاني. واوضح الشيخ احمد الفهد ان الجميع يتحمل المسؤولية وطالب بعدم القسوة على اللاعبين، والعمل على التركيز في المباراة المهمة المقبلة امام اوزبكستان من اجل المنافسة على المقعد الخامس.

ومن جهته اوضح الشيخ احمد اليوسف رئيس اتحاد الكرة ان مجلس الادارة سيجتمع غدا لمناقشة كافة الامور الفنية والادارية التي تسببت في ظهور المنتخب الكويتي بهذه الحالة السيئة وان المجلس سيتخذ قرارات جريئة وحاسمة بعيدا عن المجاملة من اجل الاعداد للقاء اوزبكستان، وشكر الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني محمد ابراهيم الذي تولى المسؤولية لمباراة واحدة ، وقال ان تقديم استقالة جماعية ليس هو الحل لان المهمة لم تنته بعد. اما مدرب منتخب كوريا الجنوبية الهولندي جون بونفرير فقد اعرب عن سعادته لتحقيق الفوز والتاهل لكنه لم يكن يتوقع ان يكون الفوز بهذا العدد الكبير من الاهداف.

وفي ايران عمت الاحتفالات ارجاء البلاد بعد ان تأهل المنتخب لنهائيات كأس العالم اثر فوزه بهدف مقابل لاشيء على البحرين في طهران. وقالت صحيفة «ايران الرسمية» الاحتفال القومي الكبير... ايران تسهر طوال الليل». وقالت صحيفة محافظة «فخر وسعادة امة».

وانطلق ملايين من الايرانيين المولعين بكرة القدم خارج منازلهم للاحتفال بالفوز على البحرين الذي ضمن لبلادهم مكانا في النهائيات المقبلة. وهذه هي المرة الثالثة التي تصل فيها ايران لنهائيات كأس العالم. وفي مشاهد لم تعرفها ايران منذ فوز منتخبها على نظيره الأميركي في نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا رقص شبان وشابات وصفقوا على انغام الموسيقى كما اطلقت الالعاب النارية وابواق السيارات. كما تجرأت بعض النسوة لخلع اغطية الرأس لوقت قصير، لكن تردد ان بعض الاسلاميين ضربوا عددا من الشبان بالهراوات عندما ردد هؤلاء الشبان شعارات معادية لرجال الدين الحاكمين في البلاد.

وسمحت الشرطة لبعض النسوة بالانضمام لنحو 70 الف مشجع في استاد ازادي حيث اقيمت المباراة امام البحرين. وقد خففت القيود المفروضة على دخول النساء ملاعب الكرة تدريجيا خلال السنوات الاخيرة رغم ان الاستثناءات كانت محدودة واقتصرت على الرياضيات والصحافيات الرياضيات.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الايرانية فان هذه الاحتفالات حملت طابعا سياسيا ايضا اذ استغلها مؤيدو المرشحين الثمانية في توزيع مطبوعات دعائية لمرشحيهم بينما حمل بعض المحتفلين صورا لمرشحيهم المفضلين. وقالت وسائل اعلام حكومية ان الرئيس الايراني محمد خاتمي الذي حضر المباراة وبكى فرحا في نهايتها على ما يبدو كان وعد بتقديم سيارة قيمتها 13 الف دولار لكل لاعب في حالة تأهل الفريق للنهائيات.