الأمير سلطان بن فهد: المنتخب السعودي سيخوض 10 مباريات ودية .. الثلاث الأخيرة منها أمام أعرق الفرق العالمية الموسم المقبل سيكون استثنائيا وسيبدأ في 14 أغسطس المدرب الطموح أفضل من أصحاب الشهرة العالمية

كالديرون سيستمر مدربا للمنتخب والجابر قائدا للاعبين في مونديال 2006

TT

اعلن الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ان برنامج اعداد المنتخب السعودي لمونديال المانيا المقبل سيتضمن 10 مباريات ودية دولية، ستكون الثلاث الاخيرة منها ضد منتخبات قوية وعريقة.

واشار الأمير سلطان بن فهد، في المؤتمر الصحافي الذي عقده بقاعة المؤتمرات الكبرى بمجمع الأمير فيصل بن فهد الاولمبي في العاصمة الرياض، الى ان المنتخب السعودي سيبدأ بخوض 4 مباريات امام منتخبات متوسطة المستوى، تليها 3 مع منتخبات اقوي ثم سيختتم برنامجه بثلاث مباريات مع منتخبات عريقة، لاجل إظهار الكرة السعودية بالشكل اللائق قبل خوض مونديال المانيا المقبل، كما فعلنا قبل نهائيات كأس العالم عام 1994 في أميركا.

وقال: سنعمل على ان يكون المنتخب السعودي في أوج قوته قبل 9 يونيو (حزيران) 2006 موعد انطلاق المونديال. وكشف عن ان الموسم الكروي المقبل سيكون استثنائيا عن كل المواسم السابقة، لان الجهود ستكون مركزة على اعداد المنتخب بالشكل اللائق، وسيعمل اتحاد الكرة على الكشف عن برنامجه الاعدادي بعد 4 اسابيع من الان على اكثر تقدير.

ولم يؤكد الأمير سلطان بن فهد ما تردد أخيرا بشأن تلقي اتحاد الكرة السعودي دعوة رسمية من الاتحاد الياباني لكرة القدم، لاقامة دورة ودية دولية يشارك فيها منتخبا البلدين مع منتخبات اخرى في طوكيو. واكد ان الجهاز الفني للمنتخب هو المعني باختيار اللاعبين اصحاب الخبرة الذين سبق لهم المشاركة في نهائيات كأس العالم السابقة، ولن يتدخل الاتحاد في اختصاصاته.

واوضح الأمير سلطان بن فهد، أن الارجنتيني كالديرون سيستمر مدربا للمنتخب السعودي حتى المونديال، رافضا التكهنات بالاستعانة بمدرب عالمي يقود السعودية في كأس العالم. وقال: لن يقودنا في نهائيات كأس العالم المقبلة غير كالديرون، ونحن ضد مسمى مدرب عالمي، لاننا خضنا تجارب كثيرة حيال ذلك وسبق لنا ان تعاقدنا مع مدرب مغمور هو الارجنتيني خورخي سولاري في نهائيات كأس العالم 1994 بأميركا وحققنا نتائج ايجابية وبلغنا الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخ الكرة الخليجية، واذكر مثالا اخر هو أننا سبق ان استعنا بالعالمي كارلوس البرتو بيريرا في مونديال فرنسا 1998 وفشلنا في تحقيق الهدف المطلوب، رغم الشهرة الواسعة التي كان يحظى بها هذا المدرب.

واشار الى ان النهضة السعودية الرياضية تحققت من خلال مدربين غير معروفين، مثل المحلي خليل الزياني الذي استعنا به بعد ان تمت اقالة المدرب البرازيلي ماريو زاغالوا في كأس الخليج 1984 بمسقط ، وكان زاغالوا المدرب الاشهر على مستوى العالم في تلك الفترة، لكن حنكة وحكمة الأمير فيصل بن فهد كانت في مكانها، اذ كلف الزياني رغم انه لم يكن يملك في تلك الفترات أي رصيد من الخبرة التدريبية، وبدأت الانتصارات السعودية تتوالى وحققنا كأس اسيا وبلغنا اولمبياد لوس انجليس عام 1984.

وشدد على ان طموح المدرب اهم في تصوره من عالميته وشهرته، لذلك هناك ارتياح للتعامل مع كالديرون.

واكد الأمير سلطان ان سامي الجابر سيكون قائدا للمنتخب في المونديال، ردا على ما نقلته الصحافة على لسان الجابر بانه لا يعلم ما اذا كان سيشارك أم لا، ومشيرا الى ان كالديرون مقتنع بوجود الجابر قائدا للاعبين.

واعلن الأمير سلطان ان الموسم المقبل سيبدأ منتصف اغسطس (اب) المقبل، وسيكون استثنائيا. وقال «ان كلمة استثنائي تعني الكثير من التغيير، وهي تدرس حاليا وستعلن خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة، لانها حاليا في طور الدراسة». واشار الى ان الموسم المقبل سيبدأ بمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، التي ستستمر لمدة شهر واحد ويشارك فيها الجميع من كل الاعمار، خلافا لما كانت عليه في السابق محصورة بمن هم دون سن الثالثة والعشرين. وكشف ان الحكام السعوديين سيشاركون في قيادة مباريات في بطولتي ايطاليا وانجلترا في الموسم المقبل، من اجل تطوير مستواهم بموجب اتفاقيات وقعت في هذا الخصوص.

وبسؤاله عن رأيه في وجود متخصص نفسي في المنتخب السعودي، اعترف الأمير سلطان بن فهد بحساسية هذا الموضوع, وليس كل ما يصلح للاعب الاوروبي سينفع اللاعب السعودي، لوجود اعتبارات متعددة في مجتمعنا الرياضي، موضحا ان اتحاد الكرة يملك خبراء في هذا المجال من دون ان يكونوا متخصصين وشاركوا في استحقاقات سعودية كثيرة سابقة. وكشف عن المعاناة التي عاشها اتحاد الكرة السعودي عقب نكسة مونديال 2002 الماضية، لكن الاتحاد كان شجاعا في مواجهة المسؤولية وتحمل تبعات الخسارة فكان ذلك البداية الحقيقية لاصلاح الوضع الكروي السعودي.

واضاف: «نحن بشر نصيب ونخطئ والمتميز هو من يستفيد من خطئه. واعتقد اننا فعلنا عقب مونديال 2002 ومثل هذه النكسة لن تتكرر اطلاقا». واوضح انه لا توجد نية حاليا بشأن رفع الإيقاف عن اللاعبين السعوديين والرياضيين عموما بعد التأهل الى المونديال، موضحا ان ذلك لم يدرس وربما يحدث في فترة مقبلة اذا رأت اللجنة الاولمبية السعودية ذلك مفيدا، كاشفا في الوقت ذاته عن وجود توجه بشأن لجنة تفض المنازعات بين الاندية ستعتمد في الفترة المقبلة القريبة جدا، موضحا ان هذه اللجنة ستكون ملائمة لمجتمعنا الرياضي السعودي. واشار الى ان هناك تفاهما وتناغما كبيرين يسيران بشكل متميز بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة المالية، بشأن المطالبات المستمرة بتوفير اعلى دعم مالي للرياضة السعودية، موضحا ان الاجتماعات الاخيرة تؤكد ان التفاهم موجود بين الطرفين.

وقال: «لا انسى هنا ان اتحدث عن رجال الاعمال ودور رؤساء الاندية السعودية في دعم الرياضة السعودية ومنتخباتها بجميع فئاتها، واعتقد انها مشكورة على ذلك وتستحق كل التقدير والاحترام، واعتقد ان ما حدث أخيرا من تعاون والتفاف حول المنتخب السعودي الاول لكرة القدم كان طبيعيا وان هذا الدور سيتفاعل كثيرا في السنوات الثلاث المقبلة».

ووصف الأمير سلطان بن فهد مواجهة كوريا الجنوبية، التي جرت في الدمام في 25 مارس (اذار) الماضي، في اطار الجولة الثانية من تصفيات الدور الثاني الحاسم المؤهل لمونديال المانيا، بالمنعطف الاصعب للمنتخب السعودي، موضحا ان فوز الاخير على كوريا الجنوبية في هذه المباراة بهدفين من دون مقابل منح السعودية زخما معنويا هائلا لا يقدر بثمن.

واضاف:« بعد هذه المباراة ايقنت تماما اننا سنتأهل الى كأس العالم، لذا كانت معنوياتنا عالية جدا بعد هذه المباراة وحققنا 10 نقاط من اصل 12 نقطة وهذا سر من اسرار تفوقنا في هذه التصفيات».

وشدد على ان اتحاد الكرة السعودي ليس اتحاد بيانات، كما يفعل الاخرون، موضحا ان التعادل مع أوزبكستان كان غير مستحق لنا وكنا الاحق بالفوز، فلم يحتسب لمنتخب السعودية هدف صحيح، لأن حكم المباراة الغى الهدف ليس تعمدا وإنما نتيجة خطأ وقع فيه.

وقال: «بعد حادثة الالغاء وعقب التعادل لم نعلق شماعة التعادل على هذا الحكم، بل ناقشنا انفسنا والاخطاء التي وقعنا فيها رغم ان الحكم لم ينجح في اختيار القرار الصحيح ولم نسع الى الاحتجاج او اصدار البيانات، بل كنا واقعيين وعرفنا انه خطأ حكم وهو بشر ومعرض لذلك وكان يمكن لنا ان نجعلها سببا في خسارتنا ثلاث نقاط لكننا كنا نفكر بطريقة اخرى وبعقلية ناضجة متميزة وراقية جدا، وهذا سر الفرق بيننا وبين الاخرين».

واوضح الأمير سلطان بن فهد ان زياراته للمنتخب السعودي قبيل المباريات الحاسمة تعود الى 14 عاما، وبالتحديد في كأس امم اسيا عام 1992 في اليابان، مشددا على انه يشعر براحة نفسية كبيرة عندما يزور اللاعبين ويتحادث معهم ويكشفون له عما يدور في اذهانهم من مشاكل وعوائق.

وقال: «احب هذه الطريقة واسعى الى تفعيلها دائما واجد اللاعبين يحبونها ويحرصون عليها واحبذ الاجتماعات المغلقة معهم وارفض ان ازورهم قبل المباراة بيوم واحد فقط ، لان ذلك مدعاة لزيادة الاضطراب النفسي لديهم».