سورية تهزم إيطاليا وتقترب من الدور الثاني لمونديال الشباب

النتائج الجيدة للفريق تنعش المقاهي وتغضب المنازل

TT

تيلبورغ (هولندا) ـ دمشق ـ أ.ف.ب: خطا المنتخب السوري خطوة كبيرة نحو الدور الثاني بفوزه الثمين على نظيره الايطالي 2 ـ1 في ختام الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة لبطولة العالم الخامسة عشرة لكرة القدم للشباب (تحت 20 عاما).

وسجل عبد الحسين في الدقيقة 37 ومحمد الحموي (70) هدفي سورية، وكودا (73) هدف ايطاليا. وكانت كولومبيا قد تغلبت على كندا 2 ـ صفر ضمن المجموعة ذاتها وبلغت الدور الثاني، وهو الفوز الاول لسورية بعد تعادلها مع كندا في الجولة الاولى فرفعت رصيدها الى 4 نقاط في المركز الثاني بفارق نقطتين خلف كولومبيا المتصدرة و3 نقاط امام كندا الثالثة، فيما خرجت ايطاليا خالية الوفاض بتلقيها الخسارة الثانية على التوالي وبقيت من دون رصيد.

وبات المنتخب السوري يحتاج الى نقطة واحدة في مباراته الاخيرة ضد كولومبيا غدا وان كانت هذه النتيجة ترشحه للتأهل بين احسن الثوالث. وبلغت هولندا الدور الثاني بتغلبها على استراليا 3 ـ صفر في ختام الجولة الثانية من منافسات المجموعة الاولى، وكانت بنين قد تعادلت مع اليابان 1ـ1، وهو الفوز الثاني على التوالي لهولندا بعد الاول على اليابان 2 ـ1 في المباراة الاولى، فعززت موقعها في الصدارة برصيد 6 نقاط.

كما فازت كوريا الجنوبية على نيجيريا 2 ـ1 في المجموعة السادسة، وكانت البرازيل حاملة اللقب قد تغلبت على سويسرا 1ـ صفر ضمن المجموعة ذاتها، وهو الفوز الاول لكوريا الجنوبية بعد خسارتها امام سويسرا 1ـ 2 في الجولة الاولى فصعدت الى المركز الثاني برصيد 3 نقاط بفارق الاهداف امام سويسرا وبفارق نقطة واحدة خلف البرازيل المتصدرة، فيما تراجعت نيجيريا الى المركز الاخير برصيد نقطة واحدة من تعادلها السلبي مع البرازيل.

من جهة اخرى عكست نتائج الفريق السوري حالة من الفرح في الشارع السوري الرياضي، فظهر الانتعاش في المقاهي قباله غضب في المنازل.

وانطبق المثل القائل «رب ضارة نافعة» مع غياب التلفزيون السوري عن نقل مباريات البطولة بعد ان رفضت الشركة المحتكرة لحقوق النقل الفضائي بيع حقوق النقل الارضي لسورية ومصر والمغرب المشاركة في المونديال وذلك لزيادة عدد مشتركيها. ولم يكن امام البعض من عشاق الكرة المجنونة سوى الرضوخ للامر الواقع والاشتراك في القناة الفضائية التي تنقل مباريات البطولة لقاء دفع مبلغ شهري قدره 425 ليرة (نحو 8 دولارات) ليرتفع عدد المشتركين الى رقم كبير وهو ما اكده احد العاملين في تركيب الاطباق اللاقطة والذي يعمل وسيطا مع عشرات المندوبين الاخرين لتأمين اشتراكات في هذه القناة.

وقال مفضلا عدم ذكر اسمه «كان عدد المشتركين عندي لا يزيد عن 100 مشترك، لكنه تضاعف أخيرا بشكل كبير ووصل الى نحو 1500 مشترك، لمتابعة مباريات سورية في مونديال هولندا».

ووجدت الغالبية العظمى من العائلات السورية، حتى تلك التي لا تستهويها كرة القدم، نفسها عاجزة عن الدفع والاشتراك، فقد اعلنت عن غضبها بسبب تزامن مباريات البطولة مع الامتحانات الجامعية والشهادتين الاعدادية والثانوية وانشغال اولادهم من الطلاب في الامتحانات ورغبتهم في الوقت ذاته بمتابعة مباريات «منتخب الوطن».

وامام ذلك لجأ اصحاب المطاعم والمقاهي في سورية الى تنفيذ فكرة اكسبتهم مبالغ كبيرة جدا عندما اعلنوا عن تخصيص شاشات عملاقة لنقل مباريات مونديال الشباب بعد اشتراكهم بالطبع في القناة الفضائية الناقلة للمباريات، وبات التزاحم شديدا الى حد حجز الاماكن مبكرا كما في الحفلات حتى ان احد المطاعم الذي لا يتسع لاكثر من 200 شخص امتلأ بأكثر من الف متفرج واضطر للاستعانة برجال الشرطة لابعاد الالاف الذين تجمهروا في الشارع ولم يجدوا اماكن لهم.

والطريف في الامر ان كلفة حضور المباراة في هذه المقاهي والمطاعم وصلت الى نحو 250 ليرة (5 دولارات) للشخص الواحد يضاف اليها ما سيدفعه ثمنا للمشروبات.

في المقابل، تضاعفت معاناة اهالي الطلاب عندما اكتشفوا ان اولادهم وجدوا في هذه المباريات فرصة مناسبة للهروب من منازلهم تحت حجة الدراسة في منازل رفاقهم لكنهم كانوا يتوجهون الى المقاهي لـ«دراسة كرة القدم بطريقة المرئي والمسموع».