كالديرون مدرب المنتخب السعودي: أكره تشاؤم الصحافة.. والصداقة والتفاهم أسلوب علاقاتي مع اللاعبين

قال لـ«الشرق الأوسط»: أنا أرجنتيني أحمل الجنسية الإسبانية وأشعر بالانتماء لجميع دول العالم

TT

بعد نجاحه في قيادة المنتخب السعودي الى حجز بطاقة التأهل لمونديال 2006، فضل المدير الفني للمنتخب السعودي، الأرجنتيني غابريل كالديرون ان تكون احاديثه بعيدا عن اجواء كرة القدم، وخص «الشرق الأوسط» بلقاء تحدث فيه عن رحلته الانسانية، لكنه لم يستطع الابتعاد عن كرة القدم التي جذبت اطراف الحديث حتى وإن تعمد الابتعاد عنها.

* تردد أنك إسباني ولست أرجنتينيا؟

ـ أنا أرجنتيني، وأحمل الجنسية الإسبانية أيضا، كل ما يفصل بين بلد وآخر هو حدود وهمية، لذا أعتبر نفسي مواطنا أنتمي إلى جميع دول العالم.

* ولدت في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، ماذا تمثل لك مدينتك؟

ـ هي مسقط رأسي، فجميع أفراد عائلتي يقطنون هناك إلى جانب أعز أصدقائي، ولكن يؤسفني الحال التي آلت إليها الأمور هناك من فقر وانتشار للبطالة ومستوى اقتصادي مترد.

* يقال إن تحصيلك العلمي متدنّ ولم تحصل على شهادات عليا.. هل هذا صحيح؟

ـ لا إطلاقا، كنت مجتهدا وأتممت دراستي الثانوية لكنني كنت أعمل أثناء الدراسة، واحترفت كرة القدم وأنا في السابعة عشرة، وهذا سبب عدم قدرتي على الالتحاق بالجامعة، إلا أنني عوضت ذلك عن طريق الالتحاق بدورات متعددة في العلاقات العامة والإلقاء التلفزيوني والإذاعي، ودورات معلوماتية متنوعة طوال السنوات الأولى من حياتي العملية.

* هل تعتبر نفسك محظوظا؟

ـ في اعتقادي ان أي إنسان يتمتع بصحة جيدة هو شخص محظوظ.. أنا راض تماما عن نفسي، وأقود منتخبا يعد أحد أفضل المنتخبات في آسيا، واستطعنا الوصول مبكرا لمونديال المانيا، وهذا أمر يبعث بداخلي على الفخر والسرور.

* قبل أن تصبح محاضرا في الفيفا ثم مدربا للمنتخب السعودي، ماذا كنت تعمل؟

ـ عملت مذيعا تلفزيونيا ومقدم برامج في الإذاعة ومعلقا كذلك. وجميع الأعمال التي قمت بها كانت تتمحور حول كرة القدم.

* ماذا كانت تمثل لك السعودية قبل مجيئك؟

ـ كنت أعلم أن جميع الدول العربية تنتمي لثقافة واحدة وتحمل نفس الهوية والعادات والتقاليد، وأن السعودية هي أكثرها محافظة وخصوصية.

* يقال إنك تعاني من ضرر الصحافة في السعودية، لماذا؟

ـ لا أخاف من الصحافة إذا كانت صادقة! إلا أن البعض يثير المشاكل ويوقع بالآخرين، وهذا ما لا أقبله. يجب أن تكون الصحافة عنصرا مساندا وتدفعنا نحو الأفضل بحيث تنقل الحقيقة بعيدا عن التزييف والبحث عن الإثارة السلبية التي لا تتسبب سوى في المشاكل وتثيرنا، ونحن نعمل يدا واحدة في المنتخب.

* هل تكره الصحافة لأنك تكره النقد؟

ـ احترم كل الآراء وكل النقد، شريطة أن يكون موضوعيا ومحترما، لقد سألني صحافي بعد مواجهة منتخب البحرين في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي في «خليجي 17» بالدوحة وخسرنا خلالها بثلاثية، كيف سيكون شعوري في حالة إلغاء عقدي! فهل هذا سؤال مقبول! في تصوري ان هذا الصحافي كان بعيدا علن اللياقة معي، فكيف يقيلني اتحاد الكرة السعودي، وأنا لم أتسلم عملي بعد؟ او على الاقل لم اتسلم عملي سوى قبل انطلاق بطولة كأس الخليج بعشرة ايام فقط! مثل هذه الأسئلة تجعلك تستغرب وتتعمق في التفكير عن أهدافهم.

* إذن أنت تشكو من قلة الدعم من جانب الصحافة؟

ـ غير صحيح، فهناك صحافيون أمناء وموضوعيون ويدعمونني بشكل كبير وأحب الاستماع لآرائهم واقتراحاتهم.

* بعض المدربين يفضلون الحديث مع الصحافة ومنحها تصاريح نارية من وقت لآخر، ما رأيك في هؤلاء؟

ـ لا أتبع هذا الأسلوب، فهناك مدربون يلجأون إلى إطلاق تصاريح لغرض الشهرة، إلا أن ذلك لن يضيف لهم بل على العكس قد يعجل برحيلهم. نجاح المدرب مرتبط بأدائه داخل الملعب وليس بعدد التصاريح التي تملأ وسائل الإعلام.

* طالتك موجة انتقاد كبرى بسب تصريحك بتفوق مستوى منتخب كوريا الجنوبية على السعودية قبل ان يلتقيا في 25 مارس (آذار) الماضي في الجولة الثانية من تصفيات الدور الثاني الحاسم المؤهل لمونديال المانيا المقبل، ما الذي أردت بالتحديد إيصاله، ولم يتم فهمه بالشكل الصحيح؟

ـ المنطق يقول ذلك، كوريا الجنوبية كانت الرابعة في مونديال 2002، أما السعودية فخرجت من الدور الأول ودخل مرماها 12 هدفا. لا يمكن بناء نتيجة مباراة على تاريخ الفريقين، وذلك ينطبق على كوريا في مونديال 2002 عندما واجهت ايطاليا التي تفوقها تاريخيا، إلا أن كوريا استطاعت إقصاءها من المونديال.

* هل أنت مستعد للنقد الذي سيطالك في حالة إخفاق السعودية في كأس العالم؟

ـ أتعجب من هذا السؤال، لماذا تتوقعون الأسوأ، ولا تتفاءلون بتحقيق نتائج إيجابية، بقي عام كامل على المونديال، ونحن سنعد المنتخب في أفضل حال وسنعمل ما بوسعنا لنقدم صورة ممتازة عن الكرة السعودية وتصحيح ما حدث في اليابان وكوريا الجنوبية.

* إذن أنت قادر على اكتساح المنتخبات الكبرى في كأس العالم؟ ـ أنا أحترم الخصم وألعب على هذا الأساس.. هذه فلسفتي في مواجهة خصمي، من الغباء أن نتنبأ بالدور الذي سنصل إليه أو أي المنتخبات سنكتسح، لدي فلسفة تحكم حياتي وهي أن الماضي تاريخ والحاضر هدية والمستقبل غموض وأنا أعمل في اطار هذه الفلسفة.

* يريد السعوديون رد اعتبار خسارتهم أمام المانيا في مونديال 2002 بالوصول الى أدوار متقدمة، هل أنت قادر على خوض هذا التحدي؟

ـ رد الاعتبار في ألمانيا الذي نسعى إليه هو وضع الكرة السعودية في أعلى مرتبة من خلال أداء متميز ونتائج مشرفة.. هذا اولا، أنا لا أحب هذه المصطلحات ـ الحديث عن الانتقام والثأر في كرة القدم غير موجود، نحن نحاول ان نعلن أمام الملأ اننا حاضرون في كأس العالم، وهذا الحضور يجب ان يكون ايجابيا.

* ماذا أضاف لك عملك كمحاضر في الفيفا؟

ـ أضاف لي الكثير، فعندما تذهب الى أي مكان في العالم لتدريب المدربين المبتدئين او تحليل المباريات وتقديمها بصورة عالية جدا تكون الفائدة بالنسبة لك كبيرة جدا. عندما تذهب الى الفيفا تقف مع هامات كبرى في مجال كرة القدم وتتناقش معهم في امور كثيرة تخص الكرة وأحوالها الفنية والنفسية، لذا ارى أن عملي في هذا المجال اضاف لي الكثير والكثير جدا.

* هل تعتقد ان لديك الخبرة الكافية في التعامل مع المنتخبات التي ستواجه السعودية في المونديال؟

ـ لدي خبرة واسعة في المونديالات.. شاركت في نهائيات كأس العالم لاعبا ثلاث مرات أعوام 1982 و1986 و1990 بالإضافة إلى المشاركة في نهائيات كأس العالم على مستوى الشباب مرتين، وخضت نحو 18 مباراة، من بينها 11 مباراة على مستوى مونديال الكبار و7 مباريات على مستوى فئة الشباب، وعشت اجواء كبرى في هذه المنافسات وتحت رعاية مدربين كبار ولاعبين متميزين.

* لعبت جنبا إلى جنب مع أسطورة كرة القدم الأرجنتينية مارادونا، بماذا تشعر عندما تراه الآن؟

ـ شعرت بالأسى عندما تدهورت حالته الصحية، اما الآن فالوضع اختلف فهو يتحسن ويستجيب لبرنامج العلاج والحمية وأنا سعيد بذلك.. هذا الرجل يحمل قلوب كل الأرجنتينيين.

* كيف كان يبدو خارج الملعب؟

ـ كان إنسانا بسيطا ومتلائما مع زملائه وصديقا رائعا ولديه روح نكتة، وكان لاعبا يحب الخير لزملائه ويطالب بحقوقهم قبل ان يطالب بحقوقه، وهو أمر قل ما تجده في لاعبين آخرين.

* هل تحلم بأن تدخل التاريخ وتكسب شهرة واسعة كشهرته؟

ـ أحب أن أكون مشهورا بإنجازاتي، أما مارادونا فإلى جانب ذلك كان إنسانا مثيرا للاهتمام وحياته الشخصية أرض خصبة للصحافيين الذين يملأون موادهم بقصصه ومغامراته.. لقد عانى كثيرا من تسليط الضوء على حياته الخاصة أكثر من المهنية.