بدلاء الإنترناسيونالي يريدون إثبات وجودهم في غياب الكبار

يعترفون بأن النصر دلالة على الثقة

TT

يوجد اللاعب البرازيلي أدريانو الآن في ألمانيا مع منتخب بلاده، فيما يوجد اللاعب فييري على المدرّج بسبب الاصابة العضلية، والفارو ريكوبا منذ فترة خارج اللعب بسبب عملية في الكاحل، إلاّ أنّ الانترناسيونالي استطاع تشكيل فريق هجوم على مستوى عالمي (خوليو ريكاردو كرو، وأوبافيمي مارتينيز).

وهذه الاسماء جزء من نتاج (فئة الشباب) في الانترناسيونالي، وهي تشكيلة مميزة، ومتكاملة، لا تمسها شائبة، إلاّ أنّ منطق السوق قد يؤثر عليها، فالجاردينيرو مهاجم أسس نفسه بعيداً عن ملاعب الشهرة، وعرف كيف يفرض نفسه فقط من خلال شخصيّته ولعبه، واليوم، يستطيع أن يقول وهو معتد بنفسه، إنه مدعوم فقط من مهارته العالية، وقد أظهر ذلك تحديداً في هذا الموسم الذي قضاه في الغالب بين الاحتياطيين، ولم يكن أبداً سبباً في مشكلة ما، غير أنه عندما كان يُستدعى كان دائماً مستعداً و ذا عزيمة قوية والجميع في الانترناسيونالي يعرف أن مشاركته في اللعب مهمة جدا وأهدافه ضد الفريق الخصم دائما ما تكون فاعلة وثقيلة، ومنذ وصل إلى ميلانو، هزم فريق اليوفنتوس (الذي كان لا يُمس)، ويعود الفضل لضرباته الدقيقة، وهذا الأمر أتوماتيكياً جعله محبوبا لجماهير الانترناسيونالي، ولكن جوليو يعرف ايضا كيف يكون محبوباً حتى خارج الملعب. فهو مهذب وعلى خلق، وقد ترك ذكرا جيدا له حيثما ذهب، حتى يومنا هذا يستقبلونه في بولونيا كصديق قديم، ويذكرونه بأنه كان دوما مستعدا، ومبتسما، ومتواضعا، ويقولون إنه في أحد الاحتفالات التي أقامتها المدرسة حيث يدرس ابنه، والتي كان هو حاضراً فيها، هبّت عاصفة شديدة، وكان الاحتفال خارج المبنى، فكان هو واحدا من الذين عملوا على إدخال الطاولات، والمقاعد، وغيرها إلى حرم المدرسة، وانتهى به الأمر مبللاً كالصوص الصغير، وكان ذلك على مرأى من المعلمات المندهشات، ورغم أن الموقف صغير وبسيط، إلاّ أنه يساعد على فهم الرجل كروز.

أمّا أوبافيمي فقد أصبح، بغير جدال، معشوق الشباب النيجيريين، لقد حقق النجاح: حين وصل إلى إيطاليا شاباً يافعاً، وعرف كيف يدخل إلى ناد كبير، والآن يحلم أن يصبح أيضا الرمز، إنه الجوهرة الأخيرة في فئة الشباب في فريق الانترناسيونالي حتى أن ماسيمو موراني كان يذهب ويتابعه، ويقول اللاعب المقبل من لاغوس إن ادريانو كان رائعا في روما، وبشأن الأمور الأخرى، فقد وعدني أنه سوف يلعب مباراة عظيمة في الاوليمبيك، انه رجل يلتزم بوعوده ويؤسفني كثيراً أنه لم يكن معنا في المباراة الثانية، وأعلم أنه يتألم كثيراً لهذا، وقد جاء دوري أنا وجوليو لنتمم العمل، وبالفعل بذلنا قصارى جهدنا حتى الثانية الأخيرة من المباراة حتى تحقق النصر وظفرنا بالكأس.

ولأن كلام أوبا ليس من فراغ، بدليل أنه هداف البطولة لفريق الانترناسيونالي بستة اهداف (ثلاثة في بولونيا، وواحد في أتلانتا، واثنان في كالياري)، وإذا ما جُمعت أهدافه، فهو فقط خلف أدريانو الذي احرز (28 هدفا): فقد احرز 22 هدفا، بما فيهم الـ 11 هدفا التي احرزها في الدوري، والـ 5 أهداف في كأس ابطال اوروبا. يتابع مارتينس حديثه، ويقول: «عندي رغبة شديدة في الوصول لمستوى المحترف الاول في فريق الانترناسيونالي وفي هذا النهائي كنت أحلم بـ ملعبٍ يعجُّ بالمشجّعين، وتحقق املي فقد امتلأ سان ريمو، أؤكّد لكم، أنها من الأشياء الأكثر جمالاً في العالم.

ويؤكد كروز على أنه يسود جوٌّ عال من التركيز في الحفاظ على معنويات عالية، لتحاشي حدوث سخرية فظيعة. ويشرح الأرجنتيني لأنّ لدى روما لاعبين ذوي مستوى عالٍ، ولا يُستهان بهم، ونحن ندرك أن فريق روما قد أحرز تقدّما واضحاً، ولكننا كنا نطمع في النصر الذي يُعطي الثقة.

والمبررات التي يقدمها كروز هي مبررات شخصيّة جداً حيث يقول: «فزت خلال مسيرتي الكروية في الأرجنتين، وفي هولندا (بانفيلد، وريفر بلات، وفينوورد) ولكن ينقصني الفوز في إيطاليا، فتحقيق الفوز أمر مهم في نادٍ عظيم كالإنتر، لأنه يترك أثراً كبيراً في سيرة اللاعب. بعد يوفنتوس جاء دور الانترناسيونالي. فقد أنهى أدريانو غالياني مهمته في تتويج الألقاب بصفته رئيس رابطة الأندية الإيطالية بتتويج الانترناسيونالي بطلا لكأس إيطاليا بعد أن كان قد توج يوفنتوس بلقب الدوري من قبل.

وهذان اللقبان لهما وزن وقيمة مختلفة تماما، وكلاهما يشير إلى شيء إيجابي في الفريق الذي فاز بأحدهما بعد 10 أشهر من العمل الجاد، وصفق ماسيمو موراتي في لحظة تتويج فريقه، وكانت الجماهير تردد عبارة: «غالياني أعطنا الكأس، غالياني أعطنا الكأس»، فنزل رئيس رابطة الأندية الإيطالية ونائب رئيس نادي ميلان إلى أرض ملعب سان سيرو وسلَم كأس إيطاليا لكابتن فريق الانترناسيونالي، فكان آخر ألقاب هذا الموسم من نصيب فريق ماسيمو موراتي، ولن يكون من العدل الحديث عن موراتي من دون إعجاب فقد تجرع الصبر وبقي ينتظر الامل الذي يبقي فريقه في قائمة ابطال موسم ( 2004 2005/م) ليتخلص من كابوس ضياع بطولة الدوري التي ذهبت لفريق اليوفنتوس، وبالتأكيد هو يستحق ذلك مثلما يستحق الانترناسيونالي كأس ايطاليا، ولكن البطولة الأولى هي الأكثر رغبة لدى جماهير الناديين، وتزيد لو تحققت الاثنتان معا. فالكثير من خيبات الآمال، والكثير من الأوهام في الماضي لم تجعل فاكيتي يثق بفريقه في الأشهر الأخيرة. فبالنسبة اليه الفرص الحقيقية التي ضاعت بشكل نهائي للعودة الى المنافسة على لقب الدوري كانت في أول شهرين، من ثم المباراتان اللتان لعبهما فريقه ضد الميلان ضمن دوري أبطال اوروبا، ففي المحصلة فريق الانترناسيونالي طلب من مدربه قفزة نوعية على المستوى التفكيري، وليس فقط على مستوى اللعب، فالانتر أراد نتائج ملموسة في الأوقات الحاسمة.

ففي الأحد الماضي والأمس وصلت الانترناسيونالي الاجابات المناسبة لطلباته. فبعد ست سنوات، وبإشراف عدة مدربين، وجد أخيراً الانترناسيونالي الطريق الصحيح حتى وان لم تكن كأس ايطاليا كافية لإرواء عطش الانترناسيونالي لبطولة الدوري (فهو لم يفز بها منذ 16 عاماً ) وايضاً لبطولة دوري أبطال اوروبا التي فاز بها آخر مرة عام 1965م ولكن هذه البطولة (بطولة كأس ايطاليا) لم يفز بها الانترناسيونالي سوى عام 1982، فهذه البطولة هي الحجر الذي (ستؤسس عليه الانتصارات التالية)، هكذا كرروا في أكثر من مناسبة خلال هذه الأسابيع وايضاً بالنسبة لكل اللاعبين .

، فموراتي مقتنع بأنه سيتم تأسيس الانترناسيونالي حاليا،ً وفي المستقبل معتمداً على اسمين هما: روبيرتو مانشيني وادريانو ليتي ريبيرو. هل يعتبر سوء الفهم من الماضي؟ فموراتي شرح الأمر لمانشيني وادريانو، يمكن بشكل حاسم أكثر مع المدرب الذي أعطى مسبقاً اشارة هامة، فوراً بعد بطولة الدوري الأخيرة عندما اعترف قائلاً: «بأنه يجب أن تعيد النظر في العلاقات الشخصية مع اللاعبين».