فرانشيسكو توتي يتنفس الندم ببطء على البقاء في روما حتى 2010

سيرسي كوزمي مدرب جنوى: كونتي أكثر السعداء حظا ولكنه أقيل بـ«المرتبة الرابعة»

TT

ظهر اللاعب الانيق (توتي) في مساء زفافه وكأنه بلا هموم أو مشاكل، غير أن الواقع غير ذلك بكثير، وفي النهاية لم يبق سوى الغضب عند فرانشيسكو توتي، في اليوم الذي يعبر فيه الى قناة (سكاي) عن كل حبه لمدينته ولفريق روما، كما يعبر ايضاً عن كامل خيبة أمله، ومن هنا تولد القضية، حيث أفاد الصحفي الذي يعمل لحساب تلفزيون (راي)، فابريتسيو فايلا قائلا: «لقد طلبت منه مقابلة، فأجابني قائلا: وماذا آتي لأعمل؟ فلا أعلم أين سأذهب في العام المقبل. وبعد دقائق نفى اللاعب ما قاله: هذه ليست حقيقة، لقد وقعت عقدي حتى عام 2010 وفي نيتي أن التزم بالعقد، لأن الفريق جيد، ولا يحتاج إلا لبعض الرتوشات، بالطبع فإنني أشعر بالمرارة لكيفية انتهاء كأس ايطاليا، ولكن النتيجة كنا قد خسرناها مسبقاً في مباراة الذهاب».

فالحالة النفسية لتوتي يعبر عنها برونو كونتي على طريقته، حيث أنه المنتصر الوحيد لهذا الموسم، على الأقل بالنسبة لتعلقه بالفريق، وبعد الهتافات الاخيرة، وعلى الرغم من بعض الافراط، فقد خرج من ملعب كرة القدم محيياً مشجعيه الذين هتفوا باسمه، بينما كان يبتعد مصفقاً. «ان هؤلاء المشجعين دائماً مدهشون» يردد. انهم مدهشون فعلاً (فخورون حتى الجنون)، وهذا ما كانت تقوله اللافتة الضخمة، وكانت تعبر عن دعوة مشجعي روما لأن يستمر الفريق بالجهد حتى اللحظة الاخيرة، وفي الحقيقة كان من الجنون الظن بأن كونتي وفريقه كانوا يستطيعون تحقيق النصر، بينما كان النجاح يحتاج الى جهد نابع من القلب وبعصبية أقل، وكان من الأهمية كأهمية الخبز تسجيل هدفين على الأقل، وقد طلب المدرب هدفا على الأقل خلال نصف الساعة الأولى من المباراة، ولم يتحقق ذلك. وعندها فقد أصبح تحقيق الهدف ضرباً من المستحيل، فلقد لعب روما بكرامة، بالضبط وكما كان يطلب المشجعون، ولكن بعد نصف ساعة، وبشكل محزن، شاهدنا لعبا جيدا ولكن للأسف انتهى الوقود، لقد قاوم روما بقدر ما استطاع وقدم كل ما تبقى لديه من قوة بعد موسم يائس ومهلك، قليل وقليل جداً، دقائق قليلة كانت تكفي لمهايلوفيتش لينفذ ضربة حرة مباشرة هي من اختصاصه دوما، وهي الثالثة بعد الاثنتين الناجحتين في الدوري، وهكذا فقد انتهى كأس ايطاليا في جعبة انترناسيونالي. هنا في الميتسا فعلنا كل ما نستطيع، ولكن الكأس أضعناها في مباراة الذهاب، وحاولنا بكل الطرق في الشوط الأول من لقاء العودة، وبعدها وفي الشوط الثاني الضربة الحرة لمهايلوفيتش قصمت ظهرنا، وهذا ما عبر عنه برونو كونتي، ويسألونه عما كان ينتظر من توتي وكاسانو أفضل اللاعبين، لقد طلب منهم القيام بمعجزة، لقد طلب منهما عمل الكثير، ولكنهما لم يستطيعا ذلك ولكنه يبرئهما «لا علاقة لهما بالخسارة، لم تكن ليلة موفقة».

ربما كان يقصد فينتشينسو مونتيلا الذي بقي خارج الفريق، وقد أدخل المباراة في الشوط الثاني، ثم عاد الى مقعد الاحتياط بعد زمن قليل: لان حالته الصحية غير مرضية، ويشكو من آلام في الظهر، ولم يعد يوجد شيء يقال، وهكذا تنتهي مغامرة برونو كونتي، هو خارج الفريق، بينما يدخل بدلاً منه لوتشيانو سباليني (ربما). من أجل أن يبدأوا هذه المرة بالخطوة الصحيحة بعد الإجازة طبعاً. حانت الاجازة وتوتي تزوج وسيذهب في شهر عسل مع ايلاري، وكاسانو سيذهب الى البحر، ولن يعود الى روما (وهذا شبه مؤكد) وكونتي؟ سيصبح المراقب الأول للمنطقة الفنية، وهذا يعني كالمدير العام في الملعب، وسوف يهتم بكل شيء. من فرق الناشئين وحتى الفريق الأول، وهذه هي الهدية التي اختارها النادي من أجل أن يكافئ التضحيات المقدمة والنابعة من القلب لبرونو كونتي حيث علق قائلا: لانني روماني أحب هذه الألوان. لقد قام برونو كونتي بواجبه، وقد أغلق مغامرته على مقعد روما، حيث بدأت في يوم مميز في 13 مارس (آذار) بينما كان يحتفل بعيد ميلاده، وكان يشاهد انهيار ديل نيرو وهو غير قادر على فعل أي شيء، بعد أن ترك الكالياري، وعندها استدعته روزيلا سينسي: «برونو، ان روما بحاجة اليك».

وفي اليوم التالي أصبح رابع مدرب لذلك الموسم لفريق روما، وعن ذلك يقول كونتي: «لقد كانت ثلاثة شهور ثقيلة، ومليئة بالصعوبات، لقد عانيت، كما انني تقدمت في السن، ولكنها على كل حال كانت تجربة جميلة، ماذا يبقى لي؟ السعادة إنني أوصلت هذا الفريق الى كأس الفيفا، ولم يكن هذا سهلاً، ولقد تملكني الخوف ولا أخفي ذلك، متى؟ بعد الخسارة أمام البارما، وبعد ذلك تحسنت الأمور، لقد تغيرت الحياة في أسبوع واحد بالفوز على اوديني في مباراة الكأس، وعلى بيرجامو في مباراة الدوري، والتي اهدتنا بقاء الاستمرار في الدرجة الاولى».

ولكن هذه الليلة مشحونة بالسموم، وأكثرهم غضباً هو فيراري الذي لم يلعب. أتريدون سماع تعليقي على المباراة؟ اطلبوا التعليق من زملائي في الفريق. حيث يدخل في النفق المؤدي الى غرفة تغيير الملابس، وبدون أن يتسلم ميدالية الترضية.