كارلو ماتسوني متهم بـ«خيانة الفكر» .. والحصاد سقوط بولونيا لقاع الجحيم

جان لوكا باليوكا بكى بحرقة واختفى خلف الصمت الحارق

TT

انتهت المباراة، وجان لوكا باليوكا المغرم بنادي بولونيا والمحب للقدم، مستنداً الى قائم المرمى، والدموع تنهمر من عينيه. وانتهى الوضع بالتصرفات غير اللائقة من بعض المشجعين لفريق بولونيا الذين حاولوا اختراق السياج، ولحسن الحظ أنه في ستاد «دال آرا» هنالك مشروع قيد التنفيذ للتخلص من الحواجز، قنابل دخانية على الملعب الرياضي، ورجال أمن مشغولون بإخراج المقتحمين، إنهم أشخاص يستحقون وجود القفص الدائم حولهم، مدرجات الملاعب الإيطالية تم اجتياحها من العصابات. يجب العمل عليهم وقمعهم.

بولونيا. مشاهد تدل على الهبوط غير المنتظر، آخذين بعين الاعتبار الفوز بمباراة الذهاب الإضافية مع بارما. بولونيا استحق البقاء في الدرجة الثانية، لا يفيد التشبث بفكرة أن حارس مرمى فريق بارما سيباستيان فراي قد صد بالأمس، كرات وذبابا وحشرات طائرة، هذا الهبوط إلى الجحيم، بعد تسع سنين من الصعود الأخير، يأتي من بعيد من نتائج الإياب المخيبة للآمال، يؤسفني قول هذا، لأن الأمر يتعلق برجل قد أعطى الكثير لكرتنا، ولكن الوقوع غير المتوقع لنادي كرة القدم البولوني، سببه المدرب كارلو ماتسوني، المدرب الذي في الأوقات الأخيرة فهم قليلاً أو لم يفهم شيئاً، لقد شتت فريقاً متوسطاً وليس سيئاً، لقد وصل إلى الدرجة الأولى هذه السنة أندية ذات تنظيم أسوأ من بولونيا، لقد أخطأ ماتسوني بتكوين الفريق مرةً تلو الأخرى، واختبأ خلف صمت حقود، ونقل للفريق القلق والاضطراب وانعدام الاستقرار. في مارس كان بولونيا يشتم رائحة الوصول لدوري أبطال أوروبا، وكان يكفيه من 6 إلى7 نقاط ليصل لهذا الهدف، لقد أضاع ماتسوني نقاطا ثمينة لكي يبقى في منطقة الامان، وأضاع ماتسوني أيضاً 11 مباراة، وللمرة الثانية في مسيرته يهبط للدرجة الدنيا (الأولى مع كالياري).

وفي المقابل بارما يُنقذ نفسه، فبارما أقوى من بولونيا، وذلك ليس إلا لأنه يستند الى البيرتو جيلاردينو، المهاجم الإيطالي الأفضل في العشرة أعوام الماضية، نجاة مستحقة على المستوى التقني، فبارما حصل على تدريب جيد، وهو فريق منتظم، يلعب بنشاط حول مورفيو و«جيلا»، وقد خسر يوم الثلاثاء لأن الاثنين كانا غائبين بسبب التوقيف، إلا أن هناك شيئا يثير الضحك على المستوى الإداري. الأخطاء ليست كلها على جوسيبي جاتسوني فراسكاري، مالك بولونيا، عندما يدعي أن كل أمور ناديه المالية منتظمة مع الضرائب، وديونه تدخل ضمن الإطار الطبيعي للأمور، وهنا تكمن الغرابة، الخروج عن القاعدة ففريق بارما استمر في الاعتماد على لاعبين ذوي مستوى أول، بالرغم من أنه في وقت ما، لم يكن لديه الإمكانيات المالية لتحمل هذا العبء، وكان ضروريا تطبيق جريء للقوانين لتفادي الشطب من الدوري.

وبعد أن قلنا هذا فإننا نؤكد ما يلي: في الملعب، نجا الفريق الذي كان يستحق ذلك من خلال تماسكه وتنظيمه. وفي ذلك المساء حطم كارلو ماتسوني الفريق البولوني الذي لعب جيداً في بارما يوم الثلاثاء، ولو استثنينا اللاعب ميجني، فلم يكن هناك رافد خلف اللاعب تاري. كولوتشي كان يلعب أمام خط الدفاع، ليقوم بتخدير مورفيو بين الصفوف. ثلاثة لاعبين في الخلف مع ثلاثة لاعبين في خط الوسط، وظيفتهم الاهتمام برأس الحربة الوحيد جيلاردينو.

تحركات منطقية، حيث أن مورفيو و«جيلا» الموقوفين في مباراة الذهاب، هما الثنائي الأقوى في فريق بارما.

وحسب الفهم الجديد، فالاختيارات كانت خاطئة بالفعل، لأن ماتسوني قد استهلك أكثر من ثلث الفريق لمراقبة لاعبَين من الفريق الخصم، وحرم المنطقة الأمامية من العون الضروري.

لم يلعب بولونيا في منطقة الوسط، حيث كان جونتي وزاجوراكيس الخامل يدوران بلا فائدة، وقليلا ما كان اللعب يمتد إلى الأطراف، وقد أظهر نيرفو محدوديته في اللعب بسبب التقدم بالعمر.

وكابوانو الذي كان يعاني من ضغط التغطية، لم يلعب بنفس المستوى الذي قدمه في ستاد تارديني، إنها تقلبات العمر، على كل الأحوال كابوانو كان آخر من استسلم، وفي الشوط الثاني، أعاد ماتسوني التفكير، وأدخل ميجني ولوكاتيللي، ثنائي الاستعراض وتحسن الوضع بعض الشيء، ولكن ليس بالقدر الكافي، فقد رد كارمينياني بإدخال سيمبليشو في الجناح الأيمن، ولكن بعد دقائق معدودة، أدرك أن الأمر لم ينجح، فأعاد اللاعب البرازيلي في الوسط، ووضع ديسنا في الجناح.

وبعيداً عن التنظيمات، كان سيباستيان فراي من أوجد الفريق، فهو صاحب الاستعراضات الرهيبة في صد الضربات، وكانت أفضلها عندما أخرج من الشباك التسديدة الرأسية الرائعة من اللاعب تاري، ومعدلات المصادفة في الأهداف للبارما: الأول، بمناسبة ضربة ركنية، كانت لمسة حقيقية من كاردوني، الذي تسلم الكرة من تمريرة كابوانو، وبوللوتشي الذي لم يستطع تسديد الكرة الى المرمى (وذهب بنا في التفكير إلى المكسيك، في مباراة إيطاليا والمانيا التي انتهت بواقع 4/3، حيث ريفيرا، في حالة مطابقة، لم يستطع منع دخول الهدف الثالث لألمانيا); الثاني كان وليد خطأ اللاعب ليجروتاليي، الذي لم يستطع أن يوقف تمريرة لبريشانو من الشمال، انتهت الكرة على أقدام اللاعب جيرالدينو الذي أودعها في الشباك. تفاصيل صحافية ليست ذات أهمية: ومن الاخطاء الكبيرة التي يمكن اقترافها هو تفسير تراجع ما بالاستناد الى اسباب غير مقنعة.تشجع أيها الفريق الهرم (العريق)، بإمكانك النهوض من جديد، وفي هذه الأثناء، تخلص من السذج المحرومين من ثقافة الخسارة.