نتائج مخيبة للآمال لكرة السلة المغربية في الألعاب المتوسطية

TT

ارتفعت أصوات العديد من المتتبعين والمهتمين بشؤون كرة السلة في المغرب، شاجبة الظهور المخجل للمنتخب المغربي خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط، المقامة حاليا في ألميريا بإسبانيا.

فخلال المباريات الثلاث الأولى، حصد المنتخب المغربي الهزيمة أمام كل من تركيا بحصة 85 مقابل 67، ثم أمام اليونان بحصة 115 مقابل 60، وأخيرا أمام منتخب البوسنة والهرسك بحصة 72 مقابل 63. وإذا كان البعض تفهم وقبل الهزيمة أمام هذه المنتخبات، التي تعتبر من أعرق المدارس الأوروبية في رياضة كرة السلة، فإن الجميع يكاد يتفق على أن طريقة أداء المنتخب المغربي، كانت ضعيفة وعشوائية في المباريات الثلاث، وذلك في غياب أي أسلوب دفاعي أو هجومي، إلا من بعض الفلتات النابعة من مجهودات فردية. وأجمعت الآراء على ضعف المدرب الفرنسي جان بول ريباطيط، الذي لم يفرض أي انضباط في الأداء، وبالتالي كان أسلوب اللعب مزاجيا وفرديا أكثر من اللازم في رياضة هي أصلا تعتمد على أسلوب اللعب الجماعي مما فوت الفرصة على المنتخب المغربي للخروج بنتيجة إيجابية أمام منتخب البوسنة والهرسك.

فعن أداء المنتخب المغربي، قال كريم سفير، الحكم الدولي المغربي، إنه اندهش لضعف مستوى اللاعبين المغاربة، وأرجع الأسباب لسوء التحكم في اللاعبين وضعف مردود جلهم. وبعد أن اعترف بكون الفارق كبيرا بين كرة السلة في المغرب وفي البلدان الثلاثة الأخرى، التي تعتمد على نظام الاحتراف، رفض الحكم سفير أن يظهر لاعبو المنتخب المغربي بذلك المستوى، خاصة أن المنتخبات المذكورة تلعب بلاعبين من الدرجة الثالثة في بلدانها، ولا يمكن بأي حال قبول الاستسلام أمامها بتلك الصورة الضعيفة. وطالب خالد الفاضلي، وهو رياضي مهتم بكرة السلة وممارس سابق، بضرورة حل المنتخب المغربي والعودة إلى البلد، وحتى الإحجام عن المشاركة، سواء في البطولة العربية المزمع تنظيمها بالسعودية خلال شهر يوليو (تموز) المقبل، أو المشاركة في البطولة الافريقية للأمم التي ستقام في الجزائر خلال شهر أغسطس (آب) المقبل. وتساءل الفاضلي عن سر هذا الضعف الذي انتاب أداء لاعبي المنتخب المغربي، وظهروا وكأنهم لاعبون مبتدؤون في اللعبة.

أما ياسر النجار، اللاعب والعميد السابق في صفوف فريق الجمعية السلاوية، فلم يخف إصابته بالخجل وهو يتتبع مباريات المنتخب المغربي، خاصة أمام منتخب اليونان، وقال النجار إنه لم يكن يتصور أن يرى المنتخب المغربي ينهزم يوما بمثل هذا الفارق، ولا يلعب بتلك الطريقة التي لا تستند الى أي نهج فني ناجع. وتساءل عن الدور الذي من المفروض أن يلعبه المدرب في مثل هذه الحالات. وطالب النجار المسؤولين بضرورة إصلاح مثل هذه الأخطاء التي تضر بسمعة كرة السلة المغربية، التي اكتسحت الساحة الرياضية في المغرب خلال السنوات الأخيرة، وفاقت من ناحية الحضور الجماهيري في بعض مبارياتها حتى مباريات الصفوة لكرة القدم، كما هو الشأن في مباريات اتحاد طنجة، ونهضة بركان، والجمعية السلاوية، والمغرب الفاسي، والرجاء البيضاوي.

وعموما، فإن هذه الآراء تترجم إلى أي حد غضب جماهير كرة السلة في المغرب من عروض وأداء لاعبي المنتخب المغربي، الذين يبقى أمامهم العمل على محو تلك الصورة الباهتة، من خلال مباريات الترتيب والتأكيد على أن ما حدث كان بمثابة حادث عابر، وإلا سيبقى التساؤل عن جدوى المشاركات المقبلة إذا لم يظهر أي تطور على مستوى الأداء.