خفايا المواجهة الأرجنتينية ـ المكسيكية في هانوفر

على هامش فوضى وصخب لقاء بوكا جونيورز ووادي الحجارة

TT

آخر مرة التقى فيها الأرجنتينيون والمكسيك في مباراة، كانت بين نادي بوكاجونيورز ونادي كيلفاس جوادالاخارا «وادي الحجارة» المكسيكي، وفي تلك المباراة تم وقوع أعمال شغب بين مشجعي الناديين، مما أدى إلى إغلاق الملعب، وليست كمباراة المنتخبين الأرجنتيني والمكسيكي في نصف نهائي كأس القارات. وهكذا فإن أجواء هذه المباراة ستكون ساخنة كالعادة، فحكومة «بوينس ايريس» وبعدما رأت مثل تلك المباراة التي أوقفت بسبب أعمال الشغب، وبعد الشجار الذي حدث، وعندما قام مدرب بوكا آنذاك «بينيرتر» بالبصق على خصمه، قامت بإغلاق الملعب. فالشرطة الألمانية لمدينة هانوفر، والتي أقيمت فيها المباراة، وهي أيضاً مدينة المستشار الألماني «جيرارد شرويدر»، كانت قبل انطلاق المباراة لا تزال متأكدة بأن كل شيء سيجري على ما يرام، ودون أي فوضى، وأيضاً لأن نحن في جزء آخر من العالم، حيث يبدو الناس أكثر تحضراً، ومشجعو الفريقين أعدادهم قليلة نسبياً.

ومن جهة أخرى، كان هناك لاعبون ضمن صفوف المنتخب المكسيكي، قد شهدوا على الأحداث الفوضوية التي حدثت مع فريقهم كيلفاس في 14 يونيو الحالي، ضمن تصفيات رابطة كأس أميركا الجنوبية وهم : «ميدينا»، «موراليس»، و«كورونا» والذين تم تركهم في النادي حتى انتهاء مباراة فريقهم ضد بوكاجونيور، بينما هناك لاعبان آخران وهما «سانشيز»، و«سالسيدو» اللذان فرض عليهما المجيء مع منتخبهما إلى ألمانيا، وهكذا فإن اللاعبين الذين قاموا بخرق الأنظمة «يذكر أن الذين تم استدعاؤهم للعب ضمن كأس القارات كان عليهم أن يبقوا في ألمانيا وأن لا يقوموا بالالتحاق مع أنديتهم في النادي عن طريق السفر المستمر»، قد عملوا على خلق مشاكل مع الاتحاد الدولي الفيفا، الذي كان قد قرر بوجوب عودة هؤلاء اللاعبين إلى أوروبا وهم الثلاثي الذي سبق ذكرهم، أما اللاعب الرابع فهو لم يأت بسبب الإصابة، ولكن هذا لا يمثل شيئاً، مقارنة بمسألة المنشطات فقد كشف الاتحاد المكسيكي في 20 يونيو الحالي عن لاعبين تناولا المنشطات، وذلك بعد فحصهما، وظهرت نتائجهما بأنها إيجابية، وهما اللاعبان «كامورنا» و«جالنيدو» فقد بقيا في المكسيك، بعدما تم منعهما من المشاركة مع المنتخب ولكن تكتشف الصحافة هذه القضية، وهكذا فإن الفيفا في البداية صدق تفسير الاتحاد الكروي المكسيكي، بقيادة «البرتو دي لاتوري»، ومن ثم طلبت التحقيق في ذلك، والحقيقة هي أن العينات A التي أخذت من اللاعبين، ليتم فحصها احتوت على مواد ممنوعة، ومحظورة مثل ناندورولون، لكن نتائج الفحوص من المكسيك لم يتم الغاؤها لأن اللاعبين اللذين تم التأكد من أخذهما للمنشطات، لم يتم فحصهما من قبل الفيفا، وفي هذه الحالة لا يمكن أن يتم الرجوع إلى الوراء وتطبيق عقاب الطرد بحقهما، واسماهما في لائحة الفيفا. ووسط كل هذه المشاكل، فإن المنتخب المكسيكي كان يكمل طريقه في المسار الصحيح، فهو لم يخسر في إحدى وعشرين مباراة، وجاء في المركز الأول في مجموعته بعد فوزه على البرازيل، وعاد معه أمس الأول لاعب برشلونة الإسباني «ماركيز» في خط الدفاع، أما لاعب الهجوم «بورغيتي» فإنه وجد أمامه الحكم الايطالي «روزيتي» الذي جعله يعيد ضربة الجزاء ثلاث مرات في مباراة منتخبه السابقة مع البرازيل، ويذكر أن مدرب المكسيك أرجنتيني الجنسية، وهو «ريكاردو لافولبي»، كان حارساً احتياطياً عندما فازت الأرجنتين بكأس العالم في عام 1978، قال على هامش تلك المباراة: إن كل المواطنين الأرجنتينيين هم أصدقائي، وأنه متأكد بأنه لن تكون هناك أي أعمال شغب. أما بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني، فقد أعطى الانطباع بأن لديه هدوء الأقوياء، فلاعب الإنتر «خافيير زانيتي» احتفل أمام المكسيك بمباراته المئوية مع المنتخب، وذلك بعد «دييجو سيميوني»، الذي لعب لغاية الآن 106 مباريات، ولاعب الانتر الآخر «كامبياسو» الذي ينتظر من جديد مكالمة من ايطاليا، فهو قد سجل أول أهدافه ضد المانيا، وهو يعتبر أول هدف له ضمن المنتخب الوطني، وبعدها مباشرة هنأه رئيس الإنتر «فاكيتي» على هذا الهدف، والهدف الذي سجله «كامبياسو» في الركلة الترجيحية الأخيرة أهداه إلى أخيه «ينكو»، وهو لاعب مثله، والذي منذ فترة قصيرة كان قد تعرض للإصابة في القدم، فهذا الهدف سيكون المشجع لكل عائلته. وصرح المدرب «بيكرمان» قبل المباراة قائلاً : «نحن مدركون مسبقاً بأننا نستطيع الوصول إلى النهائي، ونحن جداً هادئون». يذكر أن هذه المباراة كرست لروح اللاعب الكاميروني «مارك ـ فيفين فاو»، والذي توفي على ارض الملعب قبل سنتين تقريباً، خلال مباراة منتخبه الكاميرون ضد كولومبيا ضمن نصف النهائي في كأس القارات وهي اللحظة الأكثر مأساوية وحزناً في تاريخ هذه البطولة.