البرازيل تنتزع كأس القارات بفوز كاسح على الأرجنتين وتوجه إنذارا لمنافسيها قبل مونديال 2006

أدريانو يتألق ويفوز بلقبي أفضل لاعب وهداف البطولة

TT

فرانكفورت ـ أ ف ب: احرزت البرازيل لقب بطلة القارات السابعة لكرة القدم اثر فوزها الكاسح على الارجنتين 4 ـ 1 في المباراة النهائية في فرانكفورت، بينما حصلت المانيا المستضيفة على المركز الثالث بفوزها على المكسيك 4 ـ 3 بعد وقت اضافي.

وتعتبر الهزيمة ثقيلة بالنسبة الى التانغو الارجنتينية على يد جارتها وغريمتها السامبا البرازيلية التي لم يكن اشد المتفائلين بها يتوقعون حتى فوزها. ووجهت البرازيل بطلة العالم انذارا شديد اللهجة الى جميع منتخبات العالم قبل نحو عام من مونديال 2006 ، بأنها لن تتخلى عن لقبها العالمي لاحد واكدت ذلك بوقائع لا تقبل الشك بعد عرضها الرائع الذي توجته بالفوز العريض على الارجنتين .

واستعرض البرازيليون ولعبوا كما يحلو لهم فبانت قدرات كل لاعب منهم من دون استثناء بدءا بحارس المرمى ديدا مرورا بالمدافعين وصولا الى لاعبي الوسط والهجوم، حتى تخيل للجميع انهم يشكلون اكثر من فريق واحد داخل الملعب رغم تساويهم عددا مع الارجنتينيين.

وما يزيد قيمة هذا الانجاز والاداء الرفيع للبرازيليين انه كان امام منتخب يصعب الفوز عليه، علما ان الاخير كان هزم ابطال العالم 3 ـ 1 قبل نحو ثلاثة اسابيع فقط في بوينس ايرس في الجولة الخامسة عشرة من تصفيات اميركا الجنوبية ما كان كافيا له لبلوغ النهائيات في المانيا بعد ان رفع رصيده الى 31 نقطة بفارق اربع نقاط امام البرازيل.

ويذكر ان مباراة الذهاب بين المنتخبين في التصفيات ذاتها كانت انتهت لمصلحة البرازيل 3 ـ 1، وحينها سجل مهاجمها الغائب رونالدو عن بطولة القارات الاهداف الثلاثة وجميعها من ركلات جزاء. واللافت في هذه البطولة ان مدرب منتخب البرازيل كارلوس البرتو باريرا اجرى نوعا من النقد الذاتي لخططه وخياراته في الدور الاول وكأنه وجه لوما لنفسه بسبب عدم ثباته على تشكيلة واحدة حيث اشرك في المباريات الثلاث الاولى نحو عشرين لاعبا ما ادى الى انخفاض معدل الفعالية لديهم، فبعد الفوز السهل على اليونان 3 ـ صفر في المباراة الاولى، حصلت المفاجأة بسقوط ابطال العالم امام المكسيك صفر ـ 1، قبل ان يحققوا تعادلا اشبه بالخسارة مع اليابان 2 ـ 2 فلم تجمع بالتالي سوى اربع نقاط في مجموعتها. وكان باريرا صريحا مع نفسه عندما قال «اعتقد بانه لم يعد بامكاننا اختبار هذا العدد من اللاعبين في بطولة رسمية»، فاعتمد التشكيلة الامثل في نصف النهائي والنهائي وتخطى فيهما منتخبين عملاقين هما الالماني والارجنتيني.

والجدير ذكره ان ثلاثة من ابرز لاعبي المنتخب لم يشاركوا في بطولة القارات هم رونالدو وكافو وروبرتو كارلوس.

ولم ينتظر باريرا طويلا لاطلاق رسالة الانذار بقوله عقب المباراة مباشرة «تطور منتخب البرازيل بشكل ملحوظ نحو الدفاع عن لقبه بطلا للعالم .. شكلت بطولة القارات بالنسبة لنا محطة مهمة لاننا شاركنا بافضل لاعبينا فيها في مواجهة عدد من المنتخبات الجيدة جدا».

ولفت باريرا الى اهمية اللقب لانه جاء بعد 47 عاما تماما من احراز البرازيل بمشاركة الاسطورة بيليه لقبها الاول في كأس العالم وتحديدا في السويد عام 1958. ولكن المدرب البرازيلي حذر من الافراط بالثقة بقوله «منذ عام 1970 لم ندخل في اي بطولة لكأس العالم كمرشحين مطلقين ولذلك من المهم الان ان لا ندع الامر يؤثر علينا، اننا نملك كل ما نحتاج اليه للفوز بكأس العالم في حال لعبنا كما فعلنا امام الارجنتين».

واشاد باريرا بمهاجم انترناسيونالي ادريانو بقوله «كان معي منذ مباراتي الاولى مع المنتخب، فلم يكن احد يتوقع ان اشركه لكنني فعلت ولقد اثبت انه لاعب اللحظات الكبيرة وهذا ما كنا نريده».

وكشفت المباراة خللا في الدفاع الارجنتيني، فكانت الاختراقات سهلة وباعداد لا تحصى لكن التسرع في التسديد احيانا والارتباك وعدم تصديق ما يحدث من انهيار ارجنتيني احيانا اخرى، كل هذه الامور مجتمعة حالت من دون مضاعفة الغلة.

واثبت سيسينيو مرة جديدة انه البديل الاكيد لكافو في مركز الظهير الايمن بعدما هرب في جهته وناول كرة سريعة الى ادريانو الذي هرب بدوره من غابرييل هينزي ثم استيبان كامبياسو وسدد قذيفة على يمين الحارس جرمان لوكس هدف السبق (11).

وارسل سيسينيو كرة من الجهة اليمنى الخلفية الى روبينيو ومنه الى كاكا بلمسة واحدة تابعها الاخير على يسار لوكس هدفا ثانيا (16).

وفي الشوط الثاني، لم يتأخر البرازيليون في اضافة الهدف الثالث وتحديدا بعد مرور دقيقتين عندما مرر كاكا الكرة منتصف الملعب الى سيسينيو الذي هرب في الجهة اليمنى واعادها عرضية امام المرمى وضع رونالدينيو قدمه في طريقها وتابعها طائرة على يسار لوكس الذي سقط في الجهة اليمنى (47).

واعاد رونالدينيو سيناريو الهدف الثالث بارسال الكرة الى سينسينيو صانع الاهداف السابقة فعكسها الاخير عرضية ارتقى اليها ادريانو برأسه وطار فوق الجميع ووضعها على يمين لوكس هدفا رابعا (63) فانفرد بصدارة ترتيب الهدافين برصيد 5 اهداف. وسجل خوان بابلو ايمار الذي نزل بدلا من كامبياسو هدف الشرف للارجنتين بعد عرضية من سيزار دلغادو سبح لها الاول براسه وخطفها من امام روكي جونيور فخدعت ديدا وهزت شباكه (65).

وعقب اللقاء صرح فرانز بكنباور رئيس اللجنة الالمانية المنظمة لبطولة القارات ولكأس العالم في عام 2006: «كانت مباراة نهائية رائعة، لقد حاولت الارجنتين بجميع الوسائل في نهاية اللقاء غير ان البرازيل عندما تقدم عرضا من هذا المستوى لا يمكن لاي منتخب في العالم ان يفوز عليها، اعتقد ان نتيجة اللقاء قد حسمت منذ ربع الساعة الاول من المباراة».

وقال لوسيانو فيغيروا مهاجم الارجنتين: «انا حزين جدا لاننا تلقينا هدفين سريعين ولم نكن قادرين على معادلة النتيجة غير ان البرازيل لعبت بشكل جيد».

وقال ادريانو مهاجم برازيلي والفائز بلقبي افضل لاعب وهداف في البطولة: «كان مهما جدا بالنسبة لنا الفوز بهذه البطولة كونها دليل جيد لحسن الاستعدادات لمونديال 2006. انا سعيد جدا وفخور باحراز اللقب وهذا اهم بالنسبة لي من الالقاب الشخصية التي احرزتها كأفضل هداف وافضل لاعب في المسابقة».