موراتي وغالياني مالكا إنترناسيونالي والميلان.. منافسات حادة تصل إلى حد العداء

رغم المصالح الاقتصادية المشتركة بين الفريقين ابتداء من إدارة ملعب «سان سيرو»

TT

وجد المائة شخص المشاركون في ورشة العمل لفريق انترناسيونالي على المكاتب الموجودة في غرف الفندق بطاقة ترحيب موقعة من نائب رئيس فندق اتا هوتيل باولو ليغيريستي، وهو ابن سالفاتوري الصديق الحميم والشريك لرئيس الوزراء سيليفو بيرلسكوني، كما ولو أننا نقول: إن موراتي، رئيس انترناسيونالي قد وضع ممولي انترناسيونالي بين ايدي الشيطان. وهو الذي كان يعتبر دائما أن العدو الوحيد لفريق انترناسيونالي هو فريق اليوفنتوس، ولهذا فلا يستطيع ان يكره أولاد العم الميلان، وهذا لا يعني على اي حال انه لن يدخل في اصطدام مع الميلان لأجل الفوز في مباراة، او لشراء أحد اللاعبين. موراتي كمالك يرى في بيرلسكوني الشخصية المقابلة له، ولكنه كمدير فإنه يتعامل باستمرار مع ادريانو غالياني، ولهذا اصبحت بينهما علاقه ود واحترام، حتى ولو اضطرا في بعض الاحيان الى أن يدخلا في منافسة حادة تصل بهما الى مرحلة الشجار. لننظر الى مسألة جيلاردينو، فعندما توجد هناك معركة في الأفق، فمن المعروف بأنه لن يكون هناك أي تساهل من اي طرف، وفي التنافس على شراء اللاعبين في الاوقات الماضية، كان اكثر اثارة هو فشل انترناسيونالي في عملية شراء اللاعب نيستا، والذي لاحقه انترناسيونالي لفترة طويلة، حتى وصل الى مرحلة الانتهاء تقريباً من ضمه للفريق، ولكن هذا لم يحدث. نسي موراتي هذه الضربة بسرعة، لأنه تم تبريرها بأنها كانت تخضع لمصالح سياسية حيث انه في ذلك الوقت تم اجبار رئيس لاتسيو كارانيوتي على مجاراة رغبه ميلان، ولكن بالتأكيد فقد كان المدرب كوبر هو من طلب من الرئيس علناً ان يشتري له أحد اللاعبين، اما نيستا أو ستام، وهذا يعني لاعب قلب دفاع يملك جسما قويا ليضمن خط دفاع قوي، بينما لم يكن وصول اللاعب كانافارو بالشيء الكثير. ولكن نتيجة تلك المباراة كانت قد كتبت منذ البداية خارج أرض الملعب، ففريق انترناسيونالي حصل على الرضا الكبير عندما سبق فريق الميلان في شراء اللاعب فارينوس، والذي لم يكن يتمتع بمستوى كبير مثل اللاعب ماتيوس، ولهذا السبب فقد كان فريق الميلان مسروراً لذلك. في اوقات الهدوء والطمأنينة، أي في اوقات المنافسة العادية، كان الفريقان يقومان بتبادل الخدمات واللاعبين، ولكن على المستوى الفني فقد كان فريق الميلان دائما هو الأكثر فوزاً. تعقدت الأمور بشكل شديد جداً عندما قام فريق انترناسيونالي بالهجوم الثقيل ضد غالياني بصفته رئيس رابطة كرة القدم الايطالية، والذي قام بهذا الهجوم هو رئيس فريق انترناسيونالي جاشينتو فاكيتتي، وبمباركة طبعاً من موراتي. في ذاك الوضع الحساس، استطاع غالياني ان يحافظ على هدوئه، وقد امتنع عن مواجهة موراتي، وكان يقتصر رده على احتواء رئيس فريق انترناسيونالي، وساعده الايمن موراتي، ولكن بعد ذلك عرف كيف يعيد العلاقلات الى طبيعتها بين الفريقين. الرسالة التي اوصلها نادي انترناسيونالي كانت عبارة عن مسألة مبدأ، وهي كيف يستطيع أن يكون رئيس رابطة كرة القدم الايطالية، وهو في نفس الوقت يدير نادي الميلان والذي كان منافساًَ دائما في كل السنوات على الفوز ببطولة الدوري، وقد حدثت هذه المشكلة بسبب الأخطاء التحكيمية التي دفع فريق انترناسيونالي ثمنها، ولكن وفي نهاية المطاف فقد كان السبب ناتجاً عن احداث وقعت في الملاعب، وليس بسبب التقصير في ادارة اتحاد كرة القدم الايطالي، حيث إن فاكيتتي وقبل ان يرفع اصابع الاتهام كان يعمل على التأكيد بأنه لا ينتقد غالياني بصفته رئيساً للاتحاد، ولهذا وفي التصويت الاخير، فقد دعم انترناسيونالي وأعطى صوته لـ غالياني، لان هناك مصالح اقتصادية مشتركة بين الفريقين، ابتداء من ادارة ملعب سان سيرو. وفيما يتعلق بملعب سان سيرو، فمن الملاحظ أن فريق انترناسيونالي يقوم بالضغط الاحادي على بلدية ميلانو، حيث انه قد عهد الى بعض المهندسين بدراسة عملية تنفيذ بناء ملعب جديد في منطقة سيستو سان جوفاني، وحصل غالياني في هذا العام على تعاطف محبي لعبة كرة السلة، كونه قد اسس فريقاً لكرة السلة اقترب أخيراً من الفوز في البطولة، وقد شارك الى جانب غالياني في تأسيس هذا الفريق، بالاضافة الى جورجيو أرماني، انجيلو موراتي وهو الابن الكبير لـ جان ماركو، الحفيد الأول الاول لـ ماسيمو موراتي الذي ما زال يفضل اللاعب ريكوبا على بوليري. من خلال هذه العلاقات المتشابكة، فمن المعروف أن المنافسة على اللاعب جيلاردينو من الممكن ان تبدأ بمنافسة وتنتهي بمشاجرة كبيرة، ولكن في النهاية سيعود موراتي و غالياني للتحدث من جديد مع بعضهما البعض، لانهما من نفس الطينة. فهما من المشجعين الذين حالفهما الحظ ليقوما باختيار اللاعبين الواحد تلو الآخر، والذين يدفعونهما إلى الجنون.