العداء عادل الكوش: مسؤولو قطاع الرياضة في المغرب لا يهتمون بأبطال القوى

رفض عرضين للتجنيس وأكد عودته في بطولة العالم بهلسنكي

TT

كشف العداء المغربي عادل الكوش، أنه سيحتجب عن المشاركة في كل الملتقيات الدولية، إلى حين انطلاق بطولة العالم صيف العام الجاري بهلسنكي الفنلندية.

أوضح الكوش في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، انه سبق وتلقى عرضين للتجنيس واللعب باسم دولتين اخريين لكنه رفض الفكرة من اساسها، بينما لم يخف امتعاضه من اللامبالاة، التي يلاقيها العداؤون المغاربة من المسؤولين عن الرياضة بالمغرب، واعتبر تجنيس و«هروب» الرياضيين المغاربة أثناء المنافسات الدولية، رد فعل على تلك اللامبالاة.

وأشار الكوش، الى أن فوزه بالميدالية الفضية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي اختتمت بداية الشهر الجاري بمدينة ألميريا الإسبانية لم يكن منتظرا، خصوصا أنه شفي من توعك أبعده عن مضامير السباق، وهو الأمر الذي فسر ابتسامته العريضة عند خط النهاية.

واوضح أنه فضل الاستعداد بمدينة ايفران الجبلية بالاطلس المغربي، من أجل التركيز على بطولة العالم.

* ماذا يمكنك القول عن مشاركة المنتخب المغربي لألعاب القوى في الدورة 15 لألعاب البحر الأبيض المتوسط؟

ـ كما يعرف الجميع فالرياضة المغربية عموما تعتمد كثيرا على ألعاب القوى في مثل هذه التظاهرات الدولية، و فعلا احرز المنتخب المغربي لألعاب القوى الحصيلة الاكبر من الميداليات كما كان منتظرا، وبالنسبة لي فالحمد لله كنت عند حسن الظن رغم أنني شاركت في الألعاب المتوسطية لمجرد المشاركة فقط، بعد تماثلي للشفاء، وحصلت على المرتبة الثانية في سباق 1500 متر، ولاحظ الجميع ابتسامتي العريضة في خط الوصول، مما يفسر عدم توقعي لهذا الانجاز.

* هل ستشارك بصفة مؤكدة في بطولة العالم المقبلة لألعاب القوى بهلسنكي؟ ـ مشاركتي مؤكدة في بطولة العالم لألعاب القوى ما لم تكن هناك عوامل خارجية قد تحول من دون ذلك، فمباشرة بعد العودة من الألعاب المتوسطية، دخلت في معسكر إعدادي بالمركز الوطني لألعاب القوى بمدينة يفرن الجبلية، وفضلت عدم المشاركة في أي ملتقى قبل بطولة العالم، حتى أكون في أتم استعداد وتفرغ كلي لألعاب هلسنكي.

* ما نوعية التدريب التي تركز عليها وهل تقوم بها بمفردك؟

ـ أخوض تدريبات متنوعة وغالبيتها بشكل جماعي مع عدائين شباب، لا يزالون يبحثون عن أنفسهم وشق طريقهم نحو العالمية، وهو الأمر الذي يخلق حافزا وتنافسية إيجابية بين الجميع، فالمنتخب المغربي لألعاب القوى له مدربه الخاص، ولكل مدرب مجموعة خاصة يشرف عليها.

* كيف تعلق على الغيابات التي عرفها المنتخب المغربي لألعاب القوى في دورة ألميريا؟ ـ بالنسبة لحسناء بنحسي، فالأكيد أنها غابت بسبب الإصابة، نظرا لمعرفتي التامة بحالتها الصحية قبل الألعاب. أما بالنسبة لباقي العدائين، فلكل واحد منهم تبريره الخاص وطريقة تفكيره، فهناك من اعتبر الألعاب المتوسطية مضيعة للوقت، خصوصا وأنهم عاشوا ظروفا سيئة في القرية المتوسطية، فطوال الألعاب لم يزرهم احد من مسؤولي الوفد المغربي للاطمئنان عليهم.

* هل يمكنك أن توضح هذه المسألة؟ ـ طوال الألعاب وخلال إقامتنا بالقرية المتوسطية، لم يكلف أحد من المسؤولين نفسه عناء زيارة الرياضيين المغاربة والاطمئنان عليهم وتحفيزهم، وحتى أثناء حصول البعض على ميداليات، لم نتلق ولو كلمة شكر واحدة لا من قطاع الرياضة ولا من اللجنة الأولمبية، وأظن أن هذا الأمر يزيد من إحباط العداء المغربي، وهو الأمر الذي يدفعه إلى عدم المشاركة في مثل هذه الألعاب.

* ماذا عن غياب البطل العالمي هشام الكروج عن هذه الألعاب؟

ـ هشام الكروج هو أدرى بالسباقات والمنافسات التي يشارك فيها أم لا.

* هل غيابه بسبب قيمة الألعاب؟ ـ لا ليس من ناحية قيمة الألعاب، بل من ناحية قيمته هو كبطل عالمي وأولمبي، والأكيد أنه كان سيفوز بالسباقات التي يشارك فيها بكل سهولة، وأظن أن غيابه عن الألعاب أفضل لأنه في آخر المطاف لن يحظى ولو بكلمة شكر واحدة، فضلا عن كون المشاركة في ملتقى باريس مثلا، فبالإضافة إلى قيمة الملتقى والحفاوة وغير ذلك فيمكنك الفوز بقيمة تفوق 10 مرات قيمة ما ستفوز به في الألعاب المتوسطية أو ما ستمنحه لك الوزارة.

* هل يعني أنه لا توجد غيرة على الوطن؟ ـ ليس للرياضة علاقة بالغيرة على الوطن، فالاهتمام بالعداء هو أيضا واجب على المسؤولين، من خلال غيرتهم على العدائين، الأمر هنا له علاقة بما هو معنوي.

* ما تعليقك على ظاهرة او هروب الرياضيين المغاربة أثناء المنافسات والتظاهرات الدولية؟ ـ أحمل مسؤولية ذلك للوزارة، فالعداء مثلا يظل يستعد ويتدرب في ظروف خاصة، وقد تكون صعبة لمدة أربع سنوات أو أكثر، من أجل الألعاب المتوسطية مثلا، وحين يفوز بميدالية ما تمنحه الجهات المسؤولة تعويضات هزيلة جدا، لا تسمن ولا تغني من جوع.

* وعلى مستوى الاتحاد المغربي لألعاب القوى؟ ـ الاتحاد المغربي لألعاب القوى له بطولات خاصة، أما الألعاب المتوسطية على سبيل المثال، فالوزارة الوصية عن طريق اللجنة الأولمبية هي من يتكلف بتحفيزات العدائين.

* هل سبق وعرض عليك التجنيس لصالح دولة أخرى؟

ـ نعم حصلت على عرضين للتجنيس من طرف دولتين، أفضل عدم ذكرهما، فشخصيا شاركت في عدد من الملتقيات الدولية بأميركا وفرنسا وغيرها، ولم أتخيل نفسي يوما (هاربا)، أو متجنسا في دولة أخرى.

* تعرض العداؤون المغاربة لفحوصات المنشطات من دون غيرهم، كيف يفسر الأمر؟ ـ أظن أن إسبانيا بكل مكوناتها تجندت للفوز بأكبر عدد ممكن من الميداليات، وبوجود المنتخب المغربي القوي في منافسات ألعاب القوى سعت الدولة المنظمة إلى البحث عن كل الطرق لاستفزاز وإحباط العدائين المغاربة، فكما لاحظ الجميع خضع عدد كبير من العدائين المغاربة لفحص ضد المنشطات، بعد انتهاء كل سباق وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، رغم أن المنظمين ألمحوا إلى كون فحوصات المنشطات تجري عن طريق القرعة.