حرب مشتعلة بسبب حقوق البث لمباريات الدوري الإيطالي

الجميع ضد جالياني وشعور بالانحياز وتسريب الأخبار

TT

الغضب وصل ذروته في مقر التلفزيون الايطالي «الراي»، والاكثر غضباً هو انطونيو مارانو، المسؤول عن شراء الحقوق الرياضية، وهو ايضا المسؤول عن المفاوضات مع الرابطة الايطالية لكرة القدم. وبعد ان تم سؤاله في الاسابيع الاخيرة وبشكل مستمر عن نتيجة تجديد العقد المتعلق ببث مباريات كرة القدم للتلفزيون العادي، كان دائما يؤكد: «لقد تم ايداع العقد لدى الرابطة، وجالياني طلب بعض الوقت لتوضيح بعض المسائل، وسيرسل لي جميع الوثائق للتوقيع»، لكن تم اللجوء الى العطاء لاستدراج العروض، ففتح مغلفات العروض، وهذا ما يعتبره التلفزيون الايطالي عبارة عن خدعة قاسية، لذلك بدأت تحركات كثيرة للمحامين في مبنى التلفزيون الايطالي «الراي» في شارع مازيني، ومما زاد من حدة الامور التصريحات التي ادلى بها جالياني. «أن نتهم بالكذب فهذا شيء كبير»، هذا ما صرح به مارانو الذي أوضح ايضاً بعض الجوانب الاخرى: «في ما يتعلق بالاشياء المتبقية، سيتولى امرها المحامون قبل البدء في الاجتماع الثاني. في الواحد والعشرين من يونيو (حزيران)، طلب جالياني مني تأكيد المبلغ المالي للعقد السابق، وقد أكدت له بعدم وجود ايه نية لدينا لتخفيض قيمة العقد، وستتم اعادة تقييم حقوق النشر.. هذا جيد جدا، اذاً فلنكمل الطريق، هكذا اجابني جالياني واعطى اشارة البدء لاجتماع استمر ساعتين ونصف الساعة، وكان حاضرا في هذا الاجتماع كل من مافيي وتشيليني، وكانت جهودنا مركزة على حقوق النشر، وبالتحديد جهود مافيي الذي عمل على تجهيز عرض مكون من خمس صفحات». اما النقطة الثانية فهي الاتصال الهاتفي الذي جرى يوم الخميس الماضي صباحا مع رئيس الرابطة برونيللي، وعندما كانت تسري شائعات تتعلق بالعطاء الجديد: «طلبت منه معرفة الوقت المتاح امأمنا، مع الاخذ بعين الاعتبار بانه سيكون هناك اجتماع عاجل لمجلس الادارة، وكان رد برونيللي، شكرا لانك اخبرتني، وهذا الشكر تمت ترجمته الى اغلاق تقديم العروض امس». وفي النهاية هناك الرسالة الموقعة من قبل مورانو بتاريخ 12 يوليو (تموز)، التي يؤكد جالياني انه في هذه الرسالة لم يتم التحدث عن أي مبالغ: «لكننا قمنا فيها باقران عروضنا بنسب مئوية مع التوضيح بأنني لست مخولا بتوقيع العقود، فهذا من صلاحيات المدير العام». حتى مدير قناة «الراي» الرياضية فابريتزيو مافيي لم يكن راضيا، حيث ظهر في مقابلة تلفزيونية في برنامج «سبورت سيرا»، موضحاً الأمور حيث قال: «لا يمكن لـ «الراي» الاعتراض اذا قررت الرابطة ان تعلن عن طرح عطاء مفتوح لبيع حقوق نقل مباريات كرة القدم، لكن كان يجب اعلأمنا قبل البدء بالمفاوضات المباشرة مع «الراي»». وبعد ذلك دخل في ذكر التفاصيل بالتواريخ، والشهود على اللقاءات، وهو يتذكر الكلمات المطمئنة من جالياني الذي قال بأن كرة القدم بحاجة الى «الراي»، كما ان «الراي» بحاجة الى كرة القدم، و«لنحاول انهاء الأمور بسرعة قبل الوصول الى 15 أغسطس»، وكان ختام حديثه قاسياً حيث قال: «من حقنا الشك في انحياز رئيس الرابطة، الذي أوضح في البداية نواياه المؤكدة لتوقيع الاتفاق مع التلفزيون الايطالي، وهو الآن في عجلة من أمره لاستلام العروض خلال الساعة الثانية عشرة من يوم الثلاثاء، فالوعد الذي تم قطعه ومصافحة اليد، يجب ان تكون لهما نفس قيمة التوقيع بين الرجال المهذبين». السند القانوني الذي تم الاشارة اليه من التلفزيون الايطالي هو الاعتراض على وقت انتهاء تقديم العروض، وهوالساعة 12 من 26 يوليو، وهذا يعني انه يوجد هناك أقل من يومي عمل، وهذا يعتبره محامو «الراي» تناقضاً كبيراً في مبادئ المادة مقارنة مع المزاد العلني السابق الذي اعطى مهلة مدتها 15 يوما لتقديم العروض. وفي منتصف الظهيرة يتدخل وزير الاتصالات ماريو لاندولفي الذي يقترح تمديد يوم اغلاق العطاء، حيث قال: «ان الاهتمام والمصالح التي تدور حول هذه الأحداث يجب ان تنصح البائع في اتباع أفضل الاجراءات التي تسمح بافضل تقييم من طرف المشتري، وان رابطة كرة القدم ستقيم اذا كان من المناسب تمديد تاريخ تقديم العروض»، وهو الطلب الذي تم تقديمه ايضا من «الراي»، لكن تم رفضه من قبل مسؤول الرابطة الايطالية لكرة القدم. أثارت النقابات العاملة في التلفزيون الايطالي «الراي»، «سي دي ار» و«اوسي جراي»، الشكوك حول هذا الموضوع حيث يقولون: «هناك تغيير في قوانين اللعبة، في مباراة كانت قد انتهت تقريبا، وهذه التغييرات تفتح المجال لتساؤلات كثيرة حول نزاع المصالح». وقد تم التأكيد على هذا المفهوم مرة اخرى من قبل مستشار «الراي» كارلو رونيوني، حيث قال: «من غير المقبول أن تقوم الرابطة بإلغاء المفاوضات مع «الراي»، وهو الذي يقدم خدمة عامة للجميع، وذلك لافساح المجال امام تلفزيون الميديا سيت الذي وبعد أن فقد حقوق بث بطولة ابطال الاندية الاوروبية، فهو يريد الان اثبات نفسه من جديد، وهنا يجب على السلطات أن تحاول التدخل في الامر».