مغامرة فييري مع ميلان بدأت بهدف جاء أمام الخصم غير المنتظر

مشاعره مخبأة بداخل صندوق ولا يستطيع أحد الاطلاع عليها

TT

مهاجم ميلان الجديد كريستيان فييري عاطفي لكنه بارد المشاعر ولا يظهر ما بداخله بسهولة، على أية حال لقد بدأ مغامرة جديدة، وبدأت تلك المغامرة ضد فريقه السابق انترناسيونالي بمصافحة وتحية، وعبارة: سنلتقي في ملعب «سان سيرو».

في موقف كهذا، وفي جو المباريات الصغيرة والتي احتوت على أول ديربي في الموسم، لا يوجد متسع للمشاعر التي لم تكن في مكانها، ولكن كان هناك عدم صبر لسماع الصافرة الاولى لبداية المباراة قبل ان يطلقها الحكم، بينما كانت لدى فييري الرغبة في ركل الكرة، وبعدها بدأ بالقفز في الملعب، ولقاء مؤثر مع ماتيزازي، بعض السيطرة الخاطئة على الكرة وبعض الاحتجاجات الحقيقية من قبل الجمهور، مع أنها كانت في بعض الاحيان احتجاجات غامضة.

فهناك قائمة طويلة من الابطال الذين غيروا فرقهم، وهناك ايضا قائمة مهمة من اشخاص مهمين في كل وقت قاموا بقطع المسافات بالطول والعرض من ميلانو الى تورينو، ولكن فييري ليس باللاعب الكبير مياتزا، وليس هو روبرتو باجيو، وهو ليس ايضاً الدو سيرينا، إنه لاعب غير محبوب، ويجلب ضده ردود فعل قوية، ولهذا فإن مشاعره مخبأة بداخل صندوق حيث لا يستطيع ملاحظتها أحد.

«تريستي» مدينة جميلة فيها ميناء تجاري كبير وهي ايضاً مدينة حدودية، وأيضا ملتقى الثقافات، ولكن الملعب يبقى له عالم آخر وسلطة أخرى.. وحتى في مدينة مضيافة كهذه لم يجد فييري أي ترحيب.

ومن جهة اخرى، كانت الأمور أسوأ بكثير عندما نزل رئيس فريق التريستينا تونيللوتو الى وسط الملعب مع فريقه، فلا يوجد أحد مقدس في وطنه ولا حتى خارج ارضه، وهذا ما يعلمه جيدا فييري الذي أمضى اول فترة من حياته المهنية في تسجيل الأهداف، وفي التنقل من مدينة لأخرى.

علق فييري على تلك اللحظات: «صافرات المشجعين» كنت اعتقد بأن الوضع سيكون أ سوأ من ذلك بكثير، إذن، هل سيكون الوضع أسوأ في ميلانو؟ أجاب: آجلاً أم عاجلاً سأضطر الى اللعب في ميلانو، والمشجعون هناك كانوا دائماً متحضرين، ولهذا فأنا لست قلقاً.

بقي فييري في الملعب لمدة 36 دقيقة ضد فريقه السابق انترناسيونالي، وبعدها تم استبداله باللاعب الشاب ارديميني، فشاهد أول هزيمة لفريقه الجديد الميلان وهو على مقاعد الاحتياط، الذي بدأ كما انتهى وذلك بخسارته بضربات الجزاء، ولكن أي مقارنة من هذا النوع هي مقارنة ممنوعة، لأن هذا الديربي بين الميلان وانترناسيونالي في أول مراحله لا يعبر عن الديربي الحقيقي.

أصاب سيرجينو زاوية المرمى، وبعدها ابتسم وقال: ليس من السهل الخطأ مع الكثير من الدقة، ولكن هذه المباراة ليست مباراة بطولة ابطال الاندية الاوروبية، والجو يبقى مقبولاً حتى عندما أخطأ اللاعب امبروزيني ووضع نهاية الديربي الأول للاعب الهارب كريستيان فييري.

على أية حال، عاد فييري الى الملعب ضد فريق اليوفنتوس، وقام بعمل ما كان ينتظره منه فريقه الميلان في الأشهر القادمة، وهو تسجيل الأهداف، وجاء الهدف عن طريق ضربة جزاء تمت اعادة تنفيذها، وسجل فييري في الضربة الأولى هدفا وعند الإعادة سجل هدفا آخر، وهكذا اصبح الهداف الأول لهذا الصيف.

أول المعانقين له كان اللاعب سيدروف، حيث كان هو الأقرب له، والذي لاقى نفس مصير المهاجم، وبعدها جاء دور اللاعبين الآخرين الذين تجمعوا فوقه، واللاعب كوستاكورتا الذي وصل في النهاية وبدأ بالقفز فرحا وهكذا علق المدافع بعد المباراة قائلا: فييري لاعب مهم وقوي جدا، ولا افهم كيف استطاع نادي انترناسيونالي التخلي عن لاعب مثله، ويكمل بعدها حديثه: «أنا مغرم بلاعب هكذا، وأنا سعيد بوجوده معنا» ويرد عليه فييري وهو يضحك قائلا: «كان كل رفاقي لطفاء معي، فالمعانقة بعد احرازي الهدف تعبر عن محبتهم الكبيرة لي». قام بوبو بإحراز هدفين.. هكذا كان تعليق ادريانو غالياني خلال البث المباشر للمباراة بعد احرازه لضربة الجزاء، وحيث ان هذه ليست المرة الاولى التي يهتم فيها بلاعبين سابقين من فريق انترناسيونالي، قال: «أنا سعيد بما جرت عليه الأمور، مع أننا كنا متعبين في النهاية بعض الشيء».

ويلخص انشلوتي الوضع بقوله: جربت حلولا مختلفة، وأنا راض جداً، في الشوط الأول بقي فييري متأخراً ولم يحصل على مساعدة من الفريق، ولكن في الشوط الثاني وعندما لعب فريق الميلان بشكل أكبر على أطراف الملعب كانت لديه فرص أقوى، وأنا سعيد ايضا بالنسبة للاعب سيميش، فقد وجدنا لاعباً مهماً آخر عاد الى مستواه الطبيعي.

من لاعب سابق للانتر الى لاعب آخر، ومن رهان الى آخر، فالمراهنة على فييري ما زالت بحاجة بنفسها الى برهان، ولكنها بدأت بإحراز هدف حتى ولو أنه جاء ضد الخصم غير المنتظر*