معركة بالعصي بين جمهور الاتحاد السكندري ولاعبيه انتهت في المستشفى وسيل من الدماء

تواصل المهازل والفوضى في الملاعب المصرية

TT

شهد نادي الاتحاد السكندري المصري مهزلة أخلاقية استمراراً لحالة الفوضى والتسيب التي تشهدها الرياضة المصرية في الفترة الأخيرة على جميع المستويات والتي جسدها بشكل واضح نادي الزمالك بالمعركة المثيرة المشتعلة بين الرئيس والنائب. حيث نشبت معركة عنيفة بين لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بالاتحاد والجمهور الذي كان يتابع المران اليومي للفريق بملعب النادي بالاسكندرية استخدم فيها الطرفان العصي والقطع الحديدية وأسفرت المواجهة عن إصابات بالغة بين الطرفين. وكان فتيل هذه الأزمة قد بدأ في الاشتعال قبل يومين عندما طالب لاعبو الاتحاد بمستحقاتهم المالية لدى النادي وهي عبارة عن عدم حصولهم على الراتب الشهري منذ ابريل الماضي وحتى الآن بالإضافة إلى النسب المالية التي يستحق لهم الحصول عليها طبقاً لما تنص عليه عقودهم مع الإدارة، لكن أحداً لم يستجب لهم أو حتى يفكر في الجلوس معهم للاستماع إلى وجهة نظرهم في هذه المشكلة. وهو ما دفع اللاعبين إلى عقد اجتماع فيما بينهم والاتفاق على مقاطعة التدريبات اليومية للفريق وبالفعل نفذ اللاعبون تهديداتهم ولم يذهبوا إلى المران اليومي. وفي اليوم التالي كان من المفترض أن يلعب فريق الاتحاد مباراة ودية مع فريق أسمنت أسيوط استعدادا للدوري الممتاز لكن لاعبي الاتحاد واصلوا إضرابهم وهو ما دفع طلعت يوسف المدير الفني إلى الاعتذار لمسؤولي فريق الأسمنت وإلغاء المباراة، وفي ظل هذا الموقف المتأزم اضطر محمد مصيلحي نائب رئيس النادي إلى التدخل واستدعى اللاعبين وعقد معهم اجتماعاً طارئاً أبدى فيه أسفه الشديد لسوء تصرفهم وعدم تقديرهم للمسؤولية ولجوئهم إلى سياسة لي الذراع لفرض طلباتهم على مجلس الإدارة ووجه إليهم إنذاراً شديد اللهجة وقرر خصم ألف جنيه من كل لاعب بالإضافة إلى خصم 20% من مستحقات كل لاعب التي ينص عليها عقده، وأكد لهم أن الاتحاد بإمكانه الاستغناء عن أي لاعب متمرد. وفي نهاية الاجتماع اتفق اللاعبون على العودة للتدريبات مع الوعد بحصولهم على حقوقهم وذهبوا إلى مدربهم طلعت يوسف المدير الفني يعتذرون له ويطلبون السماح، لكنه استقبلهم بشكل سيئ وأكد لهم أن العقوبات التي وقعت عليهم ليست كافية وسيقوم بتوقيع عقوبات جديدة عليهم واتفق معهم على موعد للتدريب وبالفعل ذهبوا إلى الملعب وهناك دارت أحداث المسرحية الهزلية مساء السبت الماضي. وما ان بدأ المران حتى أقبل الجمهور السكندري على مشاهدته وبدأ في شن هجوم مكثف على اللاعبين خصوصاً من أسماهم بقادة التمرد وهم السيراليوني تشيرنو منسري ورامي سعيد وسعيد عبد العزيز وحسين فهمي وعادل إمام وكثف الجمهور هجومه على رامي سعيد بالشتائم فلم يحتمل اللاعب وقام بالصعود إلى المدرجات واشتبك بالأيدي مع مهاجميه ووصل الأمر إلى حد الضرب والركل وتحول الموقف إلى ما يشبه ساحة الملاكمة. وقبل أن يتدخل العقلاء لفض الأزمة فوجئ الجميع باللاعب تشيرنو ممسكاً بقطعة حديدية ضخمة ومتجهاً بها إلى الجمهور وبدأ الطرفان في الاشتباك معاً وأمسكوه وانهالوا عليه ضرباً بالعصي هو ورامي وأصيب الأخير بكدمات في جسده، فيما كان نصيب تشيرنو قطعا غائرا في الرأس سالت على إثره الدماء ونقل اللاعب إلى أقرب مستشفى وأجريت له إسعافات سريعة لإيقاف النزيف وعدة غرز وتم تصعيد الأمر لأقسام الشرطة. وتم إلغاء المران وسادت حالة من الذهول داخل نادي الاتحاد أحد أعرق الأندية المصرية وأقدمها والتزم طلعت يوسف الصمت لحين عرض الأمر بالكامل على مجلس الإدارة لاتخاذ ما يراه من قرارات. والتي من المتوقع أن تصل إلى حد الإيقاف لرامي سعيد وتشيرنو بطلي المهزلة وربما يتم الاستغناء عنهما. يذكر أن هذين اللاعبين كانا يلعبان ضمن صفوف الأهلي المصري قبل انتقالهما لصفوف الاتحاد وكان رامي تحديداً قد استبعد لسوء سلوكه مع الثنائي الشهير إبراهيم سعيد واحمد صلاح حسني. والمعروف أن هذه الأزمة كانت قد وقعت قبل أيام في نادي الزمالك عندما هتف الجمهور ضد المهاجم جمال حمزة لاعب فريق الكرة والذي لم يستطع تمالك أعصابه فدخل في فاصل من الشتائم معهم ونشبت أزمة كبيرة بسبب هذا المشهد، كما وقعت أحداث مشابهة داخل العديد من فرق الدوري الممتاز خلال فترات الإعداد التي وصلت إلى حد الاشتباك بالأيدي بين اللاعبين. كما حدث من حسام عبد العال لاعب فريق غزل المحلة الذي اعتدى على أحد زملائه بالضرب المبرح أمام مدربه شريف الخشاب والذي قام بطرده من الملعب وإيقافه وتم الاستغناء عنه وضمه فريق طلائع الجيش أخيرا لصفوفه. وفي نادي إنبي كانت هناك مشادة عنيفة بين عمرو زكي مهاجم الفريق ولاعب المنتخب المصري وعلاء عبد الصادق مدير الكرة بالنادي كاد الأخير أن يترك على اثرها منصبه لولا تدخل المسؤولين بالنادي. وما زالت الأزمة التي واجهها الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك خلال مباراته الودية مع فريق مالية كفر الزيات أحد فرق دوري القسم الثاني عالقة بالأذهان عندما شن جمهور الفريق الأخير هجوماً عنيفاً ضد لاعبي الزمالك مذكراً إياهم بالهزائم الثقيلة التي نالوها من الأهلي فثار اللاعبون وانفعلوا واشتبكوا مع الجمهور وانسحبوا من أرض الملعب لكنهم عادوا بعد ضغوط رهيبة وتوسلات واعتذارات من مسؤولي كفر الزيات كما شهد فريق الشرقية أحد فرق دوري القسم الثاني لكرة القدم معركة عنيفة بين لاعبيه القدامى والجدد وصلت إلى حد التراشق بالألفاظ وكاد الأمر يتطور إلى الاشتباك بالأيدي لولا تدخل الجهاز الفني بقيادة يسري عبد الغني والذي أنقذ الموقف بصعوبة وهدد باستبعاد أي لاعب يتجاوز حدوده. وفي تعليقه على هذه الأحداث أبدى حسام البدري المدرب العام لفريق الكرة بالأهلي أسفه الشديد للحالة التي وصلت إليها العلاقة بين لاعبي كرة القدم من ناحية والجمهور من ناحية أخرى فالمفترض أن يحترم الجمهور لاعبيه مهما كانت الأمور. وفي نفس الوقت على اللاعبين أن يكونوا أكثر قدرة على التحكم في أعصابهم والصبر على جمهورهم مهما كانت المواقف المعادية لأن هذا الجمهور هو الذي صنع نجومية اللاعبين وهو الذي يقف دائما خلفهم في الأزمات والمواقف الصعبة. وقال: هذه الأمور جديدة على كرة القدم المصرية فقد كان الاحترام المتبادل هو الذي يغلف دائما علاقة اللاعب بجمهوره ولم تحدث تجاوزات مثل تلك التي نشاهدها الآن، فأنا لا أتصور أن يقوم لاعب بالذهاب إلى المدرجات والصعود إلى الجمهور والاشتباك معه فهذا بالطبع سوء تفكير وتهور وجنون أقرب إلى الانتحار، فليس من المنطق أن يدخل لاعب بمفرده في معركة مع عدة آلاف من الجمهور قد يلقى فيها حتفه. واستطرد مدرب الأهلي قائلاً: من وجهة نظري فإن هذه الأحداث تتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى إدارات الأندية فلو كان هناك ضبط وربط ولوائح للثواب والعقاب لما تجرأ لاعب على الخروج عن النص وتجاوز حدوده، فنحن مثلاً في النادي الأهلي لا يستطيع أي لاعب مهما واجه من ضغوط جماهيرية أن يبادلهم نفس الموقف، لأنه يعرف جيداً أن الإدارة لن تقبل ذلك مهما كان موقف الجمهور منه لهذا على إدارات تلك الأندية أن تراجع نفسها وتضع اللوائح التي تحمي الأخلاق وتحافظ على العلاقة بين الجمهور واللاعبين. ومع رفضي الشديد لتصرفات الجمهور إلا أنه دائماً على حق لأنه يعشق النادي ولاعبيه ويحبهم ويذهب خلفهم في أي مكان متحملاً مشقة السفر من دون أي مقابل حتى وإن خرج عن النص مع عدم إقراري بذلك فإن هذا الخروج يكون منطلق حب النادي ولاعبيه.