النجاري البطل المغربي الأسبق لسباق الدراجات: من الصعب إعادة أمجاد طواف المغرب في ظل انعدام المؤسسات الراعية

TT

اعتبر مصطفى النجاري البطل المغربي الاسبق لسباق الدراجات، فترة سنوات السبعينات، ازهى فترة عاشتها الدراجة المغربية، وأكد في حديث لـ «الشرق الاوسط»، انه من الصعب اعادة امجاد هذه الرياضة، التي عرفت تألق الدراجين المغاربة الذين كانوا ينافسون في تلك الحقبة، ابرز المحترفين الدوليين في سباقات طواف المغرب. ابرز نقاط هذا الحديث نعرض لها في التقرير التالي:

* بعد تألق عرفته الدراجة المغربية سنوات الستينات، السبعينات والثمانينات، ماذا يمكنك القول في شأن آداء المنتخب الحالي لسباق الدراجات؟

ـ ليس هناك وجه للمقارنة بين آداء المنتخب الحالي لسباق الدراجات، وبين نظيره في الستينات والسبعينات، هذا الأخير عرف تألقا وإشعاعا محليا ودوليا، عكس المنتخب الحالي الذي ينقصه الشيء الكثير لبلوغ ذلك المستوى.

* في نظرك ما هي العوامل الكأمنة وراء هذا التراجع لرياضة الدراجات المغربية؟

ـ التألق الذي عرفته الدراجة المغربية في تلك الفترة، لم يكن مجرد صدفة، بل كانت وراءه مقومات جعلتها تعانق الإشعاع، وذلك بفضل المنافسات الخارجية للمنتخب المغربي في عدة مظاهرات دولية، الشيء الذي قوى من تجربة عناصر المنتخب. وما يلاحظ حاليا هو تقلص هذه المشاركات، إن لم نقل انعدامها، فسباق الدراجات رياضة تكتيكية، تتطلب الاحتكاك بأعرق المدارس لكسب التجربة.

* إذن فنقص المشاركات الدولية هو سبب تراجع رياضة سباق الدراجات بالمغرب؟ ـ كان من السهل سابقا، الانتقال إلى خارج المغرب للمشاركة في المنافسات الدولية، خاصة التظاهرات الأوروبية، ويعرف الكل أين وصل مستوى الدراج الأوروبي، لعدم وجود نظام التأشيرة بين أوروبا والمغرب، مما كان ييسر انتقال الدراجين المغاربة في كل حين إلى أي بلد أوروبي، للمشاركة في الملتقيات الدولية المبرمجة، هذا الأمر الذي يتعذر حاليا بسبب صعوبة الحصول على تأشيرة الدخول إلى العديد من الدول خاصة الأوروبية منها، والتي بفضل الاحتكاك بدراجيها يكسب المغاربة خبرات وفائدة كبيرة.

* إذن فمستوى الدراج المغربي أضحى هزيلا، بعد تألق كبير خلال السنوات السابقة؟ ـ لا أنكر وجود بعض الدراجين الجيدين في المغرب، يتوفرون على مستوى طيب، ولا أدل على ذلك من النتائج الإيجابية التي يحققونها خلال مشاركتهم ضمن المتنخب المغربي لسباق الدراجات، في السباقات الإفريقية، كطواف بوركينافاسو، وطواف السينغال، وطواف تونس، وطواف الجزائر، إلا أن المستوى العام يبقى ضعيفا، ولا يلاحظ أي تقدم ملموس، وذلك بسبب نقص المشاركات الخارجية، وأيضا وجود بعض المشاكل ذات طبيعة مادية وإدارية، على مستوى الاتحاد المغربي لسباق الدراجات، الذي يساهم في الوضعية السلبية الراهنة، وأنا متيقن أنه بزوال هذه المعوقات، ستعرف الدراجة المغربية انطلاقة حقيقة نحو التألق من جدبد.

* بعد الغياب لسنوات يعود طواف المغرب للدراجات، ليعيد الامل للدراجة المغربية، لكننا نفاجأ بغياب هذه التظاهرة خلال هذه السنة؟ ـ غياب طواف المغرب للدراجات هذه السنة، راجع بالأساس إلى غياب الإمكانيات المادية، حيث ان جميع الشركات تقاعست عن تقديم الدعم المادي الضروري لهذه التظاهرة الرياضية، وقد علل مسؤولو الشركات هذا التقاعس، بكون سباق الدراجات رياضة، لا تحظى بالعناية والاهتمام من طرف الإعلام، عكس الرياضات الاخرى، ككرة القدم التي تحظى بمتابعة إعلامية، ويبقى للدعاية والإعلام دور حاسم في جذب المستثمرين لدعم هذا النوع الرياضي، والدفع بعجلته نحو التطور.

* إذن فما تحتاجه رياضة سباق الدراجات المغربية، هو الاحتراف للخروج من الوضعية الحالية؟ ـ التحدث عن الاحتراف في ظل الظروف الحالية، يبقى مجرد اضاعة للوقت، فهذا الموضوع يبقى بعيد المنال كما ذكرت، فكرة القدم المغربية تتلقى دعما كبيراً، ماديا وإعلاميا، وتصرف عليها أموال طائلة ورغم ذلك، لا زالت غير قادرة على ولوج فضاء الاحتراف. ولكي نكون دراجين محترفين، علينا أولا تكثيف المشاركات الدولية الكبرى، كطواف فرنسا، وطواف إسبانيا وغيرهما، وهذا ما زال صعب التحقيق في ظل الأوضاع الراهنة.

* ماذا عن الدعم المادي الذي تقدمه بعض الجهات المسؤولة؟

ـ دعم هذه الجهات لرياضة سباق الدراجات، يبقى محدودا وبسيطا، يستفيد منه الجهاز الوصي على الرياضة فقط، الذي يتولى صرف الدعم في تنظيم بعض السباقات، أو لإقامة بعض المعسكرات التدريبية، أو المشاركة في بعض السباقات الدولية، وتبقى الأندية بعيدة عن هذا الدعم، وتعاني من نقص كبير في إمكانياتها المادية، مما ينعكس سلبا على مردودياتها الفنية بوجه عام، اللهم إذا استثنينا بعض الأندية،التي تتوفر على راعين كجمعية الدراجين البيضاوية، ونادي الوداد البيضاوي للدراجات.

* أمام هذا الوضع كيف تقيم جهود الاتحاد المغربي لسباق الدراجات في سبيل دعم هذه الرياضة؟ ـ قام الاتحاد منذ مدة بسن سياسة خلق العصب (الجهات)، على المستوى الاقليمي، والتي بدأت تعمل على تشجيع ممارسة هذه الرياضة، وتعزيز الأندية بالدراجين، لكن هذه السياسة أفرزت نقص عدد الدراجين المشاركين في السباقات الوطنية، بسبب مشاركة معظمهم في السباقات التي تنظمها العصب، وللخروج من هذه الوضعية الشاذة، فسيحاول الاتحاد، إعادة برمجة هذه السباقات بشكل يجعل توقيتها غير متزأمن مع بعضها، وذلك لضمان مشاركة أكبر عدد من الدراجين وخاصة على مستوى التظاهرات الوطنية.