رحيل رونالدو عن إنترناسيونالي ورغبته في العودة إليه الآن مؤشر ضعف

موراتي زوجة مالك نادي إنترناسيونالي تتحدث عن سنواتها العشر غير العادية مع الكرة:

TT

ربما يعرف كثيرون عن انترناسيونالي وعن لاعبيه وربما أيضا يعرفون مالكه «ماسيمو موراتي» صاحب الـ 60 عاماً، والذي اشترى النادي في شهر فبراير 1995م، وحقق معه انتصارين طوال تلك السنوات لقبين فقط كأس الاتحاد الأوروبي عام 1998م وكأس إيطاليا عام 2005م وهنا تتحدث زوجته «ميللي موراتي» وتكتشف أن هناك ما لا تعرفه عن الرجل الذي اختار أن يقتحم عالم كرة القدم بشراء أحد أكبر أندية ايطاليا انترناسيونالي

* كيف هو زوجك، كمشجع لكرة القدم؟

ـ هو مشجع بالفعل، فهو يتألم كالجميع بعد خسارة ما، لا يستطيع أن ينشغل بشيء مُسل وأن يروح عن نفسه، فهو دائم التفكير والكلمات هي ذاتها، كما في البرنامج الرياضي صباح يوم الاثنين، مع ألم أكبر بعض الشيء، حيث ان الأمر يتعلق به شخصيا، كأن يردد «كان بإمكاننا أن نعمل، وكان بإمكاننا أن نقول»!

* أمن السهل الشجار معه؟

ـ سهل جدا، من الممكن إيجاد أي عذر للشجار، لقد اكتشفنا أن كلاً منا عصبي، ونحن نعرف بعضنا منذ زمن بعيد.

* أنت عقلاني وهو حالم، صحيح؟! ـ لا، نحن خليط أنا عندي واقعية الحياة وعقلانية دقيقة في العمل، ولكن كلينا منجذبان لما هو جديد ونحلم كثيراً، وبالتناوب ننبه بعضنا لضرورة تبسيط الأمور، من الجدير بالملاحظة في «ماسيمو» هو أن عقلانيته في العمل هي الأساس المتين الذي يحقق الحلم من الناحية الأخرى، والأمر يشمل انترناسيونالي، وإلا هناك الفشل.

* لديكم خمسة أولاد، وكما يقال عائـلة كبيرة، وكبيرة هي جماعة انترناسيونالي، أليس كذلك؟

ـ «نظرة مباشرة وابتسامة» صحيح بأنهم يشعرون وكأننا عائلة واحدة، علاقة «ماسيمو» ليست كعلاقة صاحب العمل مع لاعب محترف مستقل، هو يرى اللاعبين كشباب أب شاب مع أبناء صغار، وهم يفهمونه ويستغلون هذا الوضع بعض الشيء كسائر الأبناء «لهذا السبب لا أحد يرغب بالابتعاد عن انترناسيونالي، باستثناء «فييري»، وهي قصة حدثت قبل وقت قصير.

* كيف عشتم هذا الحدث؟

ـ هنالك بعض المرارة عندما يتبين أن هناك نقصا في التعلق بالفريق، إلا أن «فييري» هكذا فهو محترف بشكل جدي واحترافه هذا يبتعد عن المشاعر لقد ذهب «رونالدو» بشكل خفي، والآن يلمح بأنه يريد العودة! ـ تلك كانت حالة أخرى، حالة نضوج ـ حالة نجاح وحياة شخصية ـ وكانت سريعة مقارنة أيضاً بباقي اللاعبين المشهورين، وقد سببت له عدم توازن وضعفاً يشعر بهما من دون أن يدرك ذلك، وتقوده لعدم التحمل في الصعوبات والتضحيات أعتقد أن «رونالدو» صادق عندما يقول: «إنه يتعلق بالفريق وبـ «ماسيمو» وبميلانو، إن عدم القدرة على تحمل الأمور عندما كانت صعبة، ومن ثم الرغبة بالعودة بعد ذلك، لهو مؤشر ضعف» لقد تم ملاحظة تأثر «رونالدو» في رغبته بوجودكم قربه يوم زفافه مع «دانيللا» في باريس، وأثناء العودة قلت: «لقد فهمت القليل القليل من هذا الحفل، وليس لمجرد أنهم كانوا يتكلمون اللغة البرتغالية»! «تضحك وتتذكر» كان الحفل طويلا، لقد دام ضعف وقت حفل الزفاف الحقيقي، المكان كان مجهزا تقريبا، وكنا في الصف الأول واقفين بانتظام، وأنا كنت ارتدي أيضاً حذاء ذا كعب عال كان سيُغمى عليّ.

* خلال عشر سنين قام زوجك بشراء لاعبين بأكثر من 1000 مليار ليرة إيطالية، أليس هذا كثيرا؟ ألم تنفجري؟

ـ أهو بهذه الكمية الكبيرة فعلاً؟! ولكن هناك أيضاً تبادل اللاعبين أنا أعطيك هذا وأنت تعطيني بالمقابل لا، أعتقد أن المبلغ مبالغ به. النقود الجارية أقل بكثير، وأيضاً هناك النقود التي تدخل من جراء بيع الملكية. لا ليست كل النقود فعلية. على كل حال الانفجار من الضحك والبكاء لا يجدي نفعاً، إنك تنفجر عندما تعتقد أن أحدهم لا يدرك الأمور، ولكن «ماسيمو» يعرف ما يفعل، وبأي حال هذا المبلغ المرعب مرتبط برواتب جميع الذين يعملون في عالم كرة القدم كلها، وليس فقط اللاعبين.

أعتقد أن الأسعار الهائلة متأثرة بالحقوق التلفزيونية التي ارتفعت بطريقة غير معقولة، ليس سهلا أن تقوم بأداء الدور الأخلاقي في عالم كرة القدم: هنالك فرق لا يهمها تخفيض الأسعار، لأن الأموال ترجع اليهم من جهات أخرى. من الدعايات ومن الحصص المملوكة في التلفزيونات. وما تُنقصه من رواتب اللاعبين يستعيده اللاعب من خلال دعاية التلفزيون.

* والحل؟

ـ لو كان الأمر بيدي، تخفض عمولات الوسطاء إلى الصفر. كلها، الحقيقة انني أجد إدارة الوكلاء للاعبي الكرة في بعض الأحيان مخالفة لإرادتهم، وكأنهم أطفال، إنه لأمر يقلل من شأنهم، إنهم ناضجون. شباب من عصرنا عندهم إمكانية النجاح حتى من دون أن يكونوا في أيدي الوسطاء، الآن يهجم قطاع الخدمات كمصاص الدماء على جميع من يرونهم كمصدر للدخل، ويعصرونهم كحبة ليمون في وقت قصير، يسمحون لهم بالعيش البذخ ومن ثم يتركونهم من دون وظيفة، مع خطر الضياع الكامل. الاستمتاع بكرة القدم كل يوم أحد أصبحت بالنسبة للاعب هامشية، لا بد من العودة إلى الجوهر في كل شيء ومن قبل الجميع.

* بصفتك من مشجعي انترناسيونالي، أيهما كان ذا وقع مؤلم أكثر، خسارة الكأس بسبب ضربة الجزاء التي لم تعط لـ «رونالدو» في مباراة يوفي ـ إنتر، أم الخسارة في 5 مايو في الأوليمبيكو من فريق لاتسيو؟

ـ إنهما أمران مختلفان. حادثة تورينو سببت غضبا شديدا بسبب ظلم واضح تكبدناه، ضربة الجزاء التي لم تمنح بسبب خطأ كانت غير لائقة، في حين كانت حادثة الاوليمبيكو الأكثر مرارة. أن تكون مضطرباً أمام أمر لا يمكن تصوره، مؤشر لضعف جماعي أثر أيضاً في مرحلة لاحقة على كل من المشجعين واللاعبين والمدرب، فعندما تكون هناك ولا تفوز ولا تعرف لماذا، فالأمر مروع، وتبقى تفكر بهذا الأمر لوقت طويل.

* هل تحرر انترناسيونالي من بعض الثقل بالفوز بكأس إيطاليا؟

ـ كأس إيطاليا كانت شيئا جميلا للجميع، ولا يوجد هناك عدم استمرارية بين انترناسيونالي الجديد والقديم: هنالك عمل للمدرب قد بدأ به مسبقاً، وهناك رغبة للتمتع، وهو الأمر الذي يبعث الأمل.

* قبل عشر سنوات عندما قرر زوجك شراء انترناسيونالي، لم تكوني سعيدة! ـ كنت فعلياً ضد الفكرة، وخصوصاً لأنني كنت حريصة جداً على خصوصيتنا، ولكن بما أنني أشارك «ماسيمو» في كثير من المثل العليا، قبلت هذا أيضاً. الأمر برمته كان يدور حول الولع، وقد فهمت ماذا كان يريد أن يقول، إنها محاولة استعمال لغة مشتركة مع أشخاص مختلفين، وفرصة لنكون في نفس المستوى، على الأقل في ذات الشيء: «انترناسيونالي»، وإمكانية إعطاء الاطمئنان والسكينة للناس بعد أسبوع شاق. ولكن لا يستطيع المرء تحقيق ذلك دائماً.

* وعيناها المحدقتان في السماء تقولان أكثر من الكلام الذي قيل. هل غيّر ذلك الاختيار حياتكما؟

ـ نعم، لأننا في عرض مسرحي مستمر، وهذا متعب. يعتقد الناس أننا نملك العصاة السحرية، ولكن الأمر ليس كذلك، على الأكثر تستطيع أن تجعل الفريق يفوز، ولكنك لا تستطيع أن تحل المشاكل العائلية الفردية لكل شخص. كل يوم نستقبل عشرات من طلبات المساعدة على عنوان بيتنا، وإذا أضفنا الطلبات التي تردنا الى المكتب، ومقر انترناسيونالي يرتفع الرقم إلى المائة، وحلها صعب بشكل فردي، بإمكاننا الاهتمام بأوضاع أكثر عمومية: مشكلة الأطفال على سبيل المثال، كانت السبب الرئيسي في تأسيس مخيمات النادي، ومبادرات التدخل لحالات انسانية في اوروبا الشرقية، أميركا الجنوبية وفي الشرق الأوسط.

* يظهر الاهتمام بالمشاكل أيضاً بتحويل المخالفات المالية الموسمية للإنتر إلى «ايميرجنسي»، هل لك ضلع بذلك؟

ـ «تضحك». في بعض الأحيان كانت تصرفات اللاعبين المخالفة للقانون بغباء تثير غضبي، لنستخدمها على الأقل لسبب جيد. ومن هنا جاءت الفكرة، في السنة الأولى تم توجيه الأموال إلى «ايميرجنسي»، ومن ثم إلى مشاريع أخرى اعلمنا بها اللاعبون أنفسهم، مثل جمعية «زانيتي»، و«البيندون» للاعب «بيرجومي». والآن تقريبا حان الوقت لاتخاذ القرارات بشأن السنة المقبلة.

* كيف نشأ الالتزام مع «ايميرجنسي»؟

ـ لقد تعرفت على «جينو سترادا» منذ عشر سنين، وعندما ذهبت لزيارته تأثرت برسومات أطفال من شمال العراق، والذين كانت تتم معالجتهم في المستشفى. إنها رسومات جميلة جدا، ولها نفس مواصفات رسومات أطفالنا: البيوت والأشجار والشمس والمرعى والورود. باستثناء أن الورود كانت جميعها متشابهة. الورود ذات خمس بتلات، وقد شرحوا لي أنها ترمز للألغام ذات البتلات الخمس المصنوعة بإيطاليا، «الفارمارا»، وقد أثرت بي فكرة أن هؤلاء الأطفال يعيشون بشكل طبيعي في الحرب، لقد رأيتهم، الأطفال الأكراد الذين يعيد تأهيلهم «جينو سترادا» على استعمال الأجهزة، وعلى وضع الأطراف الاصطناعية بدلا من أحذية القدم. وأن يبتسموا، وقلنا لا بد من عمل شيء هنا، وبواسطة بيع صور اللاعبين في «سوثيبييز» قمنا ببناء المستشفى في «بانشير» في أفغانستان، إلا أن المشاكل موجودة في كل مكان.

* أيسبب الغنى الفاحش شعوراً بالذنب، وبضرورة القيام بالإصلاح بطريقة ما؟

ـ لا، فالغنى يعرض دائما السؤال الآتي: لماذا أنا؟. ولكن إذا جاء الغنى من الإنتاج فيجب أن يولد فيك السعادة، والرغبة في الزيادة، وتأتي اللذة في أن تكون مستعدا لمبادرات تضأمنية تأتي منطلق قدرتك لأن تكون صوتاً لمن ليس له صوت. نحن نعرف أشخاصا أكثر، ولنا اتصالات كثيرة، ونصل إلى كثير من الأشخاص، لأن كرة القدم تصل إلى كل مكان وإلى كل شخص، ويجب أن لا نخسر هذه الفرصة.