شايع النفيسة: الكرة السعودية بحاجة إلى القاعدة من الناشئين لمواصلة تألقها

طلال المشعل قادر على خلافة ماجد عبد الله وقيادة خط الهجوم بمهارة

TT

طالب مهاجم منتخب السعودية ولاعب فريق الكوكب (درجة ثانية) في عقد الثمانينات الميلادية الماضية شايع النفيسة، المسؤولين عن الرياضة في بلاده بالاهتمام بالقاعدة السنية من أجل أن تواصل كرة القدم السعودية تألقها على المستويين القاري والدولي. موضحا أن إنشاء مدارس كروية للبراعم في مختلف المناطق السعودية سيكون له الأثر البعيد على مستوى الكرة.

وقال النفيسة في حديثه لـ «الشرق الأوسط»: حقيقة يجب أن يعلم الجميع أن كرة القدم السعودية بحاجة شديدة إلى القاعدة، وذلك لبناء جيل كروي قادر على قيادة منتخب بلاده في المحافل الدولية المقبلة، وأن تعود أيضاً منتخبات الناشئين والشباب إلى سابق عهدها لتحقق الإنجازات والبطولات، كما كانت تفعل في الثمانينات الميلادية السابقة. وأضاف النفيسة: في اعتقادي أن استمرار الوضع الحالي من إهمال للفئات السنية سيضر بكرة القدم، لكنني آمل حقيقة من جميع مسؤولي الأندية السعودية النظر حول هذا الموضوع، وأن يجعلوا إنشاء مدارس كروية في أنديتهم المحلية في طليعة اهتماماتهم من أجل رقي وتطور الكرة في البلاد.

وبسؤاله عن رأيه في مستوى كرة القدم السعودية حاليا؟ أوضح مهاجم المنتخب السعودي سابقاً، أن الأداء الفني يظل جيداً وسيزداد مع الأعوام المقبلة، لا سيما أن غالبية لاعبي المنتخب السعودي هم صغار في السن والموهبة الكروية موجودة لديهم. مشدداً على أنه يطمح في أن يكون المستوى افضل من ما يجري حالياً.

وأضاف: قدم لاعبو السعودية في نهائيات أمم آسيا الثانية عشرة، التي أقيمت في بيروت خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عرضاً فنياً رفيعاً، أثبت أن المهارة السعودية لا تزال حاضرة على المستوى القاري، وفي اعتقادي أن وصول المنتخب إلى المباراة النهائية، دليل وتأكيد على قوة الكرة السعودية، وفي اعتقادي أن تحقيق اليابان للقب البطولة ليس لأفضليتها المطلقة، بل لنقص الخبرة عند لاعبي المنتخب السعودي والظروف الكثيرة التي أحاطت بهم في تلك البطولة.

وعن الفارق بين منتخبي السعودية في الثمانينات وحاليا؟ قال: لا اعتقد أن هناك فوارق كبيرة، لأن ما حققه اللاعبون في تلك الفترة كرّره الآخرون في عقد التسعينات، بإحراز بطولة أمم آسيا في الإمارات. وأحب أن أؤكد، أن البطولات والإنجازات تظل حاضرة في كلا الفترتين، إلا أنني أرى أن الفارق يكمن فقط في وجود أسماء بارزة في تلك الفترة، يتقدمها كبير الهدافين ماجد عبد الله وقائد المنتخب السعودي صالح النعيمة وفهد المصيبيح ومحيسن الجمعان وصالح خليفة وفهد الهريفي ومحمد عبد الجواد وأحمد جميل ويوسف الثنيان، وهو ما تفتقده الكرة السعودية حالياً من وجود نجوم على مستوى هؤلاء اللاعبين.

وتوقع النفيسة مستقبلاً مبشراً للاعبي المنتخب السعودي الحالي، لا سيما صغار السن منهم. مؤكداً أن استمرارهم على الأداء الفني الذي ظهروا به في المنافسات القارية الأخيرة، سيجعل للكرة السعودية حضوراً مميزاً في المرحلة الثانية من تصفيات آسيا النهائية المؤهلة لكأس العالم 2002، التي ستجرى في كوريا الجنوبية واليابان.

وبخصوص أسباب عدم استمراره مع المنتخب السعودي لسنوات طويلة، أوضح مهاجم فريق الكوكب سابقاً، أنه ظلّ حاضراً مع منتخب بلاده لثماني سنوات متتالية. مشدداً على أن دورة الخليج الخامسة في بغداد عام 1979 كانت أول مشاركاته الدولية، عندما أحرز لقبها المنتخب العراقي. وأن دورة الخليج الثامنة، التي أقيمت في البحرين عام 1986، هي آخر مبارياته الدولية مع منتخب بلاده.

وحول وجود المهاجم الدولي ماجد عبد الله في مركز الهجوم إلى جانبه في تلك الفترة، قال: أحب أن أؤكد في البداية أن مناهج كرة القدم الفنية سابقاً، كانت تعتمد في الأساس على ثلاثة لاعبين في خط المقدمة، حيث رأس حربة وجناحان أيمن وأيسر، وهي الطريقة التي كان ينطلق بها المدرب (البرازيلي) الشهير ماريو زاجالو، واعتمدها مع المنتخب السعودي، وهو مَن منحني الفرصة في الظهور دولياً في الفترة التي لم أتجاوز خلالها السابعة عشرة من عمري. وعندما جاء خليل الزياني المدرب السعودي الشهير، استمر على هذا النهج، وبقيت إلى جانب ماجد عبد الله، ونجحت حقيقة في فرض اسمي مع منتخب بلادي، على الرغم من وجود أسماء كبيرة مثل ماجد عبد الله، ومحيسن الجمعان، وغيرهما من اللاعبين المميزين.

وبسؤاله عن أبرز مهاجم سعودي قادر على خلافة الدولي السعودي ماجد عبدالله؟ رشح النفيسة مهاجم الأهلي والمنتخب السعودي حالياً طلال المشعل، كأحد أبرز اللاعبين القادرين على ملء الفراغ الذي تركه ماجد عبد الله في منتصف التسعينات. مبينا أنه يتمنى أن يكون المشعل هو مَن يخلف ماجد عبد الله لأمور كثيرة، من أهمها صغر سن اللاعب ومهاراته الفردية العالية وإجادته للضربات الرأسية باتقان محكم.

واستطرد قوله: على الرغم من وجود مثل طلال المشعل، إلا أن تعويض لاعب ومهاجم بحجم الهداف ماجد عبد الله، يظل صعبا في وجهة نظري الشخصية، وأنا آمل حقيقة في أن يظهر لاعب سعودي قادر على خلافة لاعبين برزوا في حقبة الثمانينات، ذلك من أجل مصلحة كرة القدم السعودية.

وأشار مهاجم المنتخب السعودي سابقاً، إلى أن اللاعبين نواف التمياط من الهلال، وطلال المشعل من الأهلي، هما الأفضل على مستوى كرة القدم في بلاده. مؤكداً أن عطاءهما الفني يزداد ارتفاعاً بعد كل مباراة، وأن المستقبل أمامهما في حالة التزامهما بأداء التدريبات وسماع نصائح المدربين المشرفين عليهما في المنتخب أو في فريقيهما.

وعن رأيه في أفضل فريق سعودي في تاريخ كرة القدم خلال العقود الثلاثة الأخيرة، قال: حقيقة لا استطيع ترشيح فريق معين، لكنني اعتقد أن الفرق الأربعة (الهلال، النصر، الاتحاد، الأهلي)، هي الأفضل على مستوى كرة القدم السعودية نظير إنجازاتهم وتحقيقهم لعدد كبير من البطولات المحلية والخارجية، إضافة إلى أنهم من الفرق التي تدعم المنتخبات السعودية بأبرز الأسماء والنجوم القادرة على جلب المتعة والإثارة للمتابع الكروي.

وحول أسباب عدم انتقاله من فريق الكوكب (درجة ثانية) في فترة تألقه إلى أندية كبيرة؟ كشف النفيسة عن تلقيه عروضاً مختلفة من أندية سعودية خلال تلك الفترة، موضحاً أن فرق الاتحاد والنصر والهلال طلبته للانتقال إليها سواء كان ذلك عن طريق أعضاء شرف من تلك الأندية أو بعروض رسمية من تلك الإدارات. ومشدداً على أن الظروف لم تساعده على قبول تلك العروض، إضافة إلى وجود فريقه في إحدى السنوات في الدوري السعودي الممتاز.

وبسؤاله عن عدم اتجاهه للإدارة أو التدريب عقب اعتزاله كرة القدم مع فريقه ومنتخب بلاده، قال: حقيقة لا توجد لديّ الرغبة في العمل الإداري أو الالتحاق بحقل التدريب، وأنا أشعر براحة كبيرة ولله الحمد وأنا أقضي حياتي إلى جانب أسرتي بعد اعتزالي الكرة.