ميكايل كريتيان بصير لاعب مغربي يحمل الجنسية الفرنسية ويحلم بالعودة إلى منتخب بلاده

TT

كان اسم «بصير» ذا وقع خاص على المتتبعين المغاربة بعد إعلان المدرب المغربي الزاكي بادو عن قائمة اللاعبين المدعوين لخوض المباراة الكروية الودية أمام توغو اليوم (الاربعاء). فالاسم ارتبط في أذهان جماهير كرة القدم المغربية باللاعب السابق لنادي الرجاء البيضاوي صلاح الدين بصير. وكان صلاح الدين بصير قد احتل مساحة كبيرة من الإعجاب في قلوب مشجعي المنتخب المغربي، وكان محط تعاطف الجميع خلال مسيرته الاحترافية خاصة أنها لم تشهد المسار الذي توقعه الجميع رفقة ديبورتيفو لاكرونيا الاسباني، وليل الفرنسي على الخصوص.

ومنذ كأس إفريقيا 2002 بمالي، اختفى صلاح الدين بصير عن الأنظار، ورغم التحاقه بأحد الأندية اليونانية، فإن ذلك لم يكن ليضمن له موقعاً في المجموعة الجديدة للزاكي، قبل أن يحيل نفسه على التقاعد، بل أصبح سهلاً أن تصادفه في الدارالبيضاء بمقهاه الخاص في شارع الزرقطوني.

غير أن بصير «الجديد» يعود مجدداً إلى الواجهة، لكن تحت اسم جديد وشخص جديد هو «ميكايل كريتيان بصير»، والمناسبة دعوة من الزاكي لوضعه تحت الاختبار، في أفق ضمه إلى المنتخب المغربي أحد المرشحين للتأهل إلى كأس العالم 2006 بألمانيا.

هذا القادم الجديد، الذي لم يسمع عنه المغاربة سابقاً ـ بحكم اسمه الغريب الذي يحيل للوهلة الأولى على أن الأمر يتعلق بلاعب فرنسي ـ واجه في بداية رحلته مع المنتخب الوطني إشكالا أوليا لم ينتبه إليه الجهاز الفني، على ما يبدو. إذ لن يتمكن بصير من خوض أي مباراة دولية رسمية بالقميص الوطني، إلا بعد انتهاء بعض الإجراءات الإدارية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، بما أنه سبق له اللعب لمنتخب الأمل الفرنسي تسع مباريات.

لكن هذا لن يشكل عائقا كبيرا أمام بصير، الذي أبدى رغبة كبيرة في اللعب للمنتخب الوطني. إذ من المنتظر أن يصبح في وضعية قانونية بعد انتهاء الاجراءات الإدارية، التي يجب اتباعها لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وهي اجراءات بسيطة على اعتبار أن اللاعب الذي يقل عمره عن 22 سنة ولم يسبق له أن لعب أي مباراة رسمية مع المنتخب الأول للبلد الذي يقيم فيه، وبالتالي يمكنه التحوّل إلى منتخب البلد الذي يحمل جنسيته. وهي الحالة التي تنطبق على اللاعب كريتيان بصير الذي شارك مع منتخب الأمل الفرنسي في تسع مباريات سابقة دون أن يشارك في أي مناسبة أخرى مع المنتخب الفرنسي الأول.

كريتيان بصير، الذي يبلغ من العمر 21 سنة، بدأ مزاولة كرة القدم في سن الخامسة في فريق نادي فاندوفر (أحد أحياء ضاحية مدينة نانسي الفرنسية)، ثم انضم بعد سنتين إلى مركز مادين التأهيلي، حيث تمكن من صقل مواهبه ما دفع فريق نادي نانسي إلى الاهتمام به، تماماً كمنافسيه فريقي ميتز وأوزسير الفرنسيينز إلا أن بصير فضل البقاء قريباً من مقر إقامة أسرته التي كان لها فضل في توجهه الرياضي، بالنظر إلى اهتمام والده عبد الله بصير، الذي قال عنه كريتيان في تصريحات له "كان مهما أن أراه إلى جانبي في مراحلي الأولى.. كان يتابعني في كل المباريات بل إنه توقف عن ممارسة كرة القدم من أجل دعمي في المباريات نهاية كل أسبوع. لم أكن أعير ذلك اهتماما كبيرا حينها، لكنه ساعدني فعلا بتوجيهاته، التي كان يمدني بها من خارج الملعب، وأظنه الآن مرتاح لأنه كان خائفا ألا أنجح في مساري الرياضي، وهذا ما جعله يصر على أن أتابع دراستي إلى حدود الحصول على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة)، بل إنه كان يرغب في مواصلتي الدراسة، إلا أن ذلك كان صعبا بالنسبة إلي. بالمقابل يقول عبد الله بصير عن ابنه «كريتيان ليس لاعباً موهوباً كما يعتقد البعض، لكنه لاعب يشتغل بقوة وجدي بشكل كبير..ولا أخفي أنه استفاد أيضا في مساره الكروي من عامل الحظ».

عام 2002 انضم كريتيان إلى الفريق الثاني لنادي نانسي الفرنسي، وخاض معه مجموعة من المباريات، قبل أن يستفيد من تعرض مجموعة من لاعبي الفريق الأول لإصابات اضطرت مدرب الفريق موسى بزاز إلى الاستعانة بخدماته في موقع الدفاع الأيمن في مباراة ضمن مسابقة كأس فرنسا ضد فريق نادي شاتورو، ومنذ ذلك الحين، لم يغادر بصير تشكيلة الفريق إذ خاض خلال ذلك الموسم 21 مباراة في دوري الدرجة الثانية، واحرز هدفا حاسما في مواجهة فريق نادي لافال. ثم استطاع بصير أن يؤكد مكانته في الموسم الموالي (2004 ـ 2003) إذ أشركه المدرب بابلو كوريا رسميا في 33 مباراة، سجل خلالها أربعة أهداف، وفي فبراير (شباط) 2004 وقع أول عقد احترافي انضم بموجبه إلى فريق نانسي لمدة ثلاثة مواسم، أمضى منها موسمه الثاني بـوري 2005 ـ 2004 بمشاركته مع الفريق في 35 مباراة. وساهم خلالها بنصيب وافر في نجاح فريق نانسي من تحقيق العودة إلى دوري الدرجة الأولى، واحرز خلاله هدفا واحدا.