عبد السلام الزين مساعد مدرب منتخب المغرب لكرة القدم داخل القاعة: على اتحاد كرة القدم إحداث بطولة وطنية لهذه اللعبة ودعم الفرق المهتمة بها

TT

أوضح عبد السلام الزين مساعد مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة، في حديث لـ«الشرق الاوسط»، أن فوز المغرب بالمرتبة الثانية في البطولة العربية لهذه اللعبة، التي احتضنتها مصر أخيرا يعد إنجازا كبيرا. وأشار إلى أن المنظمين عملوا كل ما في وسعهم لاثارة اعصاب اللاعبين المغاربة، والحط من معنوياتها قبل إجراء المباراة النهائية. وعلى صعيد آخر اعتبر مشاركة المنتخب المغربي إيجابية ، استفاد منها الكثير على المستوى الفني، داعيا المسؤولين المغاربة إلى التفكير جديا في خلق بطولة وطنية شاملة لهذه اللعبة، مؤكدا أن المغرب يتوفر على طاقات كبيرة يجب تأطيرها وصقلها وإيجاد المساحات لإبراز مواهبها.

وفي ما يلي نص الحديث:

* كيف تقيم مشاركة المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة في البطولة العربية في مصر؟ ـ «على العموم المشاركة المغربية يمكن اعتبارها إيجابية جدا على جميع النواحي والأصعدة، حيث نال المغاربة تنويه جميع الحاضرين والمتابعين، والفرق المشاركة وقدمنا مباريات جيدة، خصوصا في الدور الأول، حيث فزنا على المنتخب الليبي في المباراة الأولى بحصة عريضة وهي 8 أهداف مقابل 4 ، ثم فزنا في المباراة الثانية في مباراة مغاربية على المنتخب الجزائري، بحصة 6 أهداف مقابل هدف واحد، ثم انتصرنا أيضا في المباراة الثالثة على المنتخب العراقي 8 أهداف مقابل هدف واحد، واستطعنا المرور من الدور الأول على رأس المجموعة من حيث النقط والأداء، وبطبيعة الحال فالمنتخبات الأخرى أصبحت تدرك قوة المنتخب المغربي، وتستعد له. وفي مباراة نصف النهائي واجهنا المنتخب اللبناني وتجاوزناه بثمانية أهداف مقابل أربعة، ثم انتقلنا إلى المباراة النهائية، ويعلم الجميع صعوبة مثل هذه المباريات النهائية أمام منتخب البلد المنظم خصوصا المنتخب المصري».

* واجهتم صعوبات كبيرة قبل المبارة النهائية وبعدها، كما اكدت الأصداء ذلك ؟

ـ يمكن أن أذكر مسألة واحدة فقط لمعرفة إلى أي مدى وصلت الأمور بأشقائنا المصريين في استفزازنا والحط من معنوياتنا، فيوم المباراة تغيب فجأة مرافقنا المصري الذي من المفترض أن يظل معنا طوال اليوم، وكان ذلك مؤشرا على ما ينتظرنا في المباراة، واضطررنا إلى الاعتماد على انفسنا في إجراءات الفندق والتنقل إلى مكان إجراء المباراة وغيرها. وعند وصولنا للملعب تعمد المنظمون تأخيرنا عن الدخول إلى قاعة الملابس، ثم استفزونا بتركنا خارج الملعب بغير سبب، وحتى أثناء المباراة وزع علينا حكم المباراة بطاقتين حمراوين دون أخطاء أو مبررات حقيقية، وهو حكم قاد مباراتنا سابقا بل حاول هو أيضا استفزاز اللاعبين بمجموعة من الممارسات، وللإشارة فرئيس لجنة التحكيم هو المصري جمال الغندور. ولكثرة أخطاء الحكم الكويتي الذي قاد المباراة النهائية، احتج الوفد الليبي الذي تابع اللقاء، وهو أمر يظهر درجة تمادي الحكم في التحيز لصالح المنتخب المصري.

* على المستوى التقني ماذا استفاد المنتخب المغربي من خلال هذه البطولة العربية؟ ـ استفدنا كثيرا، فحارس المنتخب المغربي فاز بلقب أفضل حارس في البطولة، ونوه الجميع باداء العناصر المغربية، حيث قدمت لقاءات ممتعة وأهدافاً جميلة، وهنا نطالب بالإسراع بإحداث بطولة وطنية لكرة القدم داخل القاعة، حيث تمارس هذه الرياضة الآن داخل العصب (الجهات) فقط بالمغرب، عكس البطولة المصرية التي تتوفر على دوري أول وثان، يتبارى فيهما اثنا عشر فريقا في الأول، وتسعة أندية في الثاني، فخلق دوري مغربي لكرة القدم داخل القاعة من شأنه أن يرفع من مستوى هذه الرياضة.

* ما هو الدعم الذي قدمه لكم الاتحاد المغربي لكرة القدم ، خلال المشاركة في البطولة العربية لكرة القدم داخل القاعة ؟ ـ قدم لنا الاتحاد المغربي لكرة القدم دعما ماديا قصد المشاركة في هذه البطولة فضلا عن الدعم اللوجيستي وغيره ، كالمعسكرات الانتقالية ثم الاستعدادية قبل البطولة. وللإشارة فالمنتخب المغربي كان يتكون من لاعبين شباب أمامهم مستقبل كبير وكانوا معززين بثلاثة محترفين في الخارج، وهم عبد الإله بنعيم ومراد البوخاري وأخناشي.

* ما هو برنامج المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة مستقبلا على الصعيدين القاري والدولي؟

ـ أمامنا استحقاقات هامة ، حيث ستجرى بطولة العالم عام 2008 التي لم تحدد بعد البلد المنظم لهذه التظاهرة الدولية، بعدها مباشرة الألعاب الأولمبية لنفس السنة ببكين حيث ستعتمد عام 2008 كرياضة أولمبية. وقبل ذلك وكما أكد الاتحاد العربي لكرة القدم، فستنظم الدورة الثانية للبطولة العربية لكرة القدم داخل القاعة إما بلبنان أو بالمغرب.

* في نظرك هل يمكن لهذه الرياضة أن تنافس لعبة كرة القدم في شكلها العادي أو على الأقل أن تجد لها مكانا بين جمهور كرة القدم؟ ـ لكل لعبة جماليتها، وكرة القدم داخل القاعة هي أيضا لعبة كرة قدم، الفرق في عدد اللاعبين وكونها تجرى داخل القاعة، فهذا يعطيها طعما خاصاً. وأظن أنها تساعد على إبراز المواهب الكروية خصوصا والظروف التي تعرفها جل المدن المغربية ، من ضيق المساحات الفارغة، فملعب صغير يحتوي خمسا أو ست لاعبين أسهل من إيجاد ملعب كبير يتبارى فيه 22 لاعباً. وهناك تجارب عاشها عدد من الأندية المغربية، حيث استعانت بلاعبين أتقنوا لعبة كرة القدم من خلال لعبها لكرة القدم داخل القاعة، وهو الأمر الذي ينطبق، أيضا على كرة القدم السنوية التي يسهل تنظيمها في ملعب صغير بعدد أقل من الممارسات، وهو الأمر الذي قد يحل معضلة غياب دوري مغربي لكرة القدم النسائية.