عبد اللطيف لعلو مدرب حراس مرمى المنتخب المغربي: أزمة الحراس تكمن في انعدام مراكز التكوين داخل الأندية

TT

نفى عبد اللطيف لعلو، الحارس الدولي السابق ومدرب حراس مرمى المنتخب المغربي لكرة القدم، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون المغرب يعاني من أزمة في مركز حراس المرمى، وقال «إن الحراس الحاليين يقومون بدورهم كما يجب»، ولم يخف لعلو كون غياب مركز وطني خاص لحراس المرمى، له تأثير سلبي، وأشار الى ان الاتحاد بصدد اعداد مشروع بهذا الخصوص، وسيعرف طريقه الى النور قريبا.

وعبر في ذات الوقت، عن تفاؤله بوصول المنتخب المغربي إلى نهائيات كأسي العالم وإفريقيا العام المقبل، لكنه أكد في الوقت نفسه قوة المنافسة في المجموعة الخامسة والتي ستبقى على أشدها حتى آخر مباراة.

* هل يعاني المنتخب المغربي من مشاكل أو ضعف في حراسة المرمى؟

ـ لا، هذا غير صحيح، لا توجد مشكلة في حراسة مرمى المنتخب المغربي، فمنذ تحمل المسؤولية مع المدرب الزاكي بادو، تعاقب عدد مهم على حراسة المرمى منهم عبد الاله باغي، وطارق الجرموني، ثم نادر المياغري، وخالد فوهامي، الذين دافعوا عن مرمى المغرب في تصفيات كأس إفريقيا 2004، وكلهم أبانوا عن قتالية ومستوى طيب ، حيث لعبنا آنذاك عشر مباريات ولم يدخل مرمانا اي هدف، كما ان دفاع المنتخب المغربي يعد أقوى دفاع، نفس الشيء أثناء نهائيات تونس، تلقت مرمانا أربعة أهداف منذ بداية المنافسات، وحتى المباراة النهائية، والآن نخوض تصفيات كأسي العالم وإفريقيا 2006، ولدينا أيضا أقوى دفاع. إذن أين تتجلى مشكلة حراسة المرمى؟ (يتساءل)، أظن ان هذا الطرح غير صحيح بتاتا، لدينا حراس مرمى شباب وآخرون لهم تجربة كافية، كالمياغري والجرموني وكوحا، وهم يشقون الآن طريقهم بثبات، وحراس لهم تجربة إفريقية كبيرة مثل مصطفى الشادلي وخالد سينوح وكريم وزازا وغيرهم.

إذن فهناك مجموعة من الحراس الجيدين، والأكثر جاهزية للدفاع عن مرمى الفريق الوطني يكون الأول في اللائحة الرسمية.

* لكن المنتخب المغربي عانى من أخطاء قاتلة لحراس المرمى، مثلا خطأ خالد فوهامي في المبارة النهائية لكأس إفريقيا 2004 أمام تونس؟

ـ أخطاء حراس المرمى قليلة، لكنها غالبا ما تكون قاتلة، والأمر طبيعي ما دام هو آخر المدافعين عن المرمى، لذلك يبقى الحراس عرضة للانتقاد، من جهة أخرى، نحن لا نعتبر ما وقع في تلك المبارة خطأ بقدر ما هو حالة عادية في مباراة لكرة القدم، ويجب ألا ننظر الى مثل هذه الأمور من الزاوية الضيقة، فوهامي لعب مباريات كبيرة ودافع عن مرماه باستماتة كبيرة منذ بداية المباريات الرسمية ضد نيجيريا ومالي والجزائر وبنين وجنوب إفريقيا، والمفروض ان ننظر الى مشوار الحارس الجيد، والى دوره الكبير، بدل التركيز على حالة واحدة.

* ألا يمكن اعتبار قوة المدافعين تغطي نوعا ما على حارس المرمى؟

ـ لا أظن ذلك، فبالعودة الى مباراة المغرب ضد غينيا، حيث عدنا بنقطة ثمينة من هناك، كان الدور الأكبر للحارس نادر لمياغري، الذي لعب مباراة كبيرة وكان له الدور الأبرز في العودة بنقطة من غينيا رغم تحيز الحكم وسط الأجواء الإفريقية المعروفة وساعد المدافعين والفريق ككل في تحقيق تلك النتيجة، أيضا نفس الأمر في مباراة بوتسوانا، أقول إن حراس المرمى يقومون بواجبهم على أحسن وجه.

* لكن لماذا لم نعد نرى حراسا مثل علال بنقصو والزاكي بادو وانت أيضا؟

ـ هذا موضوع شائك، وفني بالدرجة الأولى، فالأجواء المحيطة بحراس المرمى في المباريات لم تعد كما كانت من قبل.

في فترة الستينات والسبعينات كان اللعب على العموم نظيفا مفتوحا وممتعا، وكان اللاعبون غير مقيدين بالخطط التكتيكية العقيمة، لذلك كانت الهجمات أكثر وكان يظهر دور الحارس حين يتصدى لخمس أو ست او عشر محاولات بارتماءات وتدخلات جميلة. وحين يتلقى مرماه هدفا أو اثنين لا يقع اللوم عليه ما دام أنه يتصدى من قبل للعديد من المحاولات. العكس هو ما يحدث اليوم حيث ينضبط اللاعبون بخطط تكتيكية صارمة، ويبقى الحارس وراء حائط من المدافعين ويبقى بذلك بعيدا عن الكرة وتصل الى مرماه كرات قليلة جدا، وحين تسجل عليه اهداف يبدو وكأنه المخطئ.

* الملاحظ ان مراكز التكوين غالبا ما تهمل حراس المرمى؟

ـ مع الأسف هذا صحيح، في وقت سابق ناضلت من أجل فتح مركز وطني خاص بحراس المرمى، وقدمت مشروعا بهذا الخصوص بعد التحاقي بالاتحاد المغربي عام 1997، وفعلا أعطى المشروع ثماره سريعا، حيث مر بالمركز حراس كالجرموني وباغي وغيرهم.

* هل أغلق المركز الآن؟

ـ لا أظن ذلك، ولا يمكننا بأي حال من الأحوال ان نقلب الهرم، الاتحاد ليس من اختصاصه تكوين حراس للمرمى، العمل يجب أن يكون قاعديا على مستوى الأندية، مع الأسف نجد أن مدربي الفئات الصغرى للأندية، يهملون نوعا ما حراس المرمى، او ربما لا يوجد متخصصون في تلقين أصول حراسة المرمى للمبتدئين، شخصيا أحاول تكوين حراس المرمى الصغار لفريق جميعة سلا، وأسعى الى خلق خلية أولى لحراس مرمى في المستوى، ويمكن اعتبار هذه المشكلة عامة تمس كرة القدم الوطنية في غياب التخصص، وهو ما يؤثر سلبا على الكرة المغربية ككل.

* طبعا هناك أسباب اخرى؟

ـ لم نصل الى النضج الاحترافي المطلوب، وهذه إحدى الأسباب العميقة، هناك أيضا الأزمة المادية التي تعرقل جل الأندية المغربية، حتى المشروع الذي سبق وان تقدمت به، للأسف لم تسر الأمور كما كنا نريد، وكما كنا نتصور، لكن هناك أمل، ما دام رئيس الاتحاد مهتما شخصيا بالأمر، باعتباره حارس مرمى سابق وعلى اطلاع وثيق بمشكلة حراس المرمى.

* هل سيعاد إحياء مركز حراس المرمى؟

ـ الآن الأندية هي من تنوب في تكوين المرمى، وقريبا سيعاد فتح مركز وطني بهذا الخصوص.

* هل حددتم تاريخا لذلك؟

ـ الاتحاد منكب الآن على دراسة هذا المشروع، ويولي أهمية كبيرة له .

* على مستوى المنتخب المغربي، هل يمكن القول إنه قطع خطوة مهمة نحو التأهيل لكأسي العالم وإفريقيا 2006؟

ـ لا شيء واضح حتى الآن في المجموعة الخامسة، لا يمكن القول إننا قطعنا مرحلة مهمة نحو التأهيل، كما لا يمكننا ان نميز المنتخبات الأخرى. المنافسة ستبقى على أشدها، نحن الآن في المسار الصحيح، والطريق لا يزال طويلا وشاقا، كما صرح بذلك المدرب الزاكي.