اللاعب الدولي المغربي لمباركي لـ المدرب الزاكي بادو مخطئ في تهميش المحترفين المغاربة في الخليج

TT

حمل اللاعب الدولي المغربي، بوشعيب لمباركي، مسؤولية عدم مواصلة لعبه مع فريق الوكرة القطري لكرة القدم، لمدربه العراقي عدنان درجال. وقال لمباركي في حديث لـ«الشرق الاوسط»، إن مدرب الوكرة افتعل أسبابا وهمية لإبعاده من الفريق.

من جانب آخر، كشف لمباركي، اللاعب السابق للمنتخب المغربي، انه من المحتمل ان ينضم لفريقه السابق الرجاء البيضاوي، إلى حين حلول الموعد الثاني للانتقالات للاحتراف بالدوري الأوروبي، موضحا أنه في حالة لم يحترف هذا الموسم بأوروبا، فإنه سيعود إلى الدوري القطري، وستكون آخر محطة لأنه يفضل مواصلة مشواره الاحترافي في أوروبا.

من جهة أخرى، ناشد لمباركي اللاعب نور الدين النيبت بالتراجع عن قرار الاعتزال لأن المنتخب المغربي في حاجة ماسة لخدماته في الظرف الحالي.

وفيما يلي نص الحديث:

* طرح غيابك عن المعسكر التدريبي الذي خاضه فريق الوكرة القطري بالمغرب خلال الشهر الماضي، مجموعة من التساؤلات في الوسط الكروي المغربي ما أسباب هذا الغياب؟

ـ علم المتتبعون للدوري القطري أنني التحقت بفريق الوكرة في الربع الاخير من بطولة الدوري، وقضيت معه قرابة أربعة اشهر ونصف، توجت ببلوغنا المقابلة النهائية لنيل الكأس، غير أن سوء الحظ عاكس طموح الفريق. ورغم قصر المدة، أظهرت مستوى كبيرا نال إعجاب الإدارة الفنية. وكانت مسيرتي موفقة داخل الفريق رغم الظروف التي مررت بها، نتيجة المشاكل التي وقعت لي مع إدارة نادي الوصل الإماراتي. وبعد المستوى الطيب الذي ظهرت به في المباراة النهائية والتي منحتني كأس أحسن هداف، تلقيت عروضا من فرق اخرى، لكنني رفضت قبول تلك العروض لأنني كنت قد وعدت فريق الوكرة، لكن في آخر لحظة فوجئت بالمدرب العراقي عدنان درجال يعارض انضمامي لأسباب اختلقها.

* وما هي هذه الاسباب؟

ـ ادَّعى أنني رميته بقنينة ماء عقب نهاية المباراة النهائية للكأس، واختلق عدنان ذلك بهدف إبعادي من الفريق لضمان الفرصة لأحد المهاجمين العراقيين الذي كان ينوي جلبه للفريق، ولكني لم أعر أي أهمية لمثل هذه السلوكات. كما أن هناك اسبابا اخرى، ضمنها الضغط علي لتغيير وجهتي نحو فريق آخر.

* ما هي وجهتك المقبلة إذن؟

ـ كما اشرت، تلقيت مجموعة من العروض من فرق قطرية وسعودية ومن الدوريين الفرنسي والهولندي. وكنت سأختار مواصلة مشواري الاحترافي بالقارة الأوروبية، إلا أن بعض المشاكل التي رافقت عملية حصولي على التأشيرة الفرنسية حالت دون التحاقي بالدوري الأوروبي، فأرجأت الأمر إلى وقت لاحق.

* يفهم من كلامك أنك ستقضي هذه المدة مع فريق الرجاء البيضاوي إلى حين حلول موعد الانتقالات لتعود إلى الدوري الخليجي؟

ـ لا يمكن أن أؤكد أو أنفي ذلك، ولكن ما أود توضيحه هو أنه حتى الآن لم أفتح أي مفاوضات رسمية مع فريق الرجاء، ولكن ممكن أن أعزز صفوفه لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، إلى حين حلول الفترة الثانية من الانتقالات، ولكن وجهتي المقبلة ستكون أوروبا.

* لماذا تفضل الدوري الأوروبي عن الخليجي؟ هل المسألة متعلقة باختيار فقط أم أن الأمر له علاقة لكي تضمن موقعا لك بالمنتخب المغربي؟

ـ أنا مستعد للعب في أي دوري يتميز باللعب الاحترافي. أما رغبتي في اللعب بالدوري الأوروبي فهي مسألة اختيار فقط. ثم إن من يفسر أن الاحتراف بأوروبا يعد جواز مرور للانضمام للمنتخب المغربي فهو مخطئ، لأن التجربة أكدت أن اللاعب لا يقاس بمستوى البطولة التي يلعب بها بل بمستواه الفني. والدليل هو أن المنتخب الكيني يعتمد على لاعبين يحترفان بالدوري القطري عكس المنتخب المغربي الذي يرفض مدربه دعوة أي لاعب بالدوري الخليجي. وأنا أعتقد أن الزاكي مخطئ عندما لا يوجه الدعوة للمحترفين المغاربة في الدوري الخليجي.

* هل تتفق مع المبررات التي يقدمها الزاكي على أن عدم استدعائه للمحترفين بالدوري الخليجي، راجع الى كون هذا الاخير لا يرقى إلى مستوى الدوري الأوروبي؟

ـ لن أتفق معه لأنه ببساطة مخطئ، فالمنتخب الوطني في السابق، وخاصة في عهد المدربين الفرنسي هنري ميشيل والبرتغالي هومبرتو كويلو، كان يعتمد على لاعبين يلعبون ون في الخليج; ومن بينهم عبد الجليل هدا (كماتشو) احمد البهجا، صلاح الدين بصير، يوسف شيبو، رشيد بنمحمود، وسعيد شيبا. وبالرغم من أن المدرب هو الذي تبقى له كامل الصلاحية في استدعاء اللاعبين، وهو المسؤول الأول عن ذلك، فإنني آمل من الزاكي أن يغير نظرته للمحترفين بالدوري الخليجي، ويمنحهم الفرصة لأنني واثق من خلال تجربتي المتواضعة أن اللاعبين الذين يمارسون في البطولات الخليجية، قادرون على منح المنتخب إضافات جديدة.

* ما هو تعليقك على اعتزال نور الدين النيبت؟

ـ أولا أنا ضد قرار اعتزال النيبت اللعب للمنتخب، لأن المنتخب المغربي الآن يمر بظرف خاص، يتطلب منه تحقيق الحلم المغربي، ألا وهو التأهل لمونديال ألمانيا 2006. لذلك أناشد زميلي النيبت بالعدول عن فكرة الاعتزال والعودة إلى المنتخب، لأن هذا الأخير في حاجة ماسة حاليا لخدماته. وأنا لا أرى في الأمر ضررا إن قرر النيبت العدول عن قرار الاعتزال، فهناك أسماء عالمية أعلنت اعتزالها، وتراجعت فيما بعد لأن منتخب بلدها ما زال في حاجة ماسة إلى خدماتها، والدليل الكبير هو اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان، الذي عاد الى منتخب فرنسا.

* أما زلت تفكر في العودة إلى الدوري القطري؟

ـ تعبت من اللعب في الدوري الخليجي، وخاصة القطري، وهذا لا يعني أن مؤهلاتي الفنية تراجعت بل بالعكس. أنا الآن وصلت إلى قناعة تغيير وجهتي إلى القارة الأوروبية. ممكن أن أعود هذا الموسم إلى الدوري الخليجي، ولكن ستكون المرة الأخيرة.

* ما هو تعليقك على نظام الاحتراف الذي يعتزم الاتحاد المغربي تطبيقه؟

ـ أنا كلاعب محترف لست ضد دخول كرة القدم المغربية تجربة الاحتراف، ولكن كأي متتبع متخوف من ضربة البداية، لأن الإحتراف كما يعلم المتتبعون لا يمكن تطبيقه من السنة الأولى، فالإتحاد التونسي لكرة القدم عندما أراد ولوج عالم الاحتراف، انطلق بتجربة نصف الاحتراف، إلى أن بلغه كاملا. والشيء نفسه ينطبق على الكرة القطرية، فهذه الأخيرة وضع لها مسؤولوها مخططا على المدى البعيد. وما وصلوا إليه اليوم، لم يأت من باب الصدفة. في أي حال فالاحتراف هو في صالح الكرة المغربية، ولكن لضمان نجاحه يجب أن نهيء له جميع مستلزماته الضرورية. وبموازاة مع ذلك يجب أن ننهي عهد الكلام، ونتعامل بلغة التطبيق. وأنا على يقين بأن الأمور إذا طبقت كما خطط لها، فإن المستفيد الأكبر سيكون هو الكرة المغربية ومعها اللاعبون.