أصدرت اللجنة المنظمة بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم عدة قرارات تعسفية وعجيبة بشأن المباراة التي لم تستكمل بين منتخب مصر والكاميرون في اطار بطولة الأمم الأفريقية للشباب المقامة في اثيوبيا حالياً بسبب شغب جماهير اثيوبيا ونزولها لأرض الملعب للاعتداء على كل من في الملعب.
اعتبرت اللجنة أن مباراة مصر والكاميرون كانت سلبية وهو ما يتنافى مع سلوكيات اللعبة لأن اللقاء اتسم بالخداع والغش على حد تعبير اللجنة، ولذلك يعتبر اللقاء لاغياً ويقام في الرابعة عصر اليوم وهو نفس التوقيت الذي تقام فيه مباراة اثيوبيا مع جنوب أفريقيا في نفس المجموعة وتقام المباراتان بجمهور وهو قرار غريب لأن الجماهير هي سبب الكارثة. وكان الامر الاكثر غرابة هو قرار بوجوب أن تنتهي مباراة مصر والكاميرون بفوز أي من الفريقين حتى لو لجأ الفريقان للاحتكام الى ضربات الجزاء ليصعد واحد منهما مع الفريق الفائز من لقاء اثيوبيا وجنوب أفريقيا وهي حادثة غريبة لم يسمع عنها في الملاعب من قبل. وفي حالة انتهاء مباراة اثيوبيا وجنوب أفريقيا بالتعادل أو فوز أي فريق بهدف واحد فيصعد مباشرة فريقا مصر والكاميرون.
وقد جاءت هذه القرارات كالصاعقة على الجميع لأنه ابتكار جديد في لوائح كرة القدم، فالنظام يقضي بأن يصعد المنتخب صاحب النقاط الاكثر، ولا يمكن اختراع لوائح جديدة في ساعات، ثانياً أنه من غير المعقول أن تتسبب جماهير دولة في اثارة الشغب وتهدد اللاعبين والحكام والاتحاد الأفريقي نفسه وتعتدي على الجميع ثم يعاد اللقاء في وجود هذه الجماهير في اليوم الثاني مباشرة.
لقد بدا واضحاً أن المسؤولين عن البطولة يبحثون بوسيلة أو أخرى عن صعود منتخب اثيوبيا لأنهم يجرون مصر والكاميرون للعب تحت سيطرة جماهيرية وهو لون من ألوان بث الرعب في النفوس، كما أن اللجنة بصدد تسهيل مهمة فوز اثيوبيا بأكثر من هدف لتضمن تأهلها، وتسرب ان هناك انباء عن تسهيل الامر ايضا للكاميرون في محاولة لرد الجميل لعيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي الكاميروني الجنسية والذي رأس الاجتماع الذي خرجت منه بهذه القرارات العجيبة.
وكان منتخب مصر قد فاز في مباراته الأولى أمام جنوب أفريقيا بهدف نظيف وفازت الكاميرون على اثيوبيا بنفس الهدف في افتتاح مباريات هذه المجموعة، وفي ثاني الجولات تعادلت جنوب أفريقيا مع الكاميرون 2/2 وتعادلت اثيوبيا مع مصر بنفس النتيجة، وأصبح رصيد منتخب مصر والكاميرون أربع نقاط ولجنوب أفريقيا واثيوبيا نقطة واحدة، وأصبح التعادل كافياً لكي تصعد مصر الى قبل النهائي بل والمونديال أيضاً مع الكاميرون. لكن خلال لقائهما معاً وبعد دقائق معدودة هاجت الجماهير الاثيوبية واعتبرت أن الفريقين يلعبان للتعادل فهاجمت الملعب وألقت الحجارة والزجاجات الفارغة ففر اللاعبون الى غرف خلع الملابس، وألغيت المباراة. وبعدها اجتمع الاتحاد الأفريقي وكانت عقوبته توقيع غرامة مالية على اثيوبيا بألفي دولار.