شبان يبيعون (أجهزتهم وسياراتهم) للدخول في سوق الأسهم

بعض أولياء الأمور آثروا دعم أبنائهم .. دون أن يبيعوا شيئا

TT

ما زال السعوديون يتجهون لسوق الأسهم صغاراً وكباراً، حمى الأسهم والاكتتابات انتشرت ليس في السعودية فقط، بل في جميع دول الخليج، صغار السن الذين ليس لهم دخل هم أكثر حماساً لدخول سوق الأسهم بعدما شاهدوه من مكاسب خرج بها الكبار.

أحد الشبان السعوديين ولكي يلحق بصديقين له ذهبا للاكتتاب في مساهمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، قام ببيع جهاز الكومبيوتر المحمول الذي لم يمض على شرائه إلا شهران فقط، ليخسر فيه حوالي 2000 ريال، بعدما باعه الى أحد أصدقائه.

يقول الشباب ناصر السبيعي الذي باع جهازه: لا بد أن أساهم كغيري من الزملاء، هذه طفرة جديدة، سأندم عندما أضيعها من يدي، وربما لن تعود مرة أخرى، الكل خرج بمكاسب كبيرة جداً من سوق الأسهم، واصبحوا بعد الفقر أغنياء بين ليلة وضحاها.

ويضيف السبيعي ابن الثأمنة عشرة عاما: كنت أبحث عن شيء أبيعه لكي أتمكن من السفر مع أصدقائي والمساهمة، ولم أجد سوى الجهاز المحمول الذي شراه لي والدي قبل شهرين بعد نجاحي بنسبة ممتازة في الثانوية العامة، والوالد تفهم وضعي وقال لي: الجهاز الآن لك، وجميل أن تفكر هكذا.

أولياء الأمور في السعودية، أصبحوا يحثون أباءهم على العمل في سوق الأسهم، والتوجه له من أجل أن يخرجوا بمكاسب من المؤكد سوف تريح ولي الأمر كثيراً في المستقبل.

فهد المطرفي أب لثلاثة أبناء جميعهم في الجامعات يقول: انا الآن أحاول أن أدعم أبنائي بالمال من أجل دخول سوق الأسهم واستغلال هذه الطفرة الكبيرة، فقد أعطيت كل واحد منهم مبلغا معينا ليس كبيراً ولكن وعدت كل من يخرج بمكاسب منهم أن أضاعف له رأس ماله بشكل مستمر.

وعن السبب ذكر أن أهم الأسباب هو أن يتعود الابناء على الاعتماد على أنفسهم في العمل وكذلك من خلال سوق الأسهم من الممكن أنه عندما يتخرج أبنائي من الجامعة ومن مبالغ بسيطة في البداية يصبح بإمكانهم بعد المكاسب الكبيرة أن يتزوجوا ويديروا كل أمورهم بدون الحاجة لي أو أن يتدينوا من أجل إتمام أمور زواجهم أو سفرهم بعد الزواج.

وطالب المطرفي كل أولياء الأمور بمساندة أبنائهم لأن كل النتائج التي سوف يحققها الابن سوف تعود على الأب دائماً بالخير، وسوف تريحه في كثير من الأمور في المستقبل، وكذلك سوف يأتي يوم يفخر بابنه الذي قد يكون أحد كبار تجار سوق الأسهم يوما ما.

وكانت السنوات الأخيرة شهدت إقبال السعوديين على أسواق الأسهم في البلاد والدول الخليجية وبادر كثير من السعوديين إلى بيع عقاراتهم وبيوتهم وحتى سياراتهم من أجل جني الأرباح الكبيرة من وراء سوق الأسهم.