الخزي يخيم على كرة القدم البرازيلية ومطالب باتخاذ إجراءات رادعة ضد المتورطين

بسبب فضيحة التلاعب بالنتائج وسقوط منتخب الناشئين

TT

ريو دي جانيرو ـ د ب أ: خلال أسبوع واحد فقط تلقت كرة القدم البرازيلية صدمتين كبيرتين وأصبحت في موقف لا تحسد عليه على الرغم من ضمان تأهل منتخبها الاول لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا ليبدأ رحلة الدفاع عن لقب بطل العالم الذي يحمله.

وألقت فضيحة التلاعب بنتائج المباريات بكرة القدم البرازيلية في عالم من الفوضى والعار لتتعالى الاصوات مطالبة بضرورة تطهير ساحة كرة القدم البرازيلية ذات السمعة العالمية العريقة والتي نجحت منتخباتها في حصد العديد من الالقاب القارية والعالمية وفي مقدمتها لقب كأس العالم للكبار خمس مرات سابقة كان آخرها في عام 2002.

وعلى الرغم من أن المنتخب البرازيلي حصد العام الحالي لقب بطولة كأس العالم للقارات التي أقيمت في ألمانيا في يونيو الماضي تبددت فرحة هذا النصر لدى جماهير كرة القدم البرازيلية خلال الايام القليلة الماضية بعد أن تلقت صدمة فضيحة التلاعب في نتائج المباريات بالدوري المحلي بالاضافة إلى هزيمة المنتخب البرازيلي أمام نظيره المكسيكي في نهائي بطولة كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما).

وأثارت الادعاءات بوجود تلاعب في نتائج المباريات لصالح المراهنين عبر مواقع الإنترنت حفيظة المسؤولين عن كرة القدم البرازيلية مما دفعهم إلى إصدار قرار بإلغاء نتائج 11 مباراة بدوري الدرجة الاولى وإعادة هذه المباريات التي تمثل كل المباريات التي أدارها الحكم الدولي إديلسون بيريرا دي كارفالو، 43 عاما، قبل إيقافه من قبل الاتحاد البرازيلي للعبة في الاسبوع الماضي.

ومن الاندية التي تأثرت بقرار الاعادة كل من نادي سانتوس حامل اللقب وفيغويرينس الذي يصارع الهبوط. وهناك أيضا نادي كورينثيانز الذي تقدم على فريق إنترناسيونال ليكون على قمة الدوري.

وجاء تزامن فضيحة التلاعب في المباريات مع خروج المنتخب البرازيلي صفر اليدين من بطولة كأس العالم للناشئين (تحت 17عاما) بالهزيمة أمام نظيره المكسيكي صفر/3 في المباراة النهائية للبطولة ليثير ضجة صاخبة في الاوساط الكروية بالبرازيل.

ودفع كل ذلك النقاد والمحللين إلى مطالبة المسؤولين عن اللعبة في البرازيل باتخاذ إجراءات رادعة ضد المتورطين في هذه الفضيحة التي ستفقد كرة القدم البرازيلية مصداقيتها.

وقد اعترف الحكم كارفالو بأنه تلاعب أيضا في نتيجة مباراة واحدة في كأس أندية أميركا الجنوبية (كأس كوبا ليبرتادوريس). وقال لويز زفايتر رئيس أكبر محكمة رياضية في البرازيل إن الحكم كارفالو يناقض نفسه دائما.

وأوضح زفايتر «لا نستبعد أن يكون (كارفالو) لعب دور العميل المزدوج بالاتفاق على التلاعب في نتائج المباريات لصالح كل من المراهنين على الطرفين المتنافسين».

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فرض الاسبوع الماضي عقوبة الايقاف على الحكم كارفالو بتهمة التلاعب في نتائج المباريات لكسب المراهنات. ونقلت مجلة «فيجا» البرازيلية عن مسؤولي الشرطة وممثلي الادعاء أن رجال أعمال وآخرين تلاعبوا في نتائج المباريات للاستفادة من المراهنات على مواقع الإنترنت.

وتوصلت الشرطة التي تسعى للقضاء على مافيا التلاعب في نتائج المباريات إلى أن كارفالو تلاعب في نتائج نحو 25 مباراة وأن الحكام كانوا يتقاضون ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف يورو للتلاعب في نتيجة المباراة الواحدة وأن رجال الاعمال الذين شاركوا في التلاعب بنتائج المباريات حققوا أرباحا وصلت إلى نحو 450 ألف دولار.

وتردد أن الحكام يتباهون بأنهم قاموا بعمل جريء كما قيل أن كارفالو قال لشخص آخر إنه راهن على سيارة مقابل أن يهزم فريق فاسكو دا غاما منافسه فيغويرينس في إحدى المباريات التي جمعت بين الفريقين. وذكر الاتحاد الدولي لكرة القدم »تلقينا بلاغا من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم يفيد بأنه بدأ تحقيقاته في القضية وسوف يتخذ كل الاجراءات المطلوبة تجاه الحدث».

يذكر أن كارفالو يمتلك شركة لتأجير السيارات ومصنعا للعب الاطفال ويتمتع بسمعة طيبة في البرازيل ويحمل شارة التحكيم على المستوى الدولي منذ عام 1999 ولكنه لم يدر أي مباراة خارج أميركا الجنوبية.