لقاء مصيري بين تونس والمغرب وساحل العاج تنتظر هدية مصر أمام الكاميرون

تصفيات أفريقيا للبطاقات الخمس المؤهلة إلى مونديال 2006 توزع اليوم

TT

ستوزع البطاقات الخمس المؤهلة الى مونديال 2006 في المانيا عن قارة افريقيا اليوم، ولعل اهمها تلك التي يتنافس عليها المنتخبان العربيان تونس والمغرب في مباراة مصيرية بينهما، في حين تواجه السنغال ونيجيريا القويتان خطر الغياب عن العرس العالمي لمصلحة منتخبين مغمورين هما توغو وانغولا، كما ستعلب مصر دورا مهما لفك الاشتباك بين الكاميرون وساحل العاج المتنافسين على بطاقة التأهل.

على ملعب رادس تحتاج تونس الى التعادل مع المغرب فقط لحجز مقعدها في النهائيات للمرة الرابعة بعد اعوام 1978 و1998 و2002، في حين لا بديل للمغرب عن الفوز اذا ما اراد المشاركة في المونديال للمرة الخامسة في تاريخه (رقم قياسي لمنتخب عربي). وتتصدر تونس المجموعة برصيد 20 نقطة بفارق نقطة واحدة أمام المغرب. وتعتبر المباراة اعادة لنهائي كأس امم افريقيا في فبراير عام 2004 على الملعب ذاته عندما فازت تونس بهدفين مقابل هدف لتحرز اللقب القاري للمرة الاولى في تاريخها، علما بان مباراة الذهاب بين المنتخبين في الدار البيضاء انتهت بتعادلهما 1-1. وتستحوذ المباراة على نصيب الاسد من الاهتمام بين جميع مباريات الجولة الاخيرة، وحشد المدربان الفرنسي روجيه لومير المدير الفني للمنتخب التونسي والمغربي بادو الزاكي المدير الفني لاسود الاطلسي جميع أوراقهما الرابحة ضمن صفوف الفريق قبل هذه المواجهة المرتقبة حيث استدعى كل منهما أبرز محترفيه في الخارج لخوض لقاء التحدي في رادس. وتدرب المنتخبان في سرية تامة، وفي غياب وسائل الإعلام والجمهور امس وأول من امس. إلا أن هذه «السرية التامة»، لا تجد مصداقية بين الكثير من المشجعين المغاربة الذين يرون ان التوانسة سيكونون وراء الفريق المغربي، واسهل الامور تركيب كاميرات خفية في الملعب لنقل ما يدور على الهواء مباشرة». ويسود قدر كبير من الغموض في العاصمة التونسية حول أسماء اللاعبين الذين سيشاركون في المباراة، غير أن الفرنسي روجيه لومير مدرب المنتخب التونسي، قرر الخروج عن صمته قبل اللقاء بساعات.

ويضرب المدرب المغربي الزاكي بادو جدارا أكبر من الصمت حول لاعبي منتخبه. غير أن التوقعات كلها تسير إلى أن قافلة الهجوم سيقودها يوسف حجي والشماخ وجواد الزايري، وهو ثلاثي يثير الرعب لدى التونسيين، خصوصا جواد الزايري الذي يحظى بشعبية كبيرة في تونس. ورفض الكثير من اللاعبين المغاربة الإدلاء بأحاديث صحافية لوسائل الإعلام التونسية، فيما أدلى طلال القرقوري بحديث صحافي قصير للتلفزيون التونسي عبر فيه «عن تفاؤله بالفوز في إطار احترام المنتخب التونسي وكفاءته». وركز المدرب لومير خلال الأيام الماضية، رفقة اللاعبين التونسيين، على مشاهدة الكثير من أشرطة مباريات المنتخب المغربي، من بينها مباراته ضد تونس العام الماضي في نهاية كأس افريقيا للأمم.

ويركز لومير بشكل كبير على الجانب النفسي للاعبيه، خصوصا انهم معرضون لتشتت التركيز بين الفوز او التعادل، وسيزداد الأمر احباطا، فيما استطاع المنتخب المغربي تسجيل هدف السبق. كما ركز مدرب المنتخب التونسي على مشاهدة أشرطة مباريات اللاعبين المغاربة مع فرقهم الأوروبية. وخصص لومير قاعة خاصة في معسكره التدريبي بالحمامات لمشاهدة أشرطة المنتخب المغربي، بحيث يعتبرها، حصة تدريبية إجبارية على لاعبي تونس.

توافد كبير لمشجعي المغرب

* من جهة اخرى، وضح الزحف الكبير لجماهير المغرب على تونس، وكانت الطائرة التي حلت مساء اول من امس في العاصمة تونس ممتلئة عن آخرها بالمشجعين الذين ارتدى بعضهم طرابيش تحمل ألوان العلم المغربي. كما تدثر آخرون برايات كبيرة. فيما يبقى حصولهم على تذاكر الملعب أمرا في غاية الصعوبة. وأكثر ما يزعج التونسيين هو عندما يقول لهم المغاربة إن اللاعب دوس سانتوس برازيلي. غالبا ما يفضلون الصمت أو تغيير الحديث لأنهم يعتبرون ذلك تشكيكا عميقا في إنجازات المنتخب التونسي. لكن هناك من يدخل في جدال حول أهمية الجنسية الأصلية في عالم كرة القدم.

وتحولت مباراة السبت إلى ما يشبه كلمة السر في كل لقاء يجمع بين مغاربة وتونسيين. ففي مطار قرطاج الدولي بالعاصمة التونسية اتخذ رجال الأمن الذين يؤشرون على الجوازات من موضوع المباراة المقبلة مفتاحا لتجاذب أطراف الحديث مع الزائرين المغاربة. ويبدأ أفراد الأمن التونسيون أسئلتهم كلما امسكوا بجواز سفر مغربي بين أيديهم قائلين «من سينتصر نحن أم أنتم؟». وأجاب صحافي مغربي «ستنتصرون أنتم ما دام جواز سفري في أيديكم.. وسننتصر نحن بعد أن تناولني الجواز».

وسأل رجل أمن آخر صحافيا مغربيا «هل عندكم وصفة سحرية لكي تربحوا». وكان يقصد التذكير بتلك الإشاعات التي انتشرت في تونس على نطاق واسع في نهائيات كأس أفريقيا للأمم العام الماضي كون المغاربة استعانوا بساحر صنديد أوصلهم إلى مباراة نهائية.

ويبدو على التونسيين بعض الاستغراب حين يلاحظون ثقة قوية بالنفس بين الجمهور المغربي الذي حل بتونس. ويوجد اقتناع عام بين التونسيين أنهم تأهلوا لمونديال ألمانيا ولا ينقصهم سوى لعب مباراة تبدو للكثيرين منهم شكلية على الرغم من التحذيرات الكثيرة التي يطلقها مهتمون وخبراء تونسيون. ويتساءل عامل فندق في تونس «لو أن المنتخب المغربي هو الذي كان سيستضيف تونس في المغرب ويكفيه التعادل من أجل التأهل، ألم يكن المغاربة ليكونوا متأكدين من التأهل». غير أن هذه النبرة التي سادت البلاد فيما يشبه الاقتناع النهائي بالتأهل يمكن أن تتحول إلى نكسة وطنية إذا ما استطاع المدرب الزاكي بادو العودة بالانتصار من تونس. ولا تتوقع وسائل الإعلام التونسية حجم الأضرار النفسية والمادية التي يمكن أن تنتج عن انتصار مغربي في قلب تونس. وفي نفس المجموعة يلتقي منتخب مالاوي مع كينيا وتلعب بوتسوانا مع غينيا في مباراتين بعيدتين عن الاثارة نظرا لان المنتخب الغيني ضمن المركز الثالث في المجموعة وبالتالي التأهل لنهائيات كأس الامم الافريقية في مصر مع المنتخبين التونسي والمغربي. وفي تقرير لوكالة الانباء الالمانية اشارت الى ان منتخب توغو الذي استهل التصفيات في نوفمبر 2003 وهو خارج نطاق التوقعات للمنافسة على التأهل فإنه نجح في فرض نفسه بقوة وأصبح على رأس المرشحين لحجز بطاقات التأهل للنهائيات للمرة الاولى في تاريخه وعلى حساب فرق أفريقية عريقة.

ويتصدر منتخب توغو حاليا المجموعة الاولى برصيد 20 نقطة بفارق نقطة واحدة أمام المنتخب الزامبي الذي خرج من دائرة المنافسة رغم فوزه الساحق على مضيفه الليبيري 5/صفر في مباراته الاخيرة بالتصفيات التي جرت يوم السبت الماضي نظرا لظروف الانتخابات الرئاسية في ليبيريا.

ويحتل المنتخب السنغالي المركز الثالث في المجموعة برصيد 18 نقطة ليصبح المنافس الوحيد أمام المنتخب التوغولي وتليه في المجموعة منتخبات الكونغو (عشر نقاط) ومالي (ثماني نقاط) وليبيريا (أربع نقاط).

ويحتاج المنتخب التوغولي إلى نقطة التعادل فقط من مباراته أمام مضيفه الكونغولي في برازافيل ليضمن التأهل للنهائيات بغض النظر عن نتيجة المباراة الاخرى في المجموعة بين السنغال ومالي في داكار.

وكان المنتخب السنغالي هو المرشح الاقوى في بداية التصفيات لحجز بطاقة التأهل عن هذه المجموعة إلى النهائيات لتكون المرة الثانية على التوالي والثانية في تاريخ الفريق التي يتأهل فيها للنهائيات. ولكن تأتي التصفيات بما لا يشتهي الاسود حيث برز المنتخب التوغولي في التصفيات بشكل لم يكن متوقعا على الاطلاق وربما يكون الفضل الاكبر في هذا التألق عائدا إلى مدربه ستيفن كيشي اللاعب النيجيري الدولي السابق الذي تعاقد مع الفريق قبل بداية التصفيات مباشرة. أما المنتخب السنغالي فيخوض لقاء سهلا على ملعبه أمام منتخب مالي ولكنه لا يحتاج فقط للفوز في هذه المباراة بل يحتاج أيضا إلى المساعدة الكونغولية لان أمله الوحيد هو سقوط توغو في برازفيل. ويبدو الموقف مشابها تقريبا في المجموعة الرابعة التي يتصدرها المنتخب النيجيري برصيد 18 نقطة بفارق الاهداف فقط أمام أنغولا لتنحصر بطاقة التأهل بين المنتخبين علما بأن فرصة المنتخب الانغولي هي الافضل بعدما نجح في التفوق على نظيره النيجيري في مجموع المواجهتين المباشرتين بينهما بالتصفيات الحالية حيث تعادل معه 1/1 في نيجيريا وفاز عليه 1/صفر في أنغولا، وبالتالي فإن فارق الاهداف لن يخدم المنتخب النيجيري إذا نجح الفريق الانغولي في تحقيق الفوز على مضيفه الرواندي صاحب المركز السادس الاخير في المجموعة برصيد خمس نقاط خلال مباراتهما في كيجالي اليوم. وانحصر أمل المنتخب النيجيري لحجز بطاقة التأهل إلى النهائيات للمرة الرابعة على التوالي في تغلبه على ضيفه منتخب زيمبابوي صاحب المركز الثالث في المجموعة برصيد 15 نقطة وتعثر الفريق الانغولي أمام رواندا. وفي المباراة الثالثة بالمجموعة يلتقي منتخبا الغابون صاحب المركز الرابع (تسع نقاط) والجزائر صاحب المركز الخامس (سبع نقاط) في مباراة بعيدة عن دائرة المنافسة بعد أن فقد الفريقان فرصة التأهل لنهائيات كأس العالم وكذلك كأس أفريقيا. ويشتعل الموقف في المجموعة الثالثة بين الكاميرون وساحل العاج.

ويتصدر المنتخب الكاميروني المجموعة برصيد 20 نقطة بفارق نقطة واحدة فقط أمام نظيره الايفواري، في حين يحتل المنتخب المصري المركز الثالث برصيد 16 نقطة وتليه منتخبات ليبيا (12 نقطة) والسودان (ست نقاط) ثم بنين (نقطتان). ويأمل المنتخب الكاميروني في التأهل للنهائيات للمرة الخامسة على التوالي والسادسة في تاريخه علما بأنه صاحب الرقم القياسي بين منتخبات أفريقيا في عدد مرات الوصول للنهائيات.

ولكن آمال الكاميرون ستصطدم بمنافس عنيد هو المنتخب المصري الذي يرى أن الفوز هو الوسيلة الوحيدة لتعويض إخفاقه في التأهل للنهائيات وكذلك الطريقة التي يمحو بها أي شبهة تواطؤ مع أسود الكاميرون بعد ما أثاره مسؤولو المنتخب العاجي في الايام الماضية عن وجود اتفاق بين الكاميرون ومصر على «تفويت» المباراة لصالح الاخير حتى يضمن التأهل للنهائيات. والمباراة بين المنتخبين الكاميروني والمصري ستكون ثأرية لأصحاب الارض بعد أن خسروا أمام المنتخب المصري 2/3 في مباراة الذهاب بنفس التصفيات. ويحتاج المنتخب الكاميروني إلى الفوز ليضمن التأهل إلى النهائيات بدون النظر إلى نتيجة المباراة بين ساحل العاج ومضيفهم السودان في المواجهة الثانية بالمجموعة اليوم، وهي المواجهة التي تبدو سهلة للمنتخب العاجي الذي يحتاج للفوز مع تعثر الكاميرون أمام مصر.

تجدر الاشارة إلى أن المنتخب الايفواري ظل في صدارة المجموعة حتى الجولة السابقة من التصفيات حيث نجح الفريق الكاميروني في قبل الموازين وتحقيق الفوز 3/2 على نظيره العاجي في عقر داره بالعاصمة أبيدجان ليصعد إلى الصدارة ويتراجع المنتخب الاخير للمركز الثاني. وفي المباراة الثالثة بالمجموعة يلتقي منتخبا بنين وليبيا غدا. وفي المجموعة الثانية، يسعى المنتخب الغاني إلى تأكيد جدارته بالتأهل للنهائيات للمرة الاولى في تاريخه عندما يحل الفريق الذي يتصدر المجموعة برصيد 18 نقطة ضيفا على منتخب الرأس الاخضر صاحب المركز الخامس (عشر نقاط). وفي مباراة أخرى بالمجموعة يحل منتخب الكونغو الديمقراطية ضيفا على منتخب جنوب أفريقيا في مواجهة متكافئة بين الفريقين حيث يمتلك كل منهما 15 نقطة ويتفوق المنتخب الكونغولي في المركز الثاني بفارق الاهداف فقط. أما المباراة الثالثة بالمجموعة فتجمع بين منتخبي أوغندا صاحب المركز السادس الاخير برصيد سبع نقاط وبوركينا فاسو صاحب المركز الرابع برصيد 12 نقطة.