فوهامي حارس منتخب المغرب السابق: حزنت لاستبعادي من التشكيلة الدولية وقادرون على الفوز بكأس أفريقيا

TT

لم يستحسن خالد فوهامي الحارس الاسبق للمنتخب المغربي الظروف التي جاءت فيها استقالة المدرب الزاكي بادو، مشيرا إلى أنه تعرض شخصيا لظلم كبير من هذا الأخير إثر استبعاده بشكل غير واضح مباشرة بعد المباراة النهائية لكأس أفريقيا بتونس.

وقال فوهامي، حارس مرمى فريق بورتي مونسيني البرتغالي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: الزاكي حقق إنجازا كبيرا للمغرب، وهو يبلغ المباراة النهائية لكأس أفريقيا بعد 28 سنة من الغياب، والمفروض عدم التنكر لذلك، مضيفا أن الخطأ الذي ارتكبه يتمثل في تغيير معاملته مع اللاعبين بعد العودة من تونس. > ما هو تعليقك على استقالة المدرب الزاكي ؟

ـ أعتقد أن الضغط الذي تعرض له الزاكي، كان وراء خروجه من الباب الضيق بالاستقالة، وهو ما أعتبره غير لائق بمدرب بلغ برفقته منتخب المغرب المباراة النهائية بتونس، وهو الإنجاز الذي لم نبلغه منذ سنة 1976 بإثيوبيا، وبغض النظر عن الانتقادات التي وجهت له، فإن ذلك لن ينسينا المغامرة التي عاشها مع المنتخب المغربي، والايام الجميلة التي عاشتها الجماهير في السنتين الأخيرتين، وكانت وراء خروجها الى الشوارع فرحا بالإنجاز الذي تحقق. مقابل ذلك، يتوجب الاعتراف أن من بين الأخطاء التي ارتكبها الزاكي استغناءه عن بعض لاعبي المجموعة الاساسية التي ساهمت في بلوغ النهائي الأفريقي، قبل أن يدخل في مشادة مع بعض اللاعبين ووسائل الإعلام بكل ما يعني ذلك من تأثير على علاقته بالجمهور، علما أنه من المفروض عليه تدبير كل مرحلة على نحو يخرج منها منتصرا من دون أن يفقد أصدقاء أو يخلق أعداء. إن من بين الأخطاء التي اقترفها الزاكي تخليه عن المجموعة التي حققت إنجاز تونس، وهو في رأيي نكران للخدمات التي قدمها هؤلاء اللاعبون، علما أن من مبادئ كرة القدم عدم تغيير المجموعة التي تفوز.

> تابعت مباراة المغرب وتونس الأخيرة برادس، كيف كان شعورك خاصة انك خضت مثيلتها بنفس الملعب ؟

ـ لا أخفيكم أن شعورا عارما بالإحباط تملكني طوال المباراة، لأني شعرت أن مكاني موجود في المنتخب المغربي، فحاليا انا في لياقة بدنية جيدة ولعبت مباريات جيدة ضمن فريقي البرتغالي، علما أن مباراة المغرب وتونس لم تكن صعبة بتاتا، بل كانت عادية جدا وفي متناول اللاعبين المغاربة، وما تسبب في الهزيمة هو غياب الخبرة لدى بعض العناصر الحديثة العهد بالمنتخب، وغياب ضبط النفس. وحسب ما أكده لي أحد اللاعبين هاتفيا، فقد كانت هناك نرفزة وسط المنتخب، وفقد أغلب اللاعبين أعصابهم تحت تأثير الضغط النفسي للمباراة. إني أعتبر نفسي الأحق بحضور تلك المباراة لأني واجهت التونسيين في نهائي السنة الماضية وفي ثلاث مناسبات سابقة بلاغوس والرباط وتونس، وهي المباريات التي انتهت بتعادل وانتصارين للمغرب، علما أن مباراة الرباط تصديت فيها لضربة جزاء في الدقائق الأولى من المباراة واللشيء الذي لم أجد له جوابا إلى الآن هو سبب استغناء الزاكي عني، فمعظم المنتخبات تستعين بخدمات حراس كبار في السن، بدليل أن التونسيين حافظوا على الحارس علي بومنيجل، الذي بلغ سن التاسعة والثلاثين، إضافة إلى أن أصعب شيء هو تغيير حارس ومدافع متأخر في ظرف وجيز، فهما مركزان حساسان ويصعب إيجاد بديل لهما بسهولة.

> هل صحيح أن المغرب يعاني في الوقت الحالي من أزمة حراس؟

ـ لا أعتقد ذلك، لقد خضت ست مباريات في الدوري البرتغالي ولم يدخل شباكي سوى هدف واحد، وإذا كان البعض يلومني انطلاقا من الخطأ الذي ارتكبته في المباراة النهائية امام تونس، فلا يجب تناسي أني كنت وراء فوز المغرب أمام الجزائر في ربع نهائي كأس أفريقيا في الوقت الذي كنا منهزمين فيه بهدف للاشيء، إذ تمكنت من رد كرة في الدقيقة التسعين قبل أن يحرز الشماخ هدف التعادل. وقبل مباراة النهائي، صرح مدرب تونس الفرنسي روجيه لومير أنه سيواجه حارس المنتخب المغربي لأنه هو الذي أوصله إلى النهائي «إن حديثي عن نفسي منطلقه إحساسي بأنه كانت وما زالت لدي القدرة على تقديم الشيء الكثير لمنتخب بلادي، خاصة إني أملك علاقة متميزة مع اللاعبين».

> ألا ترى أن استقالة الزاكي قد تعرض المجموعة الحالية للتشتت في حالة استقدام مدرب جديد لديه تصورات مغايرة ؟

ـ أتمنى ألا يحدث ذلك، لأننا حينها سنضيع عمل ثلاث سنوات من البحث والتجريب، فالزاكي ترك قاعدة مكونة من 20 أو25 لاعبا يتوفرون على تجربة دولية متميزة، والمفروض الآن الحفاظ على المجموعة الحالية لأنها بالإضافة إلى توفرها على مؤهلات فنية جيدة تمتاز بأخلاق عالية ويسود بينها تفاهم متميز، وحتى في حالة استقدام مدرب أجنبي يفترض وضع مدرب مغربي الى جانبه قادر على تقديم المشورة له بخصوص لاعبي البطولة واللاعبين الذين يمارسون في أوروبا، وشخصيا أرشح محمد فاخر مدرب الجيش، فهو الاقدر على القيام بهذه المهمة تبعا للنتائج التي حققها في كل الفرق التي أشرف عليها، علما أني أحبذ أن يشرف على المنتخب مدرب وطني، لأن الزاكي أثبت أنه مدرب كبير وبرهن أن الأطر المغربية قادرة على تحمل مسؤولية كبيرة من حجم تدريب المنتخب الاول.

> استقالة الزاكي والإقصاء من كأس العالم ترى سيكون لهما اثر على المنتخب في نهائيات أفريقيا بمصر ؟

ـ لن يكون هناك تأثير، لأن اللاعبين أمام فرصة كبيرة لرد الاعتبار وإتمام المهمة التي انطلقت بتونس السنة الماضية، خاصة أن إجراء الدورة بمصر سيساعدهم، على مستوى المناخ والإقامة، كما أن الاستقبال الذي حظوا به بعد عودتهم من تونس سيكون حافزا لهم على الاجتهاد من أجل معايشة اللحظات ذاتها مجددا، ولا يخامرني أي شك في قدرة المجموعة الحالية على العودة باللقب.

> هل ترى ان مكانتك ما زالت موجودة ضمن المنتخب المغربي بعد فترة الابتعاد التي تجاوزت السنة ؟

ـ العودة مرهونة بمستواي، وأنا حاليا في قمة أدائي بشهادة المتتبعين للدوري البرتغالي، فالخبرة التي أتوفر عليها حاليا في سن الثانية والثلاثين تؤهلني للعودة بدليل أن منتخبات ألمانيا وفرنسا والبرازيل، تعتمد على حراس أكبر مني سنا إيمانا منها بأن موقع الحارس يتطلب نضجا كبيرا.

إن اقتناعي بكون عودتي ضرورية منطلقها أني الأفضل حاليا مع احترامي لجل الحراس، وما زلت الأصلح لحراسة عرين اسود المغرب. إن ما حز في نفسي كثيرا هو طي صفحة فوهامي سريعا، وكأني لم أساهم في إنجاز تونس، في حين أن إبعاد نور الدين النيبت أسال مدادا كثيرا، مع العلم أنه تم اختياري أفضل حارس في دورتي 2000 و2004.

> هل يعني ذلك أنك تحقد على الزاكي؟ ـ إطلاقا، مع أنني تعذبت كثيرا نتيجة الإبعاد وخلف في ذلك ألما في نفسي، ورغم ذلك سأظل أحترم الزاكي الحارس والمدرب والإنسان ولن أنكر أن المنتخب المغربي كسب احترام القارة منذ توليه مهمة الإشراف عليه.