ماراثون بيروت الدولي جذب 17 ألف متسابق هذا العام وأصبح الأكثر نمواً في العالم

TT

اعتبر ماراثون بيروت الدولي هذا العام، الذي حمل شعار «لننطلق من جديد» الماراثون الأكثر نمواً في العالم، نظراً لاتساع المشاركة وللنجاح الذي حقّقه للسنة الثالثة على التوالي، وذلك نتيجة خطة واضحة لـ«جمعية بيروت ماراثون».

وشارك في ماراثون هذا العام 17 الف متسابق مثلوا 71 دولة بعدما اقتصرت المشاركة على 49 دولة عام 2003 و66 عام 2004.

كما تضاعف عدد المشاركين المصنفين عالمياً الى 140 محترفاً، لكن مشاركة الهواة الأجانب والمغتربين كانت خجولة فلم تتجاوز 500 مشترك، مما يشير الى ان التوتر الأمني الذي شهده لبنان اخيراً ساهم في ذلك التراجع.

ورغم التحديات الكبرى التي واجهتها جمعية بيروت ماراثون التي ترأسها مي خليل وتمثلت في عدم استجابة العدائين الذين لم يتجاوز عددهم حتى تاريخ 20 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي 400 شخص، اصرّت الجمعية على المضي قدماً في النشاط، وقرّرت تغيير شعارها من «اركضي اركضي يا بيروت» الى «لننطلق من جديد»، لأجل ترك الشعارات الحزبية والانتماءات السياسية وتخطي الاحداث الاليمة للتجمع في حدث رياضي وطني، فكانت النتيجة تضاعف عدد المسجلين الذين وصلوا الى 10 الاف شخص في ليلة واحدة. ولم تقتصر جهود الجمعية على هذا الماراثون بل ثمّة نشاطات اخرى قامت بها منذ بداية العام منها تنظيم «ماراثون الوحدة الوطنية 10 ابريل»، الذي نظم بعد مقتل الرئيس رفيق الحريري، وشهد احتشاداً للبنانيين بجميع فئاتهم وانتماءاتهم. كذلك نشطت «بيروت ماراثون» من خلال السباقات المتنقلة التي جالت في معظم المناطق اللبنانية في البقاع والجنوب والشمال والجبل، لتتوّج اعمالها بماراثون «لننطلق من جديد» الذي افتتح في القرية الماراثونية قبل أسبوع من يوم الحدث، وشهد تلاقيا للثقافات والحضارات اللبنانية والعالمية، وعبّرت خلاله كل دولة ومنطقة عن تراثها بنحو مميّز، مما أرسى روح المنافسة الرياضية وحث اللبنانيين بمختلف فئاتهم (تراوحت أعمارهم بين 11 و15 سنة) على التوافد منذ الصباح الباكر الى ساحة الانطلاق عند جادة شارل الحلو وسط العاصمة.

وتوزّع اليوم الماراثوني على 4 سباقات؛ الاول بلغت مسافته 42.195 كلم وضمّ فئات الرجال والنساء والمقعدين. والثاني سباق الدراجات اليدوية، والثالث «الميني ماراثون» المخصّص للفتيات والفتيان من عمر 11 الى 17 سنة. اما السباق الرابع فسمّي سباق المرح ومسافته (10 كلم) تميّز بمشاركة شخصيات سياسية وفاعليات اقتصادية واجتماعية وثقافية ومؤسسات تربوية (مدارس وجامعات) ورؤساء مجالس بلدية من كل المناطق اللبنانية وجمعيات خيرية وانسانية ومعوّقين. وقد شاركت كل مجموعة بطريقتها الخاصة، وتحت شعارات وعناوين مختلفة. هذا المستوى العالمي من التنظيم تطلب تكاليف باهظة قدّرت بمليون دولار، واشتملت على جوائز نقدية ناهزت الـ 100 الف دولار للفائز الاول، بالاضافة الى الميداليات والسترات والدروع التقديرية وباقات الورود التي وزعت على المشتركين ومصاريف اقامة العدّائين المحترفين. ورغم الثغرات البسيطة التي عانى منها المشتركون والمتمثلة في تأمين الكمية اللازمة من المشروب المقوّي، وبعض الانتقادات التي عبّر عنها المواطنون نتيجة اغلاق غالبية طرق العاصمة، كان تقييم المحترفين الذين شاركوا في سباقات عالمية ايجابيا، واشاروا الى ان السباق كان مثالياً.

وتقول مي خليل «على الانسان ان يعطي ويجعل دوره فاعلا في المجتمع مهما تعرّض لتحديات وأخطار، وقد نجحنا في تنفيذ مشروع ماراثون بيروت الدولي رغم الصعاب».

ومي الخليل التي كانت تشعر بالحنين الدائم الى لبنان الذي غادرته بعد زواجها وهي في سن 18 سنة لتقيم في نيجيريا مدة 23 سنة، أسست خلالها جمعية نسائية لسيدات لبنان تعمل على جمع التبرعات وتقديمها للمواطنين النيجيريين المحرومين تقديرا للشعب والدولة التي افسحت المجال امام اللبنانيين للعمل على اراضيها، بعيدا عن اي توجهات سياسية او حزبية، مما دفعها للتفكير بالعمل على تنظيم نشاط رياضي تمثل في ماراثون بيروت الدولي.