الهلع يجتاح غانا بعد الخروج المبكر.. والأفارقة متخوفون من التمثيل المخيب في المونديال

السنغالي ضيوف يرى أن الكاميرون ومصر ونيجيريا تستحق اللعب بكأس العالم

TT

أصيبت جماهير كرة القدم في غانا بهلع شديد وخوف حول مستقبل منتخبها في بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا بعد السقوط المدوي في بطولة كأس الامم الافريقية الخامسة والعشرين المقامة حاليا في مصر والخروج من الدور الاول.

وكان المنتخب الغاني (النجوم السمراء) قد خسر مباراته أمام منتخب زيمبابوي في الجولة الثالثة والاخيرة من مباريات المجموعة الرابعة ليودع البطولة مبكرا.

وخسر منتخب غانا مباراته الاولى في البطولة أمام نظيره النيجيري صفر/1 ثم نجح في تحقيق الفوز على السنغال 1/صفر في المباراة الثانية، ولكنه سقط في الاختبار السهل وخسر 1/2 أمام زيمبابوي ليتجمد رصيده عند ثلاث نقاط ويخرج من البطولة صفر اليدين بعدما احتل المركز الثالث في مجموعته بفارق الاهداف خلف المنتخب السنغالي. وانضم المنتخب الغاني إلى نظيريه الانغولي والتوغولي في قائمة ممثلي أفريقيا في كأس العالم 2006 الذين صدموا جماهيرهم وخرجوا صفر اليدين من الدور الاول للبطولة.

وتشارك المنتخبات الثلاثة مع المنتخبين التونسي والعاجي في كأس العالم في يونيو(حزيران) المقبل، حيث تمثل أفريقيا في هذه البطولة خمسة منتخبات علما بأن غانا وأنغولا وتوجو وساحل العاج تشارك للمرة الاولى في نهائيات كأس العالم.

بينما سيكون المنتخب التونسي هو الممثل الوحيد للقارة السمراء في كأس العالم المقبلة الذي سبق له المشاركة في البطولة العالمية. وتبقى الآمال معلقة على المنتخبين التونسي حامل اللقب والعاجي، حيث سيلتقيان مع نيجيريا والكاميرون على التوالي في الدور ربع النهائي.

وقال جو بلاجوج، أحد المشجعين الغاضبين الذين شعروا بالقلق بعد مشاهدة المنتخب الغاني في المباراة التي خسرها أمام زيمبابوي 1/2 «كيف نأمل في أن نؤدي بشكل جيد أمام إيطاليا والتشيك والمنتخب الأميركي في كأس العالم بألمانيا؟». وتضاعفت مخاوف القارة السمراء بشأن الحضور المشرف لممثليها في مونديال ألمانيا الصيف المقبل. وعلى غرار توغو وانغولا، لم يقدم المنتخب الغاني ما يشفع له بتأكيد أحقيته في التمثيل القاري في المونديال وخرج من الباب الضيق للبطولة القارية بفوز واحد وخسارتين.

والاكيد أن الفشل القاري سيلقي بظلاله في غانا كثيرا، وهو ما أكده نجم الدفاع لاعب بايرن ميونيخ الالماني سابقا وروما الايطالي حاليا صامويل كوفور بعد المباراة وقال «اتصلت بزوجتي وقالت لي بان الجميع يبكون في غانا، انه فشل ذريع بالنسبة الينا، انها حسرة كبيرة لعدم تأهل هذا المنتخب الى ربع النهائي»، مضيفا «انه يوم حزين بالنسبة الينا وللكرة الغانية، ونحن نمني النفس بإسعاد الشعب الغاني وجماهيره العريضة في المونديال عندما نخوضه بتشكيلتنا الكاملة».

وتأثر المنتخب الغاني كثيرا في البطولة لغياب الثلاثي ميكايل ايسيان (تشيلسي الانجليزي) وسولي مونتاري (اودينيزي الايطالي) واساموا جيان (مودينا الايطالي) بسبب الاصابة، بيد ان ذلك لا يشفع لغانا لانها كانت مرشحة لتخطي منتخب زيمبابوي المغمور حتى في غيابهم، خصوصا ان المنتخب يضم لاعبين من الطراز الرفيع في مقدمتهم القائد ستيفن ابيا الذي كان تائها في المباراة الاخيرة. وكشفت البطولة الافريقية وتحديدا مباراة زيمبابوي ضعف الدفاع الغاني وخط وسطه وفي صنع الهجمات التي كانت على قلتها تكسر في منتصف الملعب.

وبات رأس مدرب غانا الصربي راتومير دويكوفيتش مطلوبا قبل 4 اشهر من انطلاق المونديال برغم انه صانع انجاز التأهل الى المونديال، لان الخروج المذل من امم افريقيا يعتبر ضربة موجعة بالنسبة اليه، لأن الآمال كانت معقودة على المنتخب لإثبات جدارته بالتمثيل القاري في النهائيات العالمية وإحراز الكأس الافريقية الغائبة عن خزائنه منذ عام 1982 في ليبيا ورفعها للمرة الخامسة في تاريخه بعد اعوام 1963 و1965 و1978 و1982 وبالتالي الانفراد بالرقم القياسي (4 القاب) الذي يتقاسمه مع المنتخبين المصري (1957 و1959 و1986 و1998) والكاميروني (1984 و1988 و2000 و2002).

وكان من الطبيعي ان يبرر دويكوفيتش فشل الغانيين بغياب بعض اللاعبين الاساسيين، لكنه اعترف بالخيبة قائلا «نحن مستاءون بطبيعة الحال، لكن ذلك ليس له اي علاقة بالمونديال لأن الوقت لا يزال طويلا للاستعداد الجيد، سنرى منتخبا غانيا قويا في العرس العالمي».

ويبقى امام دويكوفيتش اقناع المسؤولين الغانيين بكفاءته وقدرته على لملمة الجراح وإعادة الثقة الى اللاعبين، وان كان ذلك صعبا بعدما كانت الفرصة سانحة امامه في العرس القاري، لكنه فشل فيها فشلا ذريعا.

من جانبه، قلل مهاجم بولتون الانجليزي ومنتخب السنغال الحجي ضيوف من حظوظ المنتخبات الافريقية المشاركة في نهائيات كأس العالم بألمانيا.

وكانت السنغال التي حققت مفاجأة من العيار الثقيل في المونديال الاخير في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 بفوزها على فرنسا في المباراة الافتتاحية وبلوغها الدور ربع النهائي، لكنها فشلت في بلوغ النهائيات العالمية للمرة الثانية في تاريخها بحلولها ثانية في التصفيات وراء توغو المغمورة.

وقال ضيوف: «اعتقد أن التمثيل الافريقي في مونديال ألمانيا مختل، فاذا تابعنا مستويات منتخبات الكاميرون ونيجيريا ومصر نجد انها كانت تستحق تمثيل القارة السمراء في العرس العالمي». وأعرب عن تخوفه من ان عدم ظهور المنتخبات الافريقية الخمسة؛ وهي تونس وساحل العاج وتوغو وانغولا وغانا بمستوى جيد في النهائيات قد يقلص عدد مراكز القارة في البطولات المقبلة من كأس العالم». واضاف «اذا خرجت المنتخبات الخمسة من الدور الاول، فهذا الامر لن يكون في مصلحة الكرة الافريقية».