تونس تفقد لقبها الأفريقي أمام نيجيريا بضربات الترجيح

مدرب منتخب مصر يعترف: لم أتوقع الفوز الكبير على الكونغو.. والمطلوب الآن التركيز على لقاء السنغال

TT

ثأر المنتخب النيجيري من نظيره التونسي وأفقده اللقب عندما تغلب عليه 6-5 بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والاضافي 1-1) امس على استاد النادي المصري في بورسعيد للدور ربع النهائي من النسخة الخامسة والعشرين من بطولة امم افريقيا لكرة القدم المقامة حاليا في مصر وحتى العاشر من فبراير (شباط) الحالي. وسجل اوبينا نسوفور (6) هدف نيجيريا، وكريم حقي (49) هدف تونس. وتلعب نيجيريا في نصف النهائي الثلاثاء المقبل مع الكاميرون أو ساحل العاج اللذين التقيا لاحقا امس على استاد الكلية الحربية في القاهرة.

وتكرر سيناريو مواجهة المنتخبين في الدور نصف النهائي للنسخة الاخيرة في تونس قبل عامين واحتكم الفريقان الى ركلات الترجيح بيد ان الحظ ابتسم هذه المرة الى نيجيريا التي ردت الدين لتونس بالطريقة ذاتها حيث كانت خسرت أمامها بركلات الترجيح 3-5 بعدما انتهى الوقتان الاصلي والاضافي بهدف لجاي جاي اوكوتشا من ركلة جزاء مقابل هدف لخالد بدرة. وضربت نيجيريا عصفورين بحجر واحد، فهي أزاحت عقبة كبيرة في طريقها الى اللقب الساعية الى احرازه لتعويض خيبة املها في الفشل في التأهل الى المونديال، وحرمت تونس من مواصلة مشوارها نحو الاحتفاظ باللقب. وكانت تونس الأقرب الى الفوز في ركلات الترجيح لانها تقدمت 2-1 وسنحت لعادل الشاذلي فرصة تسجيل الركلة الثالثة بعدما اهدرت نيجيريا ركلتين ترجيحيتين بيد انه أهدرها تلاه سليم بن عاشور فتعادل المنتخبان 2-2 واستمر التعادل حتى الركلة الثامنة التي اهدرها القائد رياض البوعزيزي حيث تصدى لها فينسنت اينياما. وسجل ركلات نيجيريا تاي تايوو واوبينا نسوفور واوبافيمي مارتينز وميكل اوبي وفينسنت اينياما ونواكوو كانو، وأهدر لها جوزيف يوبو ويوسف اييلا. اما تونس فسجل لها حامد النموشي وهيكل قمامدية وجوزيه كلايتون وعلي بومنيجل واميرالحاج مسعود، وأهدر لها عادل الشاذلي وسليم بن عاشور والبوعزيزي.

وخاضت نيجيريا المباراة في غياب قائدها وصانع العابها جاي جاي اوكوتشا الى جانب ويلسون اوروما بسبب الاصابة، فيما احتفظ المدرب اوستين ايغوافوين كالعادة بالنجم الآخر نواكوو كانو على مقاعد الاحتياط ودفع به في الدقيقة 59. وخاضت تونس المباراة بتشكيلتها الاساسية بعد عودة فرانسيليدو سيلفا دوس سانتوس وزياد الجزيري ورياض البوعزيزي وحاتم الطرابلسي وحامد النموشي وعلي بومنيجل اثر غيابهم عن المباراة الاخيرة ضد غينيا 1-3. وكانت الافضلية نسبية لتونس في بداية المباراة لكن ذلك لم يستمر طويلا لأن نيجيريا بادرت بدورها الى الهجوم ونجحت في افتتاح التسجيل وكانت قاب قوسين او ادنى من التعزيز في اكثر من مناسبة، فيما حاولت تونس دون جدوى علما بانها حصلت على ركلة جزاء اهدرها جوزيه كلايتون. واندفعت تونس مطلع الشوط الثاني بحثا عن التعادل وكان لها ذلك مبكرا عبر حقي قبل ان تفرض نيجيريا سيطرة تامة لكن دون ان تتغير النتيجة ليحتكم الفريقان الى شوطين اضافيين كانت فيهما السيطرة لنيجيريا لكن دون ان تتغير النتيجة. وسنحت فرصة ذهبية لزياد الجزيري لافتتاح التسجيل في الدقيقة الرابعة عندما تلقى كرة عرضية داخل المنطقة فهيأها لنفسه على صدره ورفعها فوق الحارس فينسنت اينياما بيد ان الاخير فطن لفكرته وأنقذ الموقف ببراعة. وردت نيجيريا بقوة عندما افتتحت التسجيل اثر تمريرة عرضية لاوبافيمي مارتينز ابعدها علي بومنيجل بيده فتهيأت امام نسوفور الذي سددها بقوة ارتطمت بقدم بومنيجل وعانقت الشباك (6).

الى ذلك أبدى حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني سعادته بالفوز الكبير الذي تحقق على منتخب الكونغو بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، وقال إنها نتيجة غير متوقعة حيث كنت اخشى من نغمة التقليل من قوة الفريق المنافس التي سبقت المباراة وتأُثيرها السلبي الذي كان من الممكن أن ينعكس على اداء اللاعبين، وقال شحاتة إن الجميع من لاعبين وجهاز فني مطالبون بتحويل هذا الفوز إلى دفعة معنوية لمواصلة مسيرة الانتصارات.

اما عن إشراكه حسام حسن في بداية المباراة قال انه الوحيد الذي يمتلك حق اتخاذ هذا القرار وحسام لاعب على مستوى قدير واثبت انه بإمكانياته وخبراته لا يقل عن أي لاعب اخر في الفريق، وأضاف حسن شحاتة أن فريقه اجتاز خطوة صعبة نحو تحقيق اللقب وأن فريقه قدم مباراة جيدة أمام فريق شرس كان الكثيرون يتوقعون أنه أضعف الفرق ولكنه أثبت أنه ند قوي.

وأشار شحاتة إلى أن لاعبيه أسعدوا الجماهير العظيمة التي ملأت الاستاد وشجعت بأسلوب حضاري وهو يأمل استمرار هذا الدعم الجماهيري فهو بات السلاح الأقوى لصفوف منتخبنا، وطالب شحاتة لاعبيه بسرعة نسيان ملف الكونغو والتفكير جيداً في لقاء السنغال فالبطولة تطالب الفريق وعليهم أن ينظروا للأمام دوماً.

من ناحية أخرى قال شوقي إن خطة الجهاز الفني بقيادة الكابتن حسن شحاتة اعتمدت على مباغتة كلود لوروا المدير الفني للكونغو وإرباك حساباته حيث كشفت المباريات التي خاضها من قبل عن قيامه بوضع الفريق المنافس تحت ضغط وبالتالي ينكمش في وسط ملعبه ولكننا نجحنا في السيطرة على الموقف وحولنا هذا الضغط إلى صالحنا بعد أن بدأنا المباراة بتشكيل هجومي كبير بداية من حسام وعماد متعب في الهجوم ومعهم عمرو زكي خلف رأس الحربة ثم دفعنا بطارق السيد في الجبهة اليسرى ومحمد بركات في الجبهة اليمني نظرا لميلهما الشديد إلى الناحية الهجومية، وكان هذا هو السر في بداية طارق السيد المباراة منذ اللحظة الأولى على عكس ما تم في المباريات السابقة.

وقال شوقي إن هذه الطريقة حققت الغرض منها بالفوز الكبير حيث سجل حسام حسن ومتعب وتسبب عمرو زكي في ضربة الجزاء، وأضاف شوقي كانت لدينا الثقة في تحقيق الفوز على الكونغو والصعود إلى المربع الذهبي خاصة بعد أن شاهدنا كل المباريات التي خاضها في البطولة، بالإضافة إلى أن اللاعبين بثت فيهم روح المنافسة القوية وذلك بفضل الجمهور الكبير الذي حضر والملايين التي شاهدت المباراة من عبر القنوات الفضائية. وأكد شوقي غريب أن الجهاز الفني رغم المغامرة باشراك احمد حسن «ميدو» بعد أن تماثل تقريبا للشفاء حتى لا تعادوه الإصابة، قال إننا نبحث عن مصلحة اللاعب قبل كل شيء وطالما أن لدينا البديل الجاهز فلا يوجد داع للمغامرة به وهذه ميزة المدرب المصري على العكس من المدرب الأجنبي الذي يسعى إلى مصلحته الخاصة عن طريق تحقيق الفوز بأي ثمن حتى لو كلفته ذلك خسارة لاعبه في باقي المباريات.

وقال شوقي إن الجهاز الفني سيعكف على دراسة مباريات السنغال الماضية للتعرف على الفريق بشكل جيد خاصة انه يمتلك عناصر مميزة من اللاعبين، وأضاف أن الجهاز لا يعلن عن تشكيلة أية مباراة ويحتفظ بها حتى موعد اللقاء وليكون مفاجأة للفريق المنافس. وأكد أن الأمل قائم ويقترب من الحصول على كأس البطولة وتحقيق اللقب خاصة في ظل الدعم المستمر من الجماهير المصرية والحضور الدائم لعلاء وجمال مبارك في تدريبات المنتخب مما يعتبر دفعة معنوية كبيرة للاعبين.

من ناحية أخرى أكد حمادة صدقي مدرب الفريق أن المباراة كانت صعبة للغاية وقوية لان منتخب الكونغو يضم مجموعة مميزة من اللاعبين مثال لوا لوا، وقال إننا كجهاز فني نوجه الشكر للاعبينا على المجهود الكبير الذي قدموه في المباراة التي كشفت عن ارتفاع مستواهم من مباراة لأخرى حيث حسموا النتيجة بشكل قوي وهزموا الكونغو هزيمة ثقيلة.

وقال إن هذه المباراة والمباريات القادمة هي مباريات كؤوس في المقام الأول ونتمنى أن يكون هذا النصر الكبير فاتحة خير علينا ومقدمة للحصول على البطولة حتى يكتمل المظهر الحضاري الذي نشاهده جميعا في مدرجات الاستاد.

في المقابل أشاد احمد سليمان مدرب حراس المرمى للمنتخب الوطني بمستوى عصام الحضري في هذه المباراة والمباريات الماضية، مشيرا الى احتفاظه بمستواه وتركيزه رغم الهجمات الخطرة التي كانت عليه، وقال احمد سليمان إن الجهد المبذول من جانب اللاعبين والجهاز الفني لابد أن يكلل بالنجاح والتوفيق الذي نتمنى أن يلازمنا حتى نهاية البطولة، وقال إنما عقب نهاية المباراة نغلق ملفها ونفتح ملف المباراة القادمة أمام السنغال حيث يجب ألا نتمادى في فرحتنا وان نستغلها للحصول على الكأس وبعدها سيكون الوقت كبيرا للتعبير عن هذه الفرصة.

اما عن اللاعبين أصحاب العرس الحقيقي في هذا اللقاء فأكدوا انهم اقتنصوا فوزا مستحقا أمام الكونغو.

وأكد عصام الحضري نجم المباراة والحاصل على جائزة اللعب النظيف في هذه المباراة أن النتيجة جاءت عادلة ومعبرة عن سير المباراة، حيث سيدنا الموقف باستثناء بعض الفترات القليلة التي كانت لصالح لاعبي الكونغو، وقال إن التشجيع الجماهيري الهائل وحماس اللاعبين والرغبة في الفوز بالبطولة التي تقام على أرضنا كانت وراء الفوز الكبير الذي نسعى لاستغلاله في المباراة القادمة أمام السنغال في المربع الذهبي.

وأشاد الحضري بمستوى جميع اللاعبين خاصة ثلاثي خط الدفاع الذين ابعدوا عنه العديد من الهجمات الخطرة وكانوا نجوم المباراة.

اما عمرو زكي مهاجم الفريق فقدم التحية والشكر للجهاز الفني الذي أشركه في المباراة ودفع به في مركز صانع الألعاب، وأضاف انه راض تماما عن أدائه حيث كان ملتزما بتنفيذ تعليمات الجهاز الفني بدقة ومثل خطورة كبيرة على مرمى الكونغو.

حتى نجح في الحصول على ضربة الجزاء التي كانت فاتحة خير لبقية الأهداف الأربعة، وقال إن سبب خروجه من المباراة تعرضه لكدمة خفيفة اثر اصطدامه بأحد لاعبي الكونغو إلا انه أكد قدرته على المشاركة أمام السنغال.

في حين أبدى احمد حسن نجم المنتخب واللقاء سعادته الكبيرة بنتيجة المباراة والمستوى الذي ظهر به فقال إن الهدفين اللذين سجلهما ابلغ رد على المشككين في قدراته ومستواه خلال المباريات الماضية.

وأضاف أن اللاعبين مطالبون الان اكثر من أي وقت مضى بالحفاظ على تركيزهم ومستواهم العالي بعد أن دخلوا المربع الذهبي وباتوا قاب قوسين او ادنى من تحقيق حلم الملايين من الجماهير التي تساندنا.

وعقب المباراة توجه علاء وجمال مبارك إلى غرفة اللاعبين والجهاز الفني لتهنئتهم بالفوز والعرض القوي الذي قدموه، حيث كان جمال مبارك قد أبدى ثقته قبل المباراة في فوز منتخبنا الوطني الذي يسير بخطى ثابتة وقوية منذ بداية البطولة، مشيرا إلى أن الجهاز الفني قدم كل ما لديه خلال المباراة. وتمنى جمال أن يكون الفوز على الكونغو بداية الانطلاقة الحقيقية للحصول على الكأس بعد أن اقتربنا من تحقيقه، وأشاد جمال بالشكل الحضاري الذي ظهرت به الجماهير المصرية خلال البطولة، مؤكدا أن الفرص لن تكتمل إلا بالحصول على اللقب.

وإذا كان هذا هو حال المنتخب الوطني والجهاز الفني تحت قيادة حسن شحاتة فان كلود لوروا المدير الفني لمنتخب الكونغو فقد بدت عليه الدهشة والتعجب من هذه النتيجة الثقيلة، مشيرا إلى أنها لا تعبر عن سير المباراة حيث كان في إمكان لاعبيه تحقيق التعادل خلال الشوط الأول وتحويل النتيجة لصالحهم بعد أن فرضوا سيطرتهم خلال الشوط الثاني وأعلن لوروا رضاءه عن المستوى الذي ظهر به لاعبيه خلال المباراة، مشيرا إلى انهم قدموا مباراة قوية أمام منتخب قوي يمتلك مقومات النجاح خاصة عنصري الأرض والجمهور.

أخيرا تمنى كلود لوروا التوفيق للمنتخب المصري والوصول للنهائي وان كان يتوقع أن يكون بين الكاميرون والسنغال نظرا لقوة الفريقين.

وكانت الجماهير المصرية قد سهرت حتى الصباح تطوف الشوارع بالسيارات وتغني للاعبيها وللمنتخب وتطالبهم بالفوز على السنغال في اللقاء القادم وأوقدت النيران في الشوارع والميادين.

وكان منتخب مصر قد قدم مباراة جيدة يكفيه فيها الفوز بأربعة أهداف، كما أنه كان البادئ بالتسجيل عن طريق أحمد حسن في الدقيقة 32 بعد عرقلة عمرو زكي داخل الصندوق تصدى لها أحمد حسن وأحرز الهدف الأول، وكان قد سبق الهدف ضغط مصري وتمريرات عرضية أمام المرمى لم تجد المتابعة الجيدة من ثلاثي الهجوم عمرو زكي وعماد متعب وحسام حسن.

وكادت الدقيقة الأولى تشهد هدفاً تاريخياً للنجم لوا لوا من تصويبة مفاجأة بعد 30 ثانية علت العارضة بقليل وبعد 41 دقيقة يحرز حسام حسن الهدف الثاني ثم يخطئ السقا وترتطم الكرة بقدمه وتغير اتجاهها وتدخل مرمى عصام الحضري أحد نجوم اللقاء.

وفي الشوط الثاني يشدد الكونغوليون من ضغطهم ويشكل الثلاثي مبالا وماتومونا ولوا لوا ضغطاً هجومياً على دفاع مصر، ولكن عماد متعب ينقذ الموقف بهدف ثالث في الدقيقة 13 بمساعدة من النجم عمرو زكي ويختتم أحمد حسن دينامو مصر الرباعية بتصويبة من ضربة حرة خدعت الجميع ودخلت المرمى مباشرة.